قضايا و آراء
أزمة وراثة السياسات الدخيلة الأجنبية
تاريخ النشر : الخميس ١ مارس ٢٠١٢
من المُسلم به تصنيف الحركات السياسية إلى مدارس ترتكز عليها أساليب نمطية ايديولوجية مُورثة في الغالب من رديف مُقارب، وتعتمد درجة توحيد النمطية أو تشابهها على حسب القرب المشترك في المصالح المرجوة، أحد أكبر وأبرز الخطوط التي تعمل من أجل بناء سيرة تاريخية سياسية عريقة من أجل تواصل التوارث وبنائه، نفهم ذلك من خلال إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، ففي ثلاث حُقب من الأب إلى الابن حتى تولي إدارة الرئاسة الرئيس الأمريكي أوباما وإعلانه حقبة جديدة العهد في النظام الأمريكي، إلا ان السياسات تختلف تماماً عن التصريحات المنقولة كافة، وهنا نضع علامة الاستفهام في كيفية نوع التعاطي بمراجعة النظر حول حقيقة تغير السياسات الأمريكية للعالم، ومنه إلى كيفية التعامل وفق سياسات مُورثة حقبة بعد حقية مما يجعل النظر ذاته في محل التأمل والتوقف قبل التعاون مع أمريكا في أي خطوة مستقبلية، كأنه يُراد للعالم أن يكون تحت قبضة أمريكا وكفى.
ولا يخفى على العالم أن نسبة رضا الأمريكيين عن إداراتهم الأمريكية في 30 سنة مضت لم تتجاوز في أغلبها 44% باعتراف الشعب الأمريكي، كما ان السياسات الأمريكية الداخلية لا تروق لأكثر سكانها فضلاً عن المجتمع الدولي، وقد كشف بعض التقارير والنتائج عن أكثر السلبيات جراء سياسات مستنسخة، حيث بلغ العجز 3% من الدخل القومي في رئاسة بوش الابن وقد تسلمها بعجز 2,5%، بما يزيد على 4 تريليونات من العجز في حسابات أمريكا، وهو ما يجعل المتدبر في حقيقة كيان أمريكا موقع التريث قبل الاحتساب.
الدول الكبرى ومنها أمريكا بتجدد السياسات وتوارثها لم تكن في منأى عن المخاطر طوال الأعوام الماضية، مع أن الدول الكبيرة تُسمى بالدول النامية إلا أن أصغر الدول بساطة تمتلك أكبر الإمكانيات والخبرات التي لا تُدركها الدول الأولى، وليكن في حساب القارئ أن الدول العالمية ما هي إلا آلة في جهاز الأمن الإسرائيلي، ولذا فإن السياسات وإن استنسخت فهي مستنسخة من جهة واحدة ترى في نفسها فرض الهيمنة الكلية على العالم، وتجعل نفسها وصية بلا وصاية، والحال نفسه يتكرر بالنسبة إلى جمهورية إيران التي تجد في نفسها الوصية على دول العرب وبمحاولات عديدة وبتسميات متعمدة تهدف إلى انتسابها بالسبب كان أو بالنسب إلى الخليج فتطلق تارة على الخليج بالفارسي وتارة بخليج الفرس، فالسياسة واحدة وإن تعدد الحكم أو تغير في بلدانها، وقد نجد في سياسات دول قريبة من إيران هيمنة وسيطرة إيران عليها سطوة منها لتوريث السياسات.
أوباما وبعد توليه رئاسة أمريكا غادر بلاده في جولة مكوكية في أرجاء الشرق الأوسط وأوروبا في محاولة منه لموضعة أمريكا وتركيز مصالحها وتثبيتها، في الوقت ذاته انفتح على إيران وكوريا الشمالية، لقد غير الأسهل إذ انه غير أسلوب السياسة الأمريكية بتغليب لغة الدبلوماسية لتكون خفيفة الحركة، وانفتاحه على إيران ما هو إلا مفتاح إسرائيلي وسرعان ما انكسر هذا المفتاح، لتعود السياسة واللهجة والدبلوماسية إلى حالها في الإدارة الأمريكية، إذ لم تتمكن من الحصول على الغرض المطلوب فسارعت إلى الانقلاب بشكل ظاهر مع اتفاقها بشكل داخلي، ومهما صدر عن أمريكا من عقوبات لن تُنفذ على أرض الواقع، فالعقوبات تترى على إيران منذ عقود من الزمن إلا أن شيئا منها لم يتحقق بوجه شامل، مما يؤكد حقيقة التعاون الأمريكي الإيراني.
وبالنسبة إلى قوى التأزيم في البحرين وسياسات التوريث وبالنمطيات المتعددة بتلون السياسات وتغير اللهجات نفسها، تحتل قوى التأزيم المرتبة الأولى في تطبيق وتوريث سياساتها وتوارث السياسات الدخيلة الأجنبية لتعميق الفجوة بين الشعب بتمرير مشاريع الطائفية والعقد النفسية والحقد على عائلة آل خليفة الكريمة، وهو ينفي نية التعاون ولو في المستقبل لوجود موروثات سياسية ومنهج غامض صنعته حركات التآمر على الوطن، فالوفاق اليوم في البحرين ليست إلا حركة أحرار البحرين في بريطانيا ، وليس سلمان إلا جندي الشهابي وإن كان الظاهر اختلاف الوجهات، وليس الشهابي إلا جندي قاسم وإن اختلف التوجه بالعلن، ولكن المنهجية واحدة وهي ولاية الفقيه التي تجمعهم تحت راية متحدة.
إن توارث السياسات هي صناعة الحركات الراديكالية ومؤسساتها، وتبقى الحليف الوحيد هو المكسب الشخصي في النهاية وليذهب الوطن للجحيم عندها، ولكن شعب البحرين لا يعرف الركوع لمؤامرات الحركات وامنياتها، لأنه وجد ضالته في قيادة الوطن الملكية، سياساتها ذاتية مُشربة بالاستشارة الشعبية، مكسوة بالمحبة، مُرصعة بمنهج الإسلام، إن لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة نظرا ببعده لا يقاس ولصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان خبرة بجودتها لا تضاهيها خبرة ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد عقلا مفكرا لمستقبل البلاد.
إن تعاوننا كشعب مع القيادة يعني تواصل التقدم والتطور والازدهار وهو ما يخيف المنظمات الإرهابية من تماسك شعب وقيادة مفوتين الفرصة على كل مُغرض أن يبث سمومه لشق الوطن، وتبقى البحرين راية الثوابت ومحطة الارتقاء.
حمى الله البحرين وأهلها وقيادتها.