راصد
وجدي والشطي
تاريخ النشر : الأحد ٤ مارس ٢٠١٢
جمال زويد
وما دمنا قد ولجْنا باب المقارنات بين الشخصيات، وتطرّقت في عمودي يوم الجمعة الماضي إلى الفنانين مارسيل خليفة وعادل إمام وبيّنا مسألة (كيف ضاعت فلوسك يا صابر) حيث أنفقنا - وما زلنا للأسف - ميزانيات ضخمة لاستقدام أمثالهما لنشر ثقافة ليس لها علاقة بالثقافة ثم انقلبوا علينا.
اليوم نتكلم عن وجدي والشطي؛ أما الأول فهو فضيلة الداعية والمربي الجليل الشيخ وجدي غنيم، الذي استضافته البحرين وقضى فيها بضع سنوات، صارت له فيها مكانة مرموقة، وجمهورعريض في البحرين، غالبه بالنسبة إليه مثل الأهل والأحباب، وله أنشطته ومحاضراته ودروسه، وله تلامذته ومريدوه، وله أفضاله التي لن ينساها الكثيرون، وخاصة ممن عرّفهم الشيخ وجدي بطريق الهداية والصلاح، وأرشدهم إلى الخير وتقوى الله، وغيّر من حياتهم وأثّر في التزامهم من الرجال والنساء الذين باتوا يدينون له ويدعون المولى عز وجل أن يحفظه ويجزيه خير الجزاء.
الشيخ وجدي غنيم حينما أزعج البعض نشاطه وتأثيره، وحينما اختلفوا معه وخافوا منه؛ دبّروا له مكيدة بليل، ونهضوا بوشاية ضدّه، حيث أتعبوا أنفسهم واستنفدوا كثير جهدهم، نبّشوا في كتبه ومحاضراته وخطبه، ليست الجديدة فحسب وإنما شملوا القديمة، والقديمة جداً، فاسترجعوا شريطاً مسجلاً له مضى عليه أكثر من عقد ونصف من الزمان، بالضبط قبل ستة عشر عاماً تضمن فيه كلاماً مسيئاً إلى الشعب الكويتي. كان هذا الشريط القديم (منذ 16 عاماً) بمثابة الفوز والظفر الكبير لأعداء الشيخ وجدي غنيم، أشاعوه في الشمال كما في الجنوب حتى انتهى الأمر إلى إلغاء إقامة الشيخ الفاضل وجدي غنيم من البحرين وترحيله منها تقديراً للعلاقات البحرينية الكويتية، رغم أنه قدّم اعتذاره عما ورد بالشريط البالغ قِدَمه عقد ونصف من السنين.
أما الثاني فهو خالد الشطي، محام كويتي، نصّب نفسه منذ بداية الأحداث المؤسفة في البحرين فبراير 2011م، محرّضاً وسبّاباً وشتاماً بأقذع الألفاظ وأسوأ العبارات وأكثرها وقاحة وسفاهة للبحرين وأهلها حتى أنه وصف حملة التبرعات للشعب الصومالي التي نظمتها البحرين عبر تلفزيونها الرسمي خلال شهر أغسطس الماضي بـ (العاهرة التي تصلي صلاة التراويح). وأخيراً بلغ حقد هذا (الشطّي) وإسفافه مبلغاً غاية في الدناءة والإساءة إلى شعب البحرين حينما وصف تجمع الفاتح الأخير الذي أقيم بتاريخ 21 فبراير الماضي بأنه تجمع أولاد بغايا!!
الشيخ وجدي غنيم أساء إلى الكويتيين قبل (16) عاماً واعتذر، ورُحّل منها رغم الحظوة والمحبة والمكانة الكبيرة له في البحرين بينما المحامي خالد الشطي أساء إلى البحرينيين الآن، خلال أيام (وليس قبل 16 عاماً)، وإساءاته كثيرة، أشنعها هو وصفه البحرين بـ «العاهرة»!! وتجمع الفاتح بأولاد بغايا، ولم يعتذر.. ومع ذلك لم يتحرّك أحد ضدّه، ولم يمسّه شيء من العقاب في مفارقة واضحة في التعامل بين الأول والثاني، أقصد بين وجدي والشطي!!
سانحة:
اليمين الدستورية هي ما يقوم به وزراء الحكومة أو أعضاء مجلسي الشورى والنواب أو ما شابههم وفي مستوى مسؤولياتهم بأن «يُقسموا بالله العظيم أن يكونوا مخلصين للوطن وللملك، وأن يحترموا الدستور وقوانين الدولة، وأن يذودوا عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله، وأن يؤدوا أعمالهم بالأمانة والصدق» وهذا القسَم عظيم في مسؤولياته وواجباته وخاصة ما يتعلق منه بممارسة الأعمال بالصدق والأمانة. كل الخوف أن بعض من يؤدي تلك اليمين يعتبرها فقط من لوازم وإجراءات المنصب فقط من دون أن يأبه لمسألة الالتزام بهذا الحلف وما يترتب على النكث به من عقوبة في الدنيا والآخرة باعتبارها من كبائر الذنوب والمعاصي، بعضهم يمكن أن يخون أو يمثّل أو يكذب - أو ماشابهها من أضداد الأمانة والصدق - على الدولة أو على الناس، لكنه لاينتبه إلى أن ذلك لا يمرّ على علاّم الغيوب، ولا يفوت على من يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور.. برّوا بالقَسَم، فقد قال تعالى: «ولا تجعلوا الله عرضة لأيْمانكم».