الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الرياضة

وقت مستقطع
الغاية تبرّر الوسيلة

تاريخ النشر : الجمعة ٢ مارس ٢٠١٢



من النادر أن يمرّ تجمّع رياضي عربي في بطولة ما بدون أن يطفو على السطح تذمّر من هذا الفريق، أو احتجاج من آخر على اختراقات وتحايلات من قبل البعض على اللوائح والقوانين المعمول بها والتي تنظّم أسلوب المشاركات الرياضية، ولا ندري إلى متى ستكون هذه القوانين على اختلافها هي ألدّ أعدائنا، ويتمنى الكثيرون منا لو تأتي في يوم من الأيام على شكل كائن حيّ حتى يتسنّى لنا وأدها ومسحها من الوجود، وآخر هذه الاختراقات والألاعيب ما أثير على هامش بطولة الأندية العربية للكرة الطائرة التي استقبلتها العاصمة اللبنانية بيروت مؤخرا والتي أثارت حفيظة أكثر من فريق مشارك، بيد أنّ كل المآخذ والثبوتات الموثقة والدامغة التي قدّمت اصطدمت بوثائق رسمية آنية وقف المسئولون حيالها مكتوفي الأيدي.
وعندما قال الأمين العام للاتحاد العربي للكرة الطائرة جهاد خلفان إنّ المصداقية (موقف أخلاقي) طالما هي غائبة فإنك مهما وضعت من لوائح للحدّ من هذه التجاوزات فإنك لا تستطيع إيقافها، وحتى لو أخذنا كلام الأمين العام بعين الاعتبار، ولكن إلى متى سننتظر من المعنيين الرضوخ وتفعيل مصداقيتهم كلما تواجدوا في مثل هذه المحافل الرياضية التي تفرض على الجميع التنافس الرياضي الشريف، والذي لن يكون كذلك إلا بالاحترام للقوانين والالتزام بها بدلا من وطئها تحت مبرّر بعيد عن الأخلاقية الميكافيلية ومؤداها أنّ الغاية تبرّر الوسيلة.
في ظل هذا القفز على اللوائح وتجاهلها وتهميشها من قبل البعض، فإنّ هناك بعضا آخر سيكون على رأس المتضررين، لأنه مهما عمل واجتهد فإنّ كل تحركاته واجتهاداته ستضيع هباء منثورا، وطالما أنّ المصداقية التي أشار إليها الأمين العام لاتحاد اللعبة غير مضمونة التفعيل، وأنّه مهما وضعت من لوائح فإنها قابلة للاختراق مستقبلا، وعطفا على ذلك لم يكن أمام الجميع إلا أن يرضخ لسطوة المتلاعبين والمخترقين، وعندها نترك الباب مشرّعا (سدّاح مدّاح) للجميع وكلّ يخترقه بطريقته الخاصة حتى لو أوجد له (12 لاعبا) على شاكلة جيبا البرازيلي، ويبقى ما نتداوله في صحفتا الرياضية واجتماعاتنا المغلقة تحت خطوط من التنافس الشريف وتوثيق العلاقات الأخوية وما على شاكلة ذلك إلا عناوين متهرئة لا محلّ لها من الإعراب، وسلمّ لنا على اللوائح والقوانين.