الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار دولية


تظاهرات في عدة مناطق بسوريا وأنباء عن إعدام 17 في بابا عمرو

تاريخ النشر : السبت ٣ مارس ٢٠١٢



تظاهر آلاف السوريين المناهضين للنظام أمس الجمعة في بعض المناطق السورية في «جمعة تسليح الجيش الحر»، وذلك غداة سقوط حي بابا عمرو في حمص في ايدي قوات النظام بعد 27 يوما من الحصار والقصف. وترافقت التظاهرات مع اعمال عنف تسببت بسقوط 35 قتيلا بينهم 12 في الرستن بحمص و10 في بابا عمرو، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وجاء في بيان صادر عن المرصد ان 12 شخصا قتلوا في «سقوط قذيفة على تظاهرة في الرستن بينهم خمسة اطفال تم التعرف على اثنين منهم (9 و12) عاما». واوضح البيان ان المدينة تتعرض «لاطلاق نار كثيف وسقوط قذائف من القوات السورية المحاصرة للمدينة». وذكر مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان عشرة سوريين «قتلوا بالرصاص» في بابا عمرو و«لم تتضح ظروف مقتلهم». وأكد ناشطون على شبكة الانترنت ان العشرة اعدموا على ايدي قوات النظام التي دخلت الحي يوم الخميس والتي تقوم بحملة اعتقالات فيه.
في جنيف، ناشد مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان السلطات السورية الجمعة احترام القانون الدولي، مشيرا إلى انباء غير مؤكدة عن اعدام «17 شخصا من دون محاكمات بعد دخول القوات السورية إلى حي بابا عمرو».
وقتل أمس الجمعة ايضا مواطنان في مدينة دوما في ريف دمشق في اطلاق رصاص من القوات السورية. وفي دير الزور افاد المرصد عن مقتل مواطنين اثنين واصابة «تسعة آخرين اثنان منهم في حالة خطرة وذلك اثر اطلاق الرصاص من القوات السورية في حي العرفي على مشيعي شخص كان قد قتل صباحا» في حي القصور. وقتل مواطن في مدينة حماة اثر اصابته برصاص قناصة.
في حلب قتل ثلاثة مواطنين في حي السكري ومساكن هنانو في اطلاق رصاص من القوات السورية خلال محاولة تفريق تظاهرة. وقتل شاب من قرية معر شمارين «اثر اطلاق الرصاص عليه من حاجز امني»، كما قتل «رجل وزوجته وسائق سيارة اجرة وجرح سبعة آخرون اثر اطلاق رصاص عشوائي من قوات النظام على السيارة عند جسر مدينة سراقب».
ورغم اطلاق الرصاص على عدد من التظاهرات، واستمرار القصف والاعتقالات، خرج السوريون المناهضون للنظام في تظاهرات في عدد كبير من انحاء البلاد، تلبية لدعوة إلى التظاهر من اجل «تسليح الجيش السوري الحر». وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي ان «آلاف المتظاهرين خرجوا في 12 نقطة في المدينة يهتفون لمدينة حمص والمدن المحاصرة في ريف حلب، وينادون باسقاط النظام وتسليح الجيش السوري الحر». وشهدت بلدات وقرى عدة في ريف حلب تظاهرات.
واطلقت قوات الامن الرصاص لتفريق تظاهرة حاشدة في مدينة منبج اثر رفع «علم الاستقلال» على مبنى بلدية منبج وتم اعتقال اكثر من 35 متظاهرا، بحسب المرصد.
في دمشق، قال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي ان «آلاف المتظاهرين خرجوا في احياء عدة من العاصمة، بينها المزة والحجر الاسود والعسالي والقدم والقابون وكفرسوسة». وسارت تظاهرات كذلك في الريف، «رغم الانتشار الامني وتساقط الثلوج».
وغداة دخول قوات النظام إلى بابا عمرو، توجه موكب قوامه سبع شاحنات تابعة للجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر العربي السوري إلى حمص صباح أمس الجمعة، محملا بمواد غذائية وطبية واغطية وحليب للاطفال ولوازم اخرى. وقال متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في دمشق صالح دباكة بعد الظهر ان الموكب لم يدخل الحي بعد. وافاد متطوعون في المكان ان السبب امني مرده «ضرورة تنظيف القطاع من الالغام والمتفجرات التي تركها الارهابيون قبل مغادرتهم».
وكان المتحدث باسم الصليب الاحمر في جنيف هشام حسن رد ايجابا على احتمال ان ينقل الموكب جثتي الصحفيين الغربيين الامريكية ماري كولفن وريمي اوشليك اللذين قتلا في 22 فبراير في بابا عمرو في القصف، «الا اذا تولت السلطات السورية ذلك».
وكان ناشطون معارضون للنظام قد دفنوا الصحفيين في بابا عمرو، نظرا إلى عدم وجود برادات في الحي الذي كان يتعرض لحصار وقصف قبل سقوطه يوم الخميس. واعلنت السلطات السورية انها عثرت على ثلاث جثث لصحفيين غربيين في بابا عمرو، وهي جثث كولفن واوشليك، وصحفي غربي ثالث قالت انه خافيير اسبينوسا. الا ان صحيفة «ال موندو» الاسبانية التي يعمل فيها اسبينوسا اكدت انه وصل إلى لبنان يوم الاربعاء وانه بخير.
وغادر الصحفيان الفرنسيان اديت بوفييه التي اصيبت في القصف على بابا عمرو ايضا ووصلت يوم الخميس إلى لبنان، ووليام دانيالز أمس الجمعة مطار بيروت الدولي إلى باريس حيث سيستقبلهما لدى وصولهما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
واعلن ساركوزي أمس الجمعة على هامش قمة للاتحاد الاوروبي في بروكسل ان بلاده قررت اغلاق سفارتها في دمشق تعبيرا عن ادانتها «لفضيحة» القمع الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه. وطالب قادة الاتحاد الاوروبي بمحاسبة النظام السوري على اعماله و«الفظائع» التي يرتكبها. وندد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالوضع «المروع» في سوريا، وقال «سيأتي يوم ولو طال الزمن سيتحمل فيه هذا النظام المرعب مسؤولية اعماله».
في واشنطن، رأى الرئيس الامريكي باراك اوباما في مقابلة صحفية ان ايام الرئيس السوري بشار الاسد «باتت معدودة»، مضيفا ان واشنطن تعمل على تسريع الانتقال الديمقراطي في سوريا.