أخبار دولية
التعرف إلى خمسة جنود أمريكيين شاركوا في حرق مصاحف في أفغانستان
تاريخ النشر : الأحد ٤ مارس ٢٠١٢
واشنطن - (الوكالات): ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أمس الجمعة ان محققين عسكريين تمكنوا من كشف خمسة جنود مسؤولين عن إحراق مصاحف في قاعدة باجرام شمال افغانستان، وهو ما أدى إلى اندلاع موجة من العنف في البلاد. وادى الكشف في 21 فبراير عن احراق مصاحف إلى اعمال شغب عنيفة ضد الأمريكيين واعتداءات استمرت خمسة ايام أسفرت عن ثلاثين قتيلا واكثر من 200 جريح في كل انحاء البلاد.
وقتل ستة جنود أمريكيين في الأيام التالية برصاص جنود أفغان او متعاونين يفترض انهم حلفاؤهم.
وقال المحققون الأمريكيون الموجودون في افغانستان، كما ذكرت واشنطن بوست، ان هؤلاء الجنود اخرجوا نسخ القرآن من السجن الموجود في قاعدة باجرام بعدما اكتشفوا انها تحتوي على رسائل «متطرفة». وكان مسؤولون أمريكيون قد أكدوا أن تلك النسخ كانت تستخدم لاخفاء رسائل يتبادلها السجناء الأفغان في هذا السجن.
واضاف التحقيق «بعد ذلك وضعت مصاحف في مكتب للحفاظ عليها. لكنها اعتبرت نفايات ونقلت إلى مكب القاعدة» حيث احرقت، كما اضافت الصحيفة الامريكية. ونقلت واشنطن بوست عن مسؤولين عسكريين قولهم ان الجنود الخمسة الذين تم التعرف إلى هوياتهم سيتلقون «تأنيبا» لكن اسماءهم لن تكشف. وقال احد هؤلاء المسؤولين «في ما يتعلق بهؤلاء الجنود، المسألة ستكون جدية، ويمكن ان تخفض رتبهم. لكن لن تجرى محاكمة علنية كما بتمنى البعض هنا على ما يبدو». وقد طالب مجلس من رجال الدين الافغان يعتبر مقربا من الرئيس حميد قرضاي الجمعة بمحاكمة علنية للجنود الأمريكيين المسؤولين عن حرق القرآن. وقال مسؤولون أمريكيون في الدفاع ردا على اسئلة وكالة فرانس برس ان تقرير التحقيق الأمريكي حول هذه القضية سيصدر في الايام المقبلة.
وعلى صعيد آخر قال جنرال بالجيش الافغاني أمس السبت ان طالبان لديها نظام متقدم لاختراق قوات الامن الافغانية وان التدقيق في اختيار المجندين يجب ان يكون مشددا للغاية. وتم تسليط الضوء بدرجة أكبر على الاختراق بسبب سلسلة هجمات قاتلة من جانب قوات الامن الافغانية على جنود امريكيين منذ حرق نسخ من المصحف في قاعدة تابعة لحلف شمال الاطلسي الشهر الماضي أثارت احتجاجات واسعة النطاق.
وقال الجنرال عبد الحميد قائد المنطقة الجنوبية بالجيش الافغاني بالتليفون «زرع اشخاص مارقين داخل الجيش تم التخطيط له جيدا بواسطة الاعداء. طالبان قدمت لهم تدريبا جيدا». واضاف «يجب ان نعزز جمع المعلومات بشأن تحركات المجندين والتنصت على هواتفهم المحمولة، ويجب ان نعرف ان كانوا على اتصال بجهات خارج الجيش».
وقال مسؤولون غربيون وأفغان أن جنديين أمريكيين قتلا بالرصاص يوم الخميس في هجوم شمل أفغانيا واحدا على الاقل يعتقد انه جندي ومدني. وأعمال القتل التي وقعت في قندهار بجنوب افغانستان جاءت بعد أقل من اسبوع من اطلاق الرصاص على ضابطين كبيرين في وزارة الداخلية الافغانية قال مسؤولو أمن أفغان إنه ضابط مباحث بقوات الشرطة.
وقتل نحو 70 عضوا بالقوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي في 42 هجوما داخليا منذ مايو 2007 حتى نهاية يناير من العام الحالي. وأصبحت هذه الهجمات متكررة فيما ارسلت الولايات المتحدة عشرات الاف الجنود إلى افغانستان في إطار دعم قوات الحلف في قتالها في معاقل طالبان.
وبعض هذه الهجمات نفذته قوات أمن افغانية في إطار رد فعلها ازاء حرق نسخ من المصحف وبعضها نتيجة لمظالم خاصة واخرى نفذها مسلحون من طالبان اخترقوا قوات الامن الافغانية. وأصابت أعمال القتل التي جرت في وزارة الداخلية الافغانية حلف شمال الاطلسي بصدمة وألقت بشكوك على استراتيجيتها لإحلال وحدات القوات المقاتلة بمستشارين وهي تحاول انهاء الحرب التي دخلت الان عامها الحادي عشر. وأعلنت طالبان مسؤوليتها عن قتل الضابطين الامريكيين لكن لم يرد تأكيد بذلك حتى الآن.
واثبتت طالبان انها تتحلى بدرجة عالية من المرونة في مواجهة قوة النيران الغربية المتفوقة. لكن سوء ادارة عملية التجنيد للجيش والشرطة منحها فرصة للاختراق. وقال عبد الحميد «من اسباب اختراق الاعداء للجيش هو عدم امكان تحديد هوياتهم بطريقة مناسبة عند انضمامهم».
وقال مسؤول بوزارة الدفاع ان الحجم الكبير للجيش والشرطة الافغانيين - نحو 250 الف فرد - جعل من الصعب وقف الاختراق. وتأمل افغانستان في تشكيل قوة قوامها نحو 350 الف فرد.