جاءت من بريطانيا لتعالج في البحرين!!
تاريخ النشر : السبت ٣ مارس ٢٠١٢
عبدالله المناعي
كنت سأكتب اليوم عن تسريبات ويكيليكس الأخيرة حول شركة ستارتفور وكيفية تعاملها مع الاستخبارات الأمريكية. الا أن موضوعا شدني أمس الأول.. شدني جدا وأردت أن أشرككم فيه.
بكل بساطة، القصة تبدأ في بريطانيا حين تسبب حادث عارض وقع منذ شهور في كسر عظم في يد سيدة بريطانية مسنة، يبلغ سنها قرابة السبعين عاما، ولكونها امرأة مسنة وعظامها لا تلتئم بسرعة، فقد قرر الأطباء في بريطانيا أن يقوموا بإجراء بسيط ومعتاد في مثل هذه الحالات لا يستغرق أكثر من ساعتين، الا أن ذلك وقع بعد أن مكثت على قوائم الانتظار. وبعد ذلك بعدة أشهر احتاجت المرأة إلى تدخل آخر مماثل، لأن الألم المبرح عاد ليسلبها النوم. وأيضا توجهت إلى الطبيب لكي يجري لها ذلك، إلا أن الطبيب أخبرها بأن الترتيبات الإدارية وقوائم الانتظار ستجبرها على أن تنتظر وتصبر على الألم عدة أشهر أخرى.
لم تعد المرأة تستطع أن تنام أكثر من نصف ساعة متتالية في الليل، وذلك من شدة الألم، فهي تصحو من شدة الألم وتعود مرة أخرى لتحاول أن تنام فيعود الألم ليوقظها، وهكذا أصبحت حياتها.. فنصحها زوج ابنتها بأن تأتي إلى البحرين لزيارة ابنتها ولتتلقى العلاج. فرفضت في بادئ الأمر الا أن شدة الألم أجبرتها على القدوم إلى البحرين. وبعد وصولها توجهت السيدة إلى إحدى المستشفيات الخاصة لإجراء ما تحتاج إليه، فلم يستغرق ذلك أكثر من 3 ساعات منذ دخولها المستشفى حتى خروجها منه، ولم يكلفها ذلك سوى 28 دينارا مع رسوم استشارة الطبيب. وفي صباح اليوم التالي قالت المسنة لزوج ابنتها إن هذه أول ليلة منذ ثلاثة شهور تتمكن من النوم ساعتين متواصلتين فيها من دون أن يوقظها الألم!! والأدهى من ذلك أنها أخبرته بأن هذه الساعات الثلاث التي قضتها في المستشفى منذ دخولها حتى خروجها منه هو الوقت الذي تأخذه في بعض الأحيان في قاعات انتظار المستشفيات حتى يتكرم الطبيب بإدخالها لمعاينة حالتها. كل ذلك لأنها من فئة عمرية (مسنّة) لا تعتبر ذات أهمية عالية بالنسبة إلى إجراءات الرعاية الصحية في بريطانيا.
وقال لي زوج ابنتها: «أعلم أن البحرين بها عيوبها ولكن ما لا أقبله هو أن توصف البحرين وكأنها دولة إفريقية لا يوجد فيها شيء صالح». وأكد أن هناك الكثير من الخير في البحرين بالرغم مما يدعيه البعض بدليل أن امرأة بريطانية مسنة أتت إلى البحرين لتلقي العلاج في أحد مستشفياتها بسبب عجز النظام الصحي البريطاني عن توفير العلاج لها بالسرعة التي تضمن لها حياة كريمة.
ولن أعلق على ما سردته سوى بالقول إن أحد الأجانب في البحرين قال لي شخصيا إن البعض في البحرين يريد ديمقراطية على شاكلة أنظمتهم الغربية، الا أنه أضاف أن «الناس يجب أن يحذروا مما يتمنونه». وسأترك التعليق الأخير لكم.