أخبار دولية
بان: هناك تقارير مروعة عن عمليات إعدام وسجن وتعذيب في حمص
تاريخ النشر : الأحد ٤ مارس ٢٠١٢
دمشق - الوكالات: قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون انه تلقى «تقارير مروعة» عن قيام قوات الحكومة السورية بعمليات اعدام تعسفية وسجن وتعذيب للناس في مدينة حمص بعد فرار مقاتلي المعارضة منها.
وجاءت تصريحات بان بعد ان قال مصور بريطاني جريح فر من حمص الأسبوع الماضي انه شاهد القوات السورية ترتكب مذبحة في منطقة بابا عمرو بالمدينة.
وابلغ نشطاء ان القوات السورية التي قصفت المنطقة لأسابيع بدأت في تعقّب وقتل المقاتلين المعارضين الذين بقوا لتغطية تراجع للمتمردين يوم الخميس.
وقال بان أمام الجمعية العامة للامم المتحدة المؤلفة من 193 دولة يوم الجمعة «وقع هجوم كبير على حمص بالأمس... من الواضح ان الخسائر البشرية ضخمة. ما زلنا نتلقى تقارير مروعة عن عمليات اعدام بدون محاكمة واعتقالات تعسفية وتعذيب».
وفي بعض من اشد انتقاداته لدمشق حتى الآن قال بان كي مون ان «هذا الهجوم الوحشي مروع بشكل اكبر من ان تشنه الحكومة بنفسها مهاجمة شعبها بشكل منهجي».
وقال السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري في رده على تصريحات بان: ان تصريحات الأمين العام تنطوي على «لهجة خبيثة للغاية تقتصر على الافتراء على حكومة بناء على تقارير وآراء او شائعات». وقال الجعفري ان «المزاعم الزائفة صادرة عن المعارضة او من اناس في الخارج او اناس يعيشون في بلدان تعادي سوريا صراحة». وأضاف أن «الامين العام غير مطلع على الأمور كما ينبغي».
وأكد مجددا ان المعارضة السورية تتألف من «جماعات إرهابية مسلحة». في الوقت ذاته تواصلت الضغوط الدولية على السلطات السورية للسماح بدخول المساعدات الإنسانية عن طريق الصليب الأحمر الدولي إلى حي بابا عمرو. ولا يزال فريقا اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الهلال الأحمر السورية ينتظران منذ يوم الجمعة الحصول على اذن للدخول للحي لتقديم المعونات الانسانية، ما أثار غضب المجتمع الدولي. وأوردت السلطات السورية اسبابا أمنية، وخاصة وجود قنابل وألغام على الطرقات في بابا عمرو، الا ان فريقا تابعا للتلفزيون الرسمي السوري تمكن من الدخول وبث صورا للحي. وأكد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق صالح دباكة ان فريقي اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الهلال الأحمر «لم يدخلا الجمعة إلى حي بابا عمرو كما ان السلطات لم تسمح بدخول المساعدات»، مشيرا إلى ان «المفاوضات لا تزال جارية». كما أكد رئيس العمليات في منظمة الهلال الأحمر السوري خالد عرقسوسي انه حتى الآن لم تتمكن الفرق من دخول بابا عمرو، مشيرا إلى ان السلطات «أعلمتنا ان منع الدخول يعود الى اسباب أمنية». يأتي ذلك فيما تسلم امس السبت السفير الفرنسي وممثل عن سفارة بولندا التي ترعى مصالح الولايات المتحدة في دمشق، جثماني الصحفيين الغربيين ماري كولفن وريمي اوشليك.
وكان جثمانا الصحفيين الغربيين وصلا مساء يوم الجمعة إلى مستشفى الاسد الجامعي في دمشق قادمين من حمص بسيارات تابعة لمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري التي تسلمتهما من السلطات السورية المختصة.
دبلوماسيا اعتبر وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان سوريا ترتكب «جريمة» بمنعها دخول المساعدة المخصصة للمدنيين المتضررين من اعمال العنف للبلاد.
واتهم من جهة أخرى النظام السوري بانه «يرتكب كل يوم جريمة ضد الإنسانية» عبر استهداف شعبه. وقال أيضا ان «المسؤولية التي تقع على عاتق المجتمع الدولي هي توجيه أكثر الرسائل حزما إلى القيادة السورية والقول (هذه الوحشية يجب الا تستمر)». كما اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ان «رفض» السماح بدخول المساعدة الإنسانية المخصصة للمدنيين المتضررين من أعمال العنف في سوريا يدل على ان نظام بشار الأسد «أصبح مجرما». وقال هيغ في مقابلة مع شبكة سكاي نيوز التلفزيونية البريطانية ان «رفض المساعدة الإنسانية إضافة إلى عمليات القتل والتعذيب والقمع في سوريا تدل على ان النظام أصبح مجرما».
وكان رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر ندد بعدم تمكين قافلة اللجنة من دخول حي بابا عمرو في حمص يوم الجمعة، رغم الوعود التي قدمتها السلطات السورية بهذا الصدد.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوم الجمعة السلطات السورية إلى السماح بادخال المساعدات الانسانية لسوريا «من دون شروط مسبقة»، معتبرا ان الوضع في هذا البلد «غير مقبول ولا يمكن التساهل معه».
ميدانيا، قتل 17 شخصا بينهم ستة جنود وجرح آخرون امس السبت في أعمال عنف متفرقة في عدد من المدن السورية.