الجريدة اليومية الأولى في البحرين



جيــــش الأحــــرار

تاريخ النشر : الجمعة ٢ مارس ٢٠١٢

حامد عزة الصياد



موجات عاتية من الغضب أسفرت عنها نتائج مؤتمر تونس.
بتزايد عدد القتلى يوميا عن 100 شهيد، لم يعد مقبولا أن نسمح بعقد مؤتمرات ترفيهية لنصرة الشعب السوري، وقد أمعنت الأنظمة الدكتاتورية في العالم بمعاونة نظام ينتهك الأعراض، ويهدم المساجد، ويقصف البيوت، ويذبح الأطفال، ولا يراعي في مسلم إلا ولا ذمة، ولولا اتهام المؤتمرين في تونس بالفشل والخيانة لدماء الشهداء - إلا ما رحم ربي - لأعلنوا أنهم على استعداد لتأييد سياسات النظام وأعوانه.
لم يرق هذا المؤتمر لأن يكون صديقا لآلاف القتلى والجرحى والمعتقلين والمفقودين والمعذبين وأسر الضحايا، طالما تعمدت فضائيات النظام و«كأنه ضمن اتفاق مسبق»، أن تنقله في بث مباشر للمشاهد السوري، مع تعليقات ساخرة على نتائجه، عكس ما فعلت هذه الفضائية بقطع إرسالها بعد كلمات «بشار الجعفري» مندوب الأسد في الجمعية العامة للأمم المتحدة وتصويت 137 دولة بإدانة النظام.
تطلعات السوريين، وآمال العرب، وأحرار العالم، كانت معقودة وللأسف على الدكتور «المنصف المرزوقي» ووزير خارجيته «رفيق عبدالسلام»، بحكم أنهما نتاج شعب عانى الظلم والاضطهاد، وبدلا من نتائج عملية توقف فورا آلة القتل، وتؤكد أن هذا الوضع لم يعد محتملا، مضت هذه النتائج شوطا بعيدا عن طريق وقف شلال الدماء، بل راح أصحاب المؤتمر يناشدون النظام بتقديم المساعدات عبر ممرات إنسانية آمنة بدلا من أن تكون مساعداتهم أموالا وأسلحة للجيش السوري الحر، لكف يد النظام بالقوة عن قتل الناس.
لم يسجل التاريخ أن «ثورة سلمية» اندلعت في العالم واستمرت من دون توقف 360 يوميا تطالب بالحرية والإصلاحات الدستورية والديمقراطية إلا في سوريا، وبالتالي فإن ما يتم حاليا في المحافظات والمدن السورية من انتهاكات لحقوق الإنسان وإبادات جماعية، وسحق أحياء بكاملها في مدن وقرى وبلدات سورية، هي مؤامرة دولية لسلخ سوريا عن انتمائها العربي خططت لها إسرائيل، وبدعم من روسيا والصين، ويقوم بتنفيذها أبناء إيران وتوابعهم من شبيحة العراق ولبنان، وهذا ما تؤكده هاتان الإشارتان:
الأولى: في الجمعة الماضية موعد انعقاد المؤتمر، خرج علينا رئيس وزراء روسيا «فلاديمير بوتين» ليدافع عن الفيتو الروسي بإدانة نظام الأسد فيقول: «أن موقفه حول سوريا في مجلس الأمن يثبت أنه ليس مستعدا لأن يقول نعم لكل شيء»، و«لن يسمح بالخطوات الانفرادية التي لا تراعي مصالح بلاده المنتصرة في سوريا»، وكأن «بوتين» يستعرض ما كان وما سيكون على الأرض السورية، ويحذرنا من صدام محتم سيقع لا محالة بين روسيا وأعدائها العرب والمسلمين لو اقتربوا شبرا من النظام.
الثانية: قبل ذلك بأسبوعين قال عضو مركز الدراسات العسكرية الإيرانية «محمد رستمي»: «إن إيران وقعت اتفاقية أمنية مع سوريا وإنها ستدخل الحرب إلى جانبها في حال تعرضها لهجوم، وان بلاده ستمد سوريا بالأسلحة المتطورة وستقدم لها إسنادا - أي «شبيحة» - من منطلق واجبها الشرعي، وكأن «رستمي» ينظر بالطريقة نفسها التي يراها «بوتين» إلى سوريا، باعتبارها قطعة أرض من بلاد الجن مسورة ضمن أسوار الكرملين، أو ضيعة خالية من الإنس تابعة لإحدى ضواحي طهران.
حامد عزت الصياد