الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الرياضة


غــــــزارة الأهـــــداف تجــنبــنـــا المــــــآزق

تاريخ النشر : الأربعاء ٢٩ فبراير ٢٠١٢



كيف يقرأ المدربون نظرية الحسابات المعقدة التي وضع منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم نفسه فيها في مشوار الدور الثالث من تصفيات كأس العالم المؤهلة لمونديال البرازيل 2014 عندما يلاقي المنتخب الاندونيسي في العاصمة المنامة يوم الأربعاء القادم في الجولة السادسة والأخيرة؟ هذا السؤال الذي طرحناه على المدربين الوطنيين ورؤيتهم حول إمكانية تحقق نتيجة الفوز على اندونيسيا بثمانية أهداف نظيفة مع خسارة المنتخب القطري ضد إيران في العاصمة طهران بهدف نظيف، وكيف يمكننا الاستفادة من عوامل الأرض والجمهور في هذا الجانب.
التسجيل المبكر مهم
قال المدرب الوطني خالد الحربان إن التسجيل المبكر في مباراة منتخبنا ضد اندونيسيا سوف يسهل من عمل اللاعبين في المباراة بشكل عام وسيعطي اللقاء جانبا إيجابيا يصب في صالحنا وسلبيا يكون على حساب أداء المنتخب الاندونيسي، وأضاف الحربان: أعتقد أن التسجيل في العشر الدقائق الأولى سيكون تأثيره كبيرا على أداء لاعبي المنتخب الوطني وسيفعّل أدوارهم في اللقاء المصيري والمهم، ومن الضروري أن نستغل الأخطاء في الفريق المنافس وخاصة وانه سيدخل أجواء اللقاء بدون ضغوط نفسية وسيلعب براحة تامة وعلينا مفاجأته من البداية بالضغط على صاحب الكرة وعدم ترك المجال أمام الخصم للتفكير بالتقدم. وأوضح الحربان: هذه المعطيات لو نظرنا لها من الناحية النظرية قد تكون صعبة فالمنتخب الاندونيسي ليس بالمنتخب السهل كما يتصور البعض واللقاء سيكون مفترق طرق إذا عرفنا أن مصيرنا ليس معلقا بأيدينا فقط وإنما هناك مباراة أخرى سوف تلعب في الوقت ذاته ونتيجتها تهمنا بدرجة كبيرة.
وأشار إلى أن التسجيل من البداية سيوفر علينا عناء المشقة في قادم الدقائق وسيعطينا راحة نفسية ستساهم في صناعة الفارق مع مرور الوقت شريطة أن نستغل الهفوات التي قد يتركها الدفاع الاندونيسي لكونه لن يلعب بحذر كما نتوقع وإنما سيدخل مهاجما من البداية لاستغلال الضغط العصبي الذي يعيشه اللاعبون، وقال: إذا خسرنا الرهان فلن تكون نهاية المطاف وعلى اللاعبين التفكير جيدا بأن مستقبل الكرة لا يتوقف عند هذا الحد وإنما علينا الاستعداد الأمثل للاستحقاقات القادمة فالمنتخب الوطني قدم أداء بطوليا في المحافل الأخيرة وحصد إنجازات تعد مفخرة للشارع الرياضي، ومن المهم أن تكون نظرتنا إيجابية للمستقبل القادم مع الخيارات الشابة والتغييرات التي اعتمدها المدرب بيتر تايلور في التشكيلة، ويرى خالد الحربان أن لغة الاستعجال مرفوضة في مثل هذه المباريات وأن المطلوب هو التوازن في الملعب وعدم تغليب الجانب الهجومي على الدفاعي مشددا على الحذر من سرعة الاندونيسيين في الكرات المرتدة التي قد تباغتنا بأهداف مفاجئة.
صعوبة المهمة§
المدرب الخبير سعد رمضان قال إن المهمة صعبة لكن كرة القدم لا تعترف سوى بالعطاء الكبير والأداء الرجولي في المستطيل الأخضر ومن الضروري أن يعكس اللاعبون الجانب الإيجابي المشرق الذي ظهروا عليه في الاستحقاقات القريبة الماضية، وأضاف رمضان: حققنا بطولتين ثمينتين الأولى في دورة الألعاب الخليجية الأولى التي أقيمت في البحرين والثانية في دورة الألعاب العربية الثانية عشرة في الدوحة التي كسبنا فيها الميدالية الذهبية أيضا وهذه الإنجازات هي مكاسب للكرة البحرينية في عمرها القصير مع المدرب الإنجليزي بيتر تايلور وأن اللاعبين الجدد متحفزون وبشغف للمستقبل القادم، وأوضح قائلا: لا يجب علينا أن نفكر بحسبة الأهداف الكبيرة وكيفية تسجيلها لأن واقع المباراة والمتغيرات التي تحصل قد تعطينا الأحقية بالفوز بنتيجة أكثر وقد نخسر اللقاء في نفس الوقت، والمطلوب من لاعبينا اللعب نحو الهجوم مع الحذر في الخط الخلفي وعدم ترك المساحات فارغة أمام سرعة اللاعبين في الفريق المنافس.
وأكد رمضان أن إكمال المهمة الملقاة على عاتقنا أولا هو التحدي الأكبر وعلى اللاعبين أن يشغلوا تفكيرهم بمباراة المنتخبين القطري والإيراني حتى لا نعيش أجواء الضغط العصبي والنفسي التي قد تؤثر على أدائنا في الملعب وتبعدنا عن أجواء المهمة البطولية، مشيرا إلى أهمية الإعداد الذهني والنفسي للاعبي المنتخب قبل هذه المواجهة، وأعرب رمضان عن أمله في أن يوفق لاعبونا في تخطي هذه المهمة الصعبة وأن يكونوا على قدر المسئولية ويتوجوا مشوارهم الذهبي بالصعود إلى الدور النهائي والحاسم من التصفيات الآسيوية.
الحسابات معقدة
وأكد المدرب الوطني عبدعلي السكري أن الحسابات تعد معقدة بالنسبة للمنتخب ومهمته ستكون موزعة على مباراتين والهدف هو التركيز في مهمتنا وإكمالها بنجاح من دون النظر إلى ما قد تفرزه المباراة الأخرى بين إيران والمنتخب القطري، وقال عبد علي السكري: مباراة المنتخب تعد من المباريات الحساسة والمهمة على صعيد تحدي الذات وكسر كل التوقعات ومن الناحية النظرية تعد من المستحيلات مع انه لا مستحيل في عالم كرة القدم التي عودتنا دائما على المفاجآت، وما يدعونا إلى تأكيد صعوبة الموقف هو ارتباطه بمباراة أخرى ليس لدينا فيها اليد الطولى وإنما الكلمة ستكون عند لاعبي المنتخبين الإيراني والقطري.
وأضاف: قطر تحتاج إلى نقطة واحدة من هذه المباراة حتى تضمن الصعود للدور الحاسم والمنتخب الإيراني أيضا يحتاج النقطة ومهمة منتخبنا هي الأقرب إلى الاستحالة ولا أعتقد أن المنتخب القطري سيجازف باللعب المفتوح من أجل الفوز وإنما سيلعب للدفاع وتأمين المناطق الخلفية مع الاعتماد على الهجمات المرتدة، وأشار إلى أن أسلوب المدرب بيتر تايلور سيكون هجوميا مع ان الطريقة مجهولة ولا نعرف كيفية توظيف اللاعبين ومن المؤمل أن تكون بثلاثة رؤوس حربة صريحين، يقابلهم تشكيل دفاعي شرس في الخلف من أجل إبعاد الخطورة عن شباكنا، ويرى عبد علي السكري إن هذه المباراة قد تكون للتاريخ وعلى رجال المنتخب الوطني الأول الدخول بعزيمة الرجال الأقوياء بغض النظر عن نتيجة اللقاء الآخر فمهمتنا تكمن في تسجيل أكبر عدد من الأهداف وشهيتنا ستكون مفتوحة في حال استغلينا سوء المنتخب الاندونيسي وأخطاء لاعبيه ومن المهم أن نكون جديرين بثقة الجماهير البحرينية التي ستتسلح بالدعاء والابتهال، وأعرب عبد علي السكري عن أمنياته القلبية بأن يخرج منتخبنا من هذه المباراة بأقل الأضرار وأن يكسب رهان التحدي ويسجل أكثر من 8 أهداف مع انتظار الفرج في اللقاء الآخر والذي نأمل أن يكون حسبما نريد ونشتهي مؤكدا أن كرة القدم حافلة بالأحداث الغريبة والعجيبة.