الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين


السعيدي: الأجيال تتخرج في مراحل التعليم ولا تعرف عقيدتها الإسلامية

تاريخ النشر : السبت ٣ مارس ٢٠١٢



تحدث فضيلة الشيخ جاسم السعيدي خطيب جامع سبيكة النصف بمدينة عيسى عن الظلم حرمته وكيف حارب الإسلام الظلم وأكد حرمته في مواضع كثيرة من القرآن الكريم والأحاديث القدسية، والنبوية لما يسببه الظلم من خطر عظيم على المجتمعات ويتسبب في تفتتها وانهيار الدول التي يسود فيها. وأكد فضيلته أن الشارع السني في البحرين يتعرض لظلم واضح سواء من قبل الدولة أو الفئات الأخرى من المواطنين، فالدولة ظلمت الشارع السني في خدماتها التي يجب أن يكون فيها العدل والتي هي حق أصيل من حقوق كل المواطنين، فنرى الشارع السني قد ظلم خصوصا في الإسكان والتعليم والصحة والبنية التحتية، وكذلك ظلم الشارع السني من المواطنين الآخرين عبر استهدافهم استهدافا ممنهجا أكده المحقق بسيوني في تقريره. كما تطرق فضيلته إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من ضعف وقلة ومع ذلك استطاعوا أن ينتصروا بفضل الله ونصره لهم، لأنهم تمسكوا بالعقيدة الصحيحة وصمدوا من أجلها وثبتوا عليها فكانت الفتوحات والنصر والتمكين للمسلمين، ولما دخلت البدع والشركيات في القرون المتأخرة على الأمة وانتشر الظلم تفتت الدولة الإسلامية وضعفت وأصبحت لقمة سهلة لأعدائها، ولذلك فإن المسئولية اليوم كبيرة تقع على الدولة وعلى وزارات التربية والتعليم في تعزيز مبادئ العقيدة الإسلامية الصحيحة في نفوس الأبناء، من أجل الحصول على جيل قوي عزيز بالإسلام والعقيدة الإسلامية الصحيحة يحقق ما عجزت عنه الأمة اليوم. كما تحدث فضيلته في الخطبة ذاتها بحرقة وأسى عن الوضع المؤسف الذي وصلت إليه القضية السورية وما يتعرض له الأخوة في سوريا من جرم وتنكيل وتكالب لقوى الصفوية الخبيثة، من دون أن يحرك قادة المسلمون ساكنا في ذلك.
وتابع فضيلته «الظلم هو الظلام والظلم سبب رئيس في الفوضى وانقلاب الأحوال والظلم سبب في انهيار الدول وسخط الله، وقال السابقون: الحكم يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم، اليوم المواطنون من أهل السنة والجماعة يعانون الظلم، يعانون التقصير، يعانون التهميش، يعانون من استهداف ممنهج كما ذكر المحقق بسيوني في تقريره من قبل الفئة المخربة الضالة العميلة، ومع ذلك يخرج علينا بعض الأشخاص ويقولون نريد أن نعيد اللحمة الوطنية مع هؤلاء وكأننا نحن من أخطأنا في حقهم ونحن من اعتدى عليهم وعلينا الاعتذار لهم والتودد لهم، وهذه قمة «الانبطاحية» والذل والهوان وهذا هو قلة الفقه والإدراك في العقيدة وهذا هو الجهل في فقه الواقع، لأن من يفقه الواقع يدرك أن هؤلاء ليسوا أهل حوار وليسوا أهل نقاش فهم مأمورون موجهون من الخارج، لا حيلة لهم باعوا أنفسهم ونذروها للشيطان الإيراني فأصبحوا أداة وألعوبة في يد المشروع الصفوي المجرم الذي لا يريد النيل من البحرين فحسب بل يريد الانقضاض على المنطقة جمعاء، فأهل السنة والجماعة مضطهدون في الصحة ومضطهدون في البعثات ومضطهدون في الإسكان ومضطهدون في الشركات الحكومية وهذا كله ظلم لا يصح أن يقع على المواطنين المستقيمين المخلصين للوطن والقيادة، والظلم والسكوت عن الظلم هو سبب من الأسباب الكثيرة التي أدت إلى تراجع الأمة وضعفها، ومن ذلك هو المناهج والمدرسين الذين يدرسون أبناءنا الطلبة في المدارس، فعلى مدى عقود مضت لم يدرس أبناؤنا في مناهجهم العقيدة الإسلامية الصحيحة ويتعلموا مبادئها القوية، بل حتى من قام على تدريس هذه المناهج لم يكن من المؤهلين الشرعيين لأداء هذه المهمة العظيمة، ولذلك وجدنا أجيالا لا تعرف عقيدتها الإسلامية الصحيحة، بينما الآخرون عززوا عقيدتهم الفاسدة الباطلة في نفوس أجيالهم عبر معابدهم ومناسباتهم التي لا يكاد يخلو أسبوع منها.
وأضاف فضيلته: بكل أسى وأسف وحرقة نتابع ما يحصل للمسلمين على أيدي النصيريين المجرمين في سوريا من انتهاكات فظيعة لا توصف على يد هولاكو العصر، على مرأى ومسمع من قادة المسلمين وزعمائهم الذين لم يتخذوا حتى هذه اللحظة موقفا قويا جادا يرقى إلى ما يتعرض له أهلنا في سوريا الشامخة قلعة المسلمين، فالشعب السوري ينحر ولا نجد من يفزع له وينصره بينما الشعوب العربية الإسلامية تغلي وتتألم حسرة وندامة وأسفا على ما يتعرض له إخوانهم في سوريا في الوقت الذي لا يستطيعون فيه فعل شيء لنصرة ونجدة إخوانهم.