أخبار البحرين
خلال ملتقى المهرجانات العربية الثاني
مختصون يدعون إلى إٍطلاق الاستثمار في الثقافة وآخرون يطلبون التريث
تاريخ النشر : الجمعة ٢ مارس ٢٠١٢
أكدت وزيرة الثقافة، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة خلال الملتقى الثاني للمهرجانات في البلدان العربية الثاني ان «الملتقى يخلق مفهوما جديدا يكرس أهمية الثقافة وعلاقتها بالاقتصاد من أجل تطوير المنشآت السياحية والثقافية لخدمة أوطاننا»، وذكرت أن الملتقى الأول للمهرجانات العربية افتتح في بيروت، مدينة المهرجانات العربية.
جاء ذلك لدى افتتاحها ملتقى المهرجانات العربية أمس.
وقالت ان افتتاح النسخة السابعة من ربيع الثقافة لهذا العام، يؤكد لنا أن هذا البلد ينتصر للفرح والثقافة ليخلق تواصلا مع الآخرين عبر اللقاءات الثقافية التي يجيد الجميع التخاطب عبرها.
وذكر المدير التنفيذي للصندوق العربي للفن والثقافة، أسامة الرفاعي خلال جلسة الافتتاح «لقد لاحظنا ازدياد الطلبات على مشاريع المهرجانات والتدريب ولها علاقة بالثقافة، وما نراه اليوم هو انفتاح أكبر ليس فقط في المهرجانات العربية والجهات الأجنبية فحسب بل اتسعت رقعة الانفتاح لتكون بين بعضها البعض، فأصبح هناك تشابك وتحاور بين مهرجانات بالمغرب العربي ومهرجانات بالمشرق العربي، فكان التواصل بين الفنانين في عدة مجالات، ومن جانب آخر برزت صيغة التفهم بقوة المهرجانات الاقتصادية في كثير من المدن، وما نقوم بالتجريب به هو الحديث مع العالم من مواضيع معاصرة لها علاقة بالفنون الجديدة والميديا التي باستطاعتها أن تدخل وتقوم بإضافة نوعية إلى المهرجانات».
بينما رفض المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الادارية بجامعة الدول العربية، رفعت الفاعوري إطلاق تسمية المهرجانات، مفضلا استخدام لفظ «الاحتفال» إذ هو ؟ الأخير- تعبير عربي واصطلاح دقيق لما نحن عليه مجتمعون».
واعتبر الاحتفال «تألقا حضاريا تعرفه الأمم عندما تكتشف قدراتها، وتدفقا وعطاء وتعبيرا عن حياة متألقة، ومقياسا حضاريا لحيوية الشعوب وقدرتها على المساهمة في الحضارة الانسانية».
وأشار إلى أن «العرب عرفوا معنى الاحتفال كطريق لإلقاء الشعر وممارسة التجارة والتعارف»، معرجا على «سوق عكاظ مفخرة عربية للأدب والشعر وتبادل الاخبار والتصالح بين القبائل».
ودعا المختصين الثقافيين إلى دراسة هذا الإرث العربي ومفهومه وأساليب إدارة اللقاءات والمناسبات، وهم بذلك سيكتشفون ما غاب عنهم من ممارسات مبتكرة لتحقيق رؤية عربية خالصة للاحتفالات في نهاية أعمال الملتقى.
ونوه إلى اهتمام المنظمة العربية بالتنمية الادارية، على مدى 50 عاما، بتأصيل الفكر الإداري أو الممارسات الادارية العربية واجتهادها لوضع أسس لمدرسة عربية في ذلك، مضيفا «لكن لم يمنعنا ذلك من التفاعل مع العالم من دون فقد خصوصيتنا أو هويتنا»، ومشيدا باحتفالات الصينيين واليابانيين التي كانت تعبر عن هويتهم.
فيما قال وزير المالية اللبناني السابق، جهاد أزعور عبر ورقته المعنية بتأثير الاستثمار الثقافي على الاقتصاد والمجال الاجتماعي إن «الثقافة جزء أساسي من الاقتصاد الحديث وخاصة مع تطور التكنولوجيا والمعلومات، أصبحت الثقافة هي العنصر الذي يميز أي دولة عن الأخرى، فالمنطقة كانت تعاني انفصاما في شؤون الثقافة والاقتصاد».
وأضاف «خلال الـ 30 سنة الماضية في كل دول العالم المتطورة، أصبح البعد الثقافي مهما أكثر وأخذ الحيز الثقافي أكبر ليس فقط جزءا من السياسات العامة انما جزء من الاستثمار الاقتصادي، وبعالمنا العربي خلال السنوات الماضية دشنت الثقافة بأهميتها سواء على أشكالها الاقتصادية وبرؤية المتاحف والمراكز الفنية ودور المعارض والأوبرا، إلا إن ما ينقصنا هو رؤية أكبر وأوسع، فالقطاع الثقافي متشعب وأكثر من نوعية، وحجم الاقتصاد الثقافي كبير وتأثيره أكبر ولهذا السبب دول اليوم مدعوة إلى الاستثمار أكثر في المواضيع الثقافية، والتفكير أكثر على صعيد المنظمات العالمية باستخدام الثقافة كدوافع للنمو وخلق فرص عمل فيها».
وتمنت رئيسة مهرجانات بيبلوس في لبنان، لطيفة لقيس «أن يخرج الملتقى بتوصيات تتناول تاريخ المهرجانات وتفاعلها مع البيئة الاقتصادية من الناحية الاجتماعية والسياحية، فالوزير اللبناني السابق جهاد أزعور أكد أهمية المهرجانات للاقتصاد ونحن هذا ما نقوم بتطويره من البيئة الاقتصادية والاجتماعية والسياحية، فكل تلك العوامل تتفاعل مع البيئة التي نعيش فيها».
أما رئيس مهرجانات جرش الأردنية ،أكرم مصاروة قال: «هناك تميز بين المهرجانات والثقافة، علما أن المهرجانات جزء من الثقافة، وليست كل الثقافة، وأشعر بالخوف أن نستعجل ونصل إلى نتائج في هذا الموضوع وننقاد إليها إلى تغيير مفهوم المهرجانات او أن هذا الملتقى يكون عن الثقافة وليس المهرجانات، وهذة الفكرة يجب أن تكون واضحة، وما نريد توضيحه هو دور المهرجانات وتنميتها في الثقافة والفنون».
ويواصل: المبرر الأساسي أن يكون المهرجان روافع تنموية للثقافة والفنون ولذلك المهرجانات لا يمكن أن تنظر إليها من جانب مادي وربح وخسارة، وإذا أردنا أن نأخذ المفهوم من الحياة الواسعة الذي يشمل كل إنتاج العقل البشري فسنتحدث عن سيرة مهرجان السينما ولا يمكن أن نتكلم في هذا لأنه به ربح وخسارة وأجور، وهذا الأمر يختلف، والمهم في المهرجانات الأساسية هو تنمية الموسيقى، المسرح، الغناء، الفلكلور، ومعرفة الإرث الثقافي للمنطقة، ومهمة المهرجانات رسالة خطيرة جدا، وأعتقد أن هناك محاولة لتذويب المهرجانات في الأعمال الخاصة وهذا خطير جدا وليس هناك غايات ربحية، والربح في المهرجانات يختلف، ولو فرضنا تقديم الأوبرا والباليه والفنون المعقدة للناس كيف سنقيسها من ناحية الكلفة وبالتالي سننقاد إلى الخسارة وبالمقابل سنكسب حضور الناس وهنا ممكن أن نطلق عليه تقدم في الوعي والتذوق وهذة رسالة المهرجانات في الجانب الثقافي، كما الإرتقاء بالذائقة الفنية عند الناس بحيث يستوعبون سماع قطعة موسيقية ومسرحية».
وأضاف «من جانب آخر المهرجان ليس إحتفالا، ونحن أصحاب مدرسة الخصخصة نستعجل بالإطلاق عليها، ربما بعضها تدار للأعمال الخاصة، والهدف من المهرجان الربح التنموي، وهناك أبعاد يجب الأخذ بها عندما نتحدث عن الثقافة».
على هامش الملتقى، رأى بسمان الفيصل مستشار المنظمة العربية للتنمية الإدارية بجامعة الدولة العربية في «المهرجان تعبير عن حيوية الشعوب التي تمتاز بقدرة في إمكاناتها وتتألق بممارساتها، وتلك المهرجانات وسيلة لضخ التعبير فيها بإمكاناتها وسماتها، ونجد كذلك بالمهرجان الإرث الحضاري العربي الذي كان في تاريخنا كالمربد وعكاظ حيث كانت تمارس الثقافة المعبرة بالشعر».
وتابع: اليوم المهرجانات أصبحت وسيلة فاعلة لبناء صورة ذهنية عن نضج الشعوب العربية والتي هي عنوان للممارسات الاقتصادية سواء أكانت من رؤى اقتصادية تجذب بها الإستثمارات إلى منطقتنا وفق معاني الصورة الذهنية التي تمكنا أن نطلقها عبر مهرجاناتنا أو تلك في السمات التي يحملها المنتج العربي وهو يتنقل إلى أسواق العالم، فالمهرجان هو إستثمار ثقافي وتعبير عن مكنون حضاري للشعوب».
يأتي عقد الملتقى تزامناً مع ربيع الثقافة في نسخته السابعة وبالاحتفاء بالمنامة عاصمة الثقافة العربية للعام 2012، ومن تنظيم وزارة الثقافة بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الإدارية التابعة لجامعة الدول العربية، وبمشاركة 23 دولة عربية وغربية، تشمل: مملكة البحرين، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، تونس، المغرب، سوريا، الأردن، لبنان، فلسطين، ليبيا، موريتانيا، السودان، عمان، العراق، مصر، قطر، الكويت، الجزائر، ألمانيا، فرنسا، أسبانيا، المملكة المتحدة، تركيا.