الجريدة اليومية الأولى في البحرين



جلالة الملك و«دير شبيغل»

تاريخ النشر : الخميس ١ مارس ٢٠١٢

محمد مبارك جمعة



في حديثه لمجلة «دير شبيغل» الألمانية، رد جلالة الملك على الأسئلة الموجهة إليه باقتدار وحكمة، وهذا ليس رأيي وحدي وإنما رأي حتى المتابع البريطاني هنا في المملكة المتحدة أيضاً. كنت يوم أمس أقرأ نص الحوار المترجم إلى اللغة الإنجليزية، وجاء سؤال المجلة إلى جلالة الملك بأن هناك من يطالب في البحرين بالتحول إلى ملكية دستورية كما هو الحال في المغرب، فما الخطأ في هذه الفكرة؟ فرد جلالة الملك: «نحن ملكية دستورية، فأنا لا أصدر أوامر بالقوانين وإنما أقترحها فقط. المادة 53 من الدستور تنص على أنه يحق للملك رفض القانون مرة واحدة فقط، وفي المرة الثانية فإنه يستوجب تمريره إذا ما حاز أغلبية الثلثين في الغرفتين التشريعيتين».
سؤال آخر وجهته «دير شبيغل» إلى جلالة الملك، إذ قيل له: هل تعلم جلالتكم كم هو عدد السجناء السياسيين في مراكز التوقيف؟ فرد جلالة الملك: «لا يوجد لدينا سجناء سياسيون، يوجد لدينا سجناء ممن ارتكبوا جرائم فقط».
سألته المجلة: ماذا يعني لكم مصطلح «الربيع العربي»؟ وهنا أجاب جلالة الملك: «إذا كان المقصود هو دعوات الإصلاح والديمقراطية فإننا في البحرين بدأنا هذا الربيع منذ 01 سنوات، لقد كنا من السباقين إلى إجراء انتخابات برلمانية في الوطن العربي». وسألته المجلة مستشهدة بقول الفيلسوف الفرنسي «أليكسيس دو توكفيل»: ألا توافق بأن من أصعب اللحظات التي يعيشها أي حاكم اللحظات التي يحين فيها الإصلاح؟ فأجاب جلالة الملك: أوافق على ذلك، وأنا كطيار مروحية أعرف مصطلح «الانعطاف الحاد»، وهو مصطلح يستخدم لوصف المرحلة الانتقالية بين حركتين، ولذا فقد آمنت بأن المسألة كانت أسهل بكثير حينما بدأت الإصلاح منذ 01 سنوات».
ومن بين ما سألته مجلة «دير شبيغل» حول قوات درع الجزيرة: لماذا طلبتم في خطوة غير متوقعة دخول قوات خليجية للبحرين؟ أجاب جلالة الملك: ماذا عن الكويت؟ هل نسيتم ما حدث في الكويت سنة 0991؟ لقد طلبنا القوات الخليجية لتقوم بحماية منشآتنا الاستراتيجية والحيوية في حال أصبحت إيران أكثر عداءً. لم يشاهد أحد هذه القوات في الشوارع، وهو ما أكده تقرير الخبير شريف بسيوني.
سألته المجلة: لو قابلت الرئيس السوري بشار الأسد، ماذا كنت ستقول له؟ أجاب جلالة الملك: «أفضل نصيحة يمكن أن يحصل عليها هي من شعبه». تعيد المجلة السؤال بصيغة أخرى: هل تعتقد أنه يجدر به أن يتنحى؟ يجيب جلالة الملك: «ومن أنا كي أطالبه بالتنحي؟ هذا أمر راجع إلى الشعب السوري».
الأسئلة عديدة ولا يسعني المقام في ذكرها كلها الآن، لكن إجابات جلالة الملك عنها مختصرة ومباشرة وتبعث على الارتياح.