الجريدة اليومية الأولى في البحرين


في الصميم


ستظل البحرين بلد الوحدة والأسرة الواحدة

تاريخ النشر : الأربعاء ٢٩ فبراير ٢٠١٢

لطفي نصر



تأتيني الكثير من الاتصالات من خارج البحرين.. يتوحد أصحابها حول سؤال واحد, هو: على ضوء الأحداث التي تدور رحاها عندكم – وان كانت قد خفت حدتها – كيف ترى مستقبل البحرين؟
يجيء جوابي دائما واحدا لجميع المتصلين.. ومقتضاه أن مملكة البحرين ستظل دولة الأسرة الواحدة على الدوام.. ولن ينكسر من داخلها في يوم من الأيام أثمن وأغلى ما تملك ألا وهو الوحدة الوطنية.. وسيظل شعب البحرين ملتفا حول قيادته ومتمسكا بها على الدوام مهما طال أمد ما يحدث على الأرض وهو الذي يخرج عن هذا الاطار - فانه لابد أن يحط برحاله وهدوئه وتعقله ثم العودة الى طبيعته الأولى.
وأضيف: ويقيني كامل بأنه لن يحدث أي تغيير في البحرين لعدة أسباب, منها:
- ان العرب جميعا لن يرضوا - ومهما كان الثمن - بأي مساس بعروبة البحرين.. ولن يسمحوا.. ومهما كانت التضحيات, أن يقتطع جزء لا يتجزأ من جسد الأمة العربية.
- إن الأغلبية الساحقة من مسلمي العالم لن يقبلوا بأي مساس بمكونهم الأساسي والرئيسي في تكوين الأمة.
- ثم إن البحرين لن تحتاج لا الى هذا ولا الى ذاك, من خارجها.. وخاصة بعد أن كشف تجمع الفاتح منذ وقفته الأولى في 21 فبراير 2011, وتحرك الأغلبية الصامتة على هذه الأرض لتعلن ان هناك توازنا حقيقيا لن يسمح بأن يجور مكون على آخر بأي حال من الأحوال.. ولتعلن انه لا صمت ولا سلبية بعد اليوم.. ثم إن المتجمعين في وقفة الفاتح الأخيرة في ذكرى الوقفة الأولى رغم كثرتهم فإنهم كانوا لا يمثلون غير نسبة قليلة من الفئة – التي كانت صامتة.. ومعنى ذلك انه اذا كان لا يزال هناك صامتون فسوف يخرجون عن صمتهم تدريجيا.. حتى تكون اليقظة على هذه الأرض وتحقيق التوازن المنشود.
هذا من ناحية.. أما من الناحية الأخرى.. وفي رأيي الخاص فإن الباعث الأكبر على الطمأنينة أن هذا البلد سيظل بخير وعلى خير على الدوام.. هو أن البحرين فعلا بلد الأسرة الواحدة.. وان الأغلبية العظمى من الشعب على قلب رجل واحد في الحفاظ على الوطن ووحدته الوطنية.. وانه كما قيل من قبل فإن المناوئين هم مجرد نسبة قليلة.. وانهم لا يمثلون غير أنفسهم والطامعين في الوطن من خارج حدوده.
ولكن كل هذا لا يبرر لشعب الفاتح الخمول أو الركون أو اعطاء الفرصة للتشرذم أو الانقسام والتصدع.. الأمر الذي يجعلني أدعو الى التجاوب بكل صدق وقوة مع الدعوة الأخيرة لزعيم تجمع الوحدة الوطنية الدكتور عبداللطيف المحمود من أجل لم الشمل وتدارس الأخطاء والعمل على تلافيها والانطلاق أكثر قوة نحو تحقيق الأهداف.. وانه لا وقت للاختلاف حول الزعامات.. فالوطن أولا والوطن أخيرا.
***
يتساءل البعض: هل صحيح انه يمكن أن يفهم من ظاهرة المشادات الساخنة والخلافات الحادة التي تحدث على الدوام بين السادة النواب وكل من الوزيرتين الموقرتين الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة, والدكتورة فاطمة البلوشي وزيرة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية.. وهما الوزيرتان اليتيمتان في الحكومة, بأن هناك عداء بين السادة النواب والمرأة بصفة عامة!
قد يكون لدى من تسرب إلى نفوسهم الشك في ذلك عذرهم من حيث ان الغالبية العظمى من النواب في المجلس هم من الإسلاميين.. ولكن هذا الشك غير صحيح ولا أساس له بالمرة.. والسبب وراء هذه القناعة الأكيدة بأن النواب لا يعادون المرأة ولا يبغضونها هو انه توجد بين السادة النواب أربعة نائبات موقرات, هن: لطيفة القعود – سوسن تقوى – ابتسام هجرس – د. سمية الجودر.. والعلاقة بين النواب والنائبات الأربع: «سمن على عسل».. حيث التوافق والتعاون الكبيران أثناء الجلسات العامة واجتماعات اللجان وفي كل الأحوال.. وان أحاديث الرضا بين النواب والنائبات لا تتوقف أبدا حتى أثناء الجلسات العامة.
ثم لا ننسى انه كان هناك اختبار قوي لمدى اعتزاز السادة النواب بوجود النائبات وسطهم, فقد اجتاز المجلس هذا الاختبار بثبات ونجاح كبيرين عندما لجأ أحد النواب الى الاساءة الى احدى النائبات فتحول المجلس كله الى كتلة واحدة ضده ولم يرضوا بغير أخذ الثأر لها ومعاقبته بديلا.
والتفسير الوحيد لظاهرة هذه الحوارات الحامية الوطيس بين بعض السادة النواب والوزيرتين هو ان الحوارات بين النواب والوزراء, بصفة عامة, وخاصة في بند الأسئلة, طابعها السخونة والحدة دائما.. وان العرف البرلماني قد استقر على ذلك من دون أدنى استعداد للتخلي عنه.. ولكن لست أفهم لماذا هذه السخونة تكون اشد بين النواب والوزيرات؟!