الجريدة اليومية الأولى في البحرين


راصد


اليهودي أحسن حالاً من المسلم السني في إيران

تاريخ النشر : الخميس ١ مارس ٢٠١٢

جمال زويد



حينما يُثار موضوع الواقع المرير لأهل السنة والجماعة في الجمهورية الإيرانية الإسلامية ومعاناتهم في مناطقهم ومعاداتهم في ممارسة شعائر دينهم والتضييق عليهم في بناء مساجدهم وجوامعهم وسوء معاملتهم واعتبارهم مواطنين من درجة ثانية أو ثالثة أو رابعة.. كلّما أثيرت هذه الموضوعات مدعومة بالقصص والروايات والشهود؛ يظنّ البعض أنها من قبيل التجني أو التحامل على النظام الإيراني وخاصة إذا كان صاحب هذه الإثارة محسوبا على أهل السنة والجماعة، سواء داخل إيران أو خارجها.
غير أنه في منتصف هذا الشهر خرج علينا كاتب صحفي مشهور، هذه المرّة ليس من العرب ولا من المسلمين، إنما هو من الكيان الصهيوني الغاصب، له مشوار حافل في المجال السياسي وحاصل على عدد من الجوائز الأدبية والفكرية ليدلي بشهادة تبين أن ما يُقال عن واقع السنّة في إيران ليس تحاملاً أو تجنّياً، وليس فبركة أو تأليفا وتدليسا حيث زار هذا اليهودي، وهو «عاموس عوز»، مؤخراً طهران ضمن وفد من منظمات يهودية عالمية للاطلاع على أحوال الأقلية اليهودية هناك، وأعد تقريراً عن زيارته توصل فيه إلى نتيجة كتبها: ان اليهودي الفارسي يعتبر أحسن حالاً من وضع المسلم السني في إيران !
يقول الكاتب الصهيوني «عاموس عوز» انهم قاموا بجولة تفقدية للمعابد اليهودية في طهران و«استغربت كثيرا مما شاهدته في هذه المعابد من فخامة في البناء والزخارف المعمارية التي طُعمت بلون الفن المعماري الفارسي، واستغربت أكثر عندما سمعت أن في طهران لوحدها أكثر من (12) معبدا «كنيسا» لليهود، كما توجد (10) مراكز لبيع لحم الكاشر المذبوح على الطريقة اليهودية في طهران، كما يوجد أكثر من (85) معبدا «كنيسا» لليهود في مختلف المدن الإيرانية، فوجدت أن اليهود في إيران يعيشون حياة شبه عادية برغم وجود بعض المضايقات من قبل الحكومة إلا أنها لا تذكر وليست كما كانت في مخيلتي قبل وصولي إلى أرض ايران».
خلال جولة «عاموس عوز» في أحد أحياء طهران لفت انتباهه مجموعة من الصبية يلعبون كرة القدم في مسجد شبه مهجور، فسأل أحد مرافقيه الإيرانيين: ما هذا المكان؟ فقيل له هذا مسجد سلمان عبدالقادر، وهو أحد مساجد السنة في طهران، ويُمنع عليهم ترميمه أو حتى أداء الصلاة فيه بشكل علني، وأن من يقوم بالصلاة فيه هم بعض العمال الهنود والأفغان بشكل غير منتظم.
حينذاك قرر «عاموس عوز» إشباعاً لفضوله الصحفي التعرّف أكثر على أهل السنة في ايران، بدأ يسأل ويزور ويستفسر عن أحوال الأقلية السنية وتوصل إلى نتائج مذهلة كتبها في تقريره منها: إن عدد السنة في طهران لوحدها مليون ونصف مليون مسلم سني ولا يمتلكون مسجدا سنيا واحدا لهم في طهران كلها، بينما عدد اليهود في كل إيران يقارب الـ (30) ألف يهودي ولهم معابدهم التي رأى السيد «عاموس عوز» فخامتها! كما أن عدد السنة الذين تم تنفيذ حكم الإعدام بحقهم خلال الخمس السنوات الماضية يزيد على (1500) شخص وإن عدد المعتقلين السنة في السجون الايرانية يزيد على (4000) شخص، كما أن النظام الايراني يجرم أيّ سني يحاول نشر المذهب السني في ايران. ولذلك يقول «عاموس عوز» في تقريره «وبمقارنتي مع النتائج التي جمعناها من الأقلية اليهودية في إيران والتي تفيد أنه لا توجد حالة إعدام واحدة بحق أي يهودي حدثت منذ سنوات عديدة، بالإضافة إلى عدم وجود أي معتقلين سياسيين يهود في السجون الإيرانية، وحرية إنشاء المدارس والمعابد اليهودية، فكتبت في تقريري ما توصلت إليه في نهاية زيارتي هذه، وهو أن اليهودي الفارسي يعتبر أحسن حالاً من وضع المسلم السني في إيران».
ما ذكره اليهودي «عاموس عوز» عن أحوال السنة في إيران ومقارنتها بأحوال الأقلية اليهودية هو شهادة أو فضيحة أخرى يمكن إضافتها إلى سلسلة الظاهرة الصوتية ذات الماركة الإيرانية عن رمي إسرائيل في البحر أو الشعار المرفوع دوماً عن (الشيطان الأكبر) بينما واقع الحال يبين مقدار الحميمية والاحتضان ودفء العلاقات على أرض الواقع، بالضبط كما بينها الصحفي اليهودي «عاموس عوز» في تقرير زيارته خلال هذا الشهر لطهران.