مقالات
ســالفة رياضــية
«بغيناها طرب»
تاريخ النشر : السبت ٣ مارس ٢٠١٢
لدينا مثل شعبي متداول في البحرين وفي بقية دول مجلس التعاون الخليجي يقول: «بغيناها طرب صارت نشب»، وهذا ما ينطبق على ما ترتب من نتائج وتطورات جراء فوز منتخبنا المصنف رقم 97 دوليا على منتخب إندونيسيا المصنف رقم 146 بنتيجة 10/صفر ضمن منافسات التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال البرازيل 2014، ومن أهم النتائج التي نصفها هنا بالنشب الخطوة التي يقوم بها الاتحاد الدولي وبسرعة البرق بالتحقيق في نتيجة المباراة وكأن ما حصل من تفوق فني بحريني واضح على مستوى الأداء وامتلاكه زمام أمور المباراة وهز الشباك بالقدر الذي يتساوى مع بصيص الأمل الوحيد لمواصلة المشوار خارج عن المألوف في عالم كرة القدم التي شهدت حالات عديدة مماثلة منها قريب وآخر بعيد ومنها على مستوى الدوريات الأوروبية وأخرى على مستوى كأس العالم الذي تقدم اليوم المنتخبات الآسيوية كل ما لديها من أجل نيل شرف الوصول إلى هذا المحفل الدولي.
ولعل من أهم وأبرز وأقرب الأمثلة ما حصل للمنتخب البحريني من خسارة قاسية قوامها 6 أهدف من المنتخب الإيراني المصنف رقم 47 دوليا وكانت في ظروف متشابهة مع ما حصل من ظروف في مباراتنا مع منتخب إندونيسيا، الذي تعرض هو الأخر لضربة موجعة من خلال تلقي حارس مرماه البطاقة الحمراء في بداية المباراة واضطر إلى إكمال المباراة بعشرة لاعبين أمام منتخب يفوقه في العدد وفي المستوى الفني وفي اللعب على أرضه وبين جمهوره وفي مباراة يلعبها المنتخب البحريني بقيادة مدربة بيتر تايلور بشكل هجومي وبفرصة الفوز بأكبر قدر من الأهداف، فأين الغرابة في الأمر؟ ولماذا تعتبر نتيجتنا أمام المنتخب الإيراني عادية وطبيعية وفوز البحرين على اندونيسيا على عكس ذلك؟ ومن الأمثلة الأخرى القريبة فوز برشلونة على ألميريا 8/صفر وعلى ريال مدريد 5/صفر وهو الفريق المنافس الأبرز في واحد من أقوى الدوريات الأوروبية، أما الأمثلة التاريخية والبعيدة، فأسوق مثالا واحدا فقط، وهو ما تعرض له المنتخب السعودي من هزيمة قاسية 8/صفر أمام المنتخب الألماني والكل يتذكرها وكان نتيجة طبيعية ومسلم بها كما هو الحال في العديد من المباريات والنتائج.
ونقول للمسئولين في الاتحاد البحريني لكرة القدم وللجهازين الإداري والفني للمنتخب واللاعبين جميعا والجمهور «الله يعطيكم العافية وما قصرتوا» أديتم كل ما هو مطلوب منكم داخل وخارج الملعب وأثناء المباراة والفوز بالعشرة أثبت أننا أمام منتخب جيد ومجموعة لاعبين يدركون المهام الصعاب وقادرين على تجاوزها، وقد تمنى الجمهور البحريني وكل عشاق المنتخب أن تكون الجدية التي لعب بها المنتخب مبكرة وكان على أمل أن تكون الأهداف العشرة طرب ومرحلة انتقالية جديدة ولكن للأسف صارت نشبا مع ما حصل من تعادل بين المنتخبين القطري والإيراني وإقصاء لمنتخبات خليجية أخرى مثل السعودية والكويت، هذا هو حال الكرة أفراح وأتراح وآمال تتبدد مقابل آمال تتجدد والخير في القادم.
سألني الناس:
متى يحق لنا الحلم بالتأهل واجتياز المراحل الصعاب؟
أجبتهم:
عندما يكون حلمك بيدك لا بيد زيد وعمرو وأمورك ليست متوقفة على حسابات الآخرين.