أخبار دولية
منظمة العفو: إيران صعّـدت حملتها القمعية على المعارضين قبل الانتخابات
تاريخ النشر : الأربعاء ٢٩ فبراير ٢٠١٢
قالت منظمة العفو الدولية المدافعة عن حقوق الانسان امس الثلاثاء ان إيران «صعّدت بدرجة كبيرة» حملتها على المعارضين قبل الانتخابات البرلمانية التي تجري هذا الاسبوع وانها اعتقلت محامين وطلبة وصحفيين، كما استهدفت وسائل الاعلام الالكترونية.
وقالت ان هاريسون خبيرة الشرق الاوسط في منظمة العفو «في إيران انت اليوم تعرض نفسك للخطر اذا فعلت شيئا يمكن ان يكون خارج الحدود الآخذة في الضيق التي تعتبرها السلطات مقبولة اجتماعيا وسياسيا». وأضافت في بيان «اي شيء بدءا من تكوين مجموعة اجتماعية على الانترنت أو تشكيل منظمة أهلية أو الانضمام اليها أو التعبير عن معارضتك للأمر الواقع يمكن ان يزج بك في السجن».
وأضافت ان الاعتقالات استهدفت مجموعات مختلفة منها المحامون والطلبة والصحفيون والناشطون السياسيون وأقاربهم والاقليات الدينية والعرقية والسينمائيون ومن لهم صلات دولية. وقالت ان الحملة «تكشف ان زعم إيران انها تؤيد الاحتجاجات في الشرق الاوسط وشمال إفريقيا هو مزاعم جوفاء».
وذكرت المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان ان الحملة استهدفت ايضا وسائل الاعلام الالكترونية التي تعتبرها السلطات الايرانية مصدر تهديد رئيسي.
وفي يناير وصف ضابط شرطة كبير جوجل بأنها «أداة تجسس» لا محرك للبحث.
وفي الشهر الماضي أيضا أمرت الشرطة الالكترونية الجديدة أصحاب مقاهي الانترنت بادخال دائرة تلفزيونية مغلقة وتسجيل اسماء مستخدمي الشبكة. وقالت منظمة العفو انه صدر هذا الشهر حكم بالسجن أربعة أعوام ونصف العام على المدون مهدي خزعلي بتهمة «ترويجه دعاية ضد النظام».
وذكرت منظمة العفو في تقريرها ان السلطات الايرانية قمعت بشكل ممنهج المعارضة خلال العام المنصرم، وانها شنت موجة من الاعتقالات خلال الاشهر القليلة الماضية.
وتجري الانتخابات البرلمانية الايرانية يوم الجمعة وهي أول انتخابات عامة تجري في البلاد منذ الانتخابات الرئاسية لعام 2009 التي فاز فيها الرئيس محمود أحمدي نجاد بفترة رئاسية ثانية، مما فجر اضطرابات استمرت ثمانية اشهر وقمعتها الدولة.
ومن المرجح ان تعكس الانتخابات البرلمانية شعبية المؤسسة الدينية الحاكمة لوقوفها في وجه الضغوط الغربية لتقييد برنامجها النووي.
ورفض مرشحون اصلاحيون بارزون خوض الانتخابات البرلمانية القادمة وتركوا ساحة التنافس بين فصائل محافظة متشددة متناحرة تتبع الزعيم الأعلى الإيراني اية الله علي خامنئي وأحمدي نجاد.
من ناحية أخرى قالت إيران امس ان هناك طريقتين للتعامل مع «برنامجها النووي السلمي» اما الحوار او المواجهة، وانها تفضل التعاون. واتهم وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي - في كلمة ألقاها امس الثلاثاء أمام مؤتمر لنزع السلاح ترعاه الامم المتحدة - الغرب بالكيل بمكيالين لدعمه اسرائيل، وهي الطرف الوحيد في الشرق الاوسط الذي لم يوقع معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية. وقال صالحي «قلنا مرارا وتكرارا ان هناك خيارين للتعامل مع البرنامج النووي السلمي لايران.. الاول التعامل والتعاون والتواصل والثاني المواجهة والصراع».
وأضاف «ايران واثقة من الطبيعة السلمية لبرنامجها وتمسكت دوما بالخيار الاول. وحين يتعلق الامر بحقوقنا ذات الصلة والتزاماتنا فإن موقفنا الدائم هو ان إيران لا تسعى للمواجهة ولا تريد شيئا غير حقوقها المشروعة التي لا تمس».