الجريدة اليومية الأولى في البحرين


المال و الاقتصاد

في التقرير الأسبوعي لـ «ساكسو بنك»
تصحيح حاد يضرب الذهب.. وتذبذب في أسعار الفضة.. والنفط لا يزال يناضل

تاريخ النشر : الاثنين ٥ مارس ٢٠١٢



مرت السلع الأساسية بأسبوع مضطرب وغير واضح المعالم حيث قادت الأسواق موجة أخرى من ضخ القروض بفوائد منخفضة من البنك المركزي الأوروبي، وسط توقعات اقتصادية متفائلة غذتها تصريحات من رئيس الاحتياط الفيدرالي في ظل استمرار التوترات السياسية في المنطقة. وارتفعت أسواق الأسهم مجدداً بعدما سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أعلى مستوى له منذ عام 2008 وسجل مؤشر ناسداك - 100 الذي يضم كبرى الشركات العاملة في قطاع التكنولوجيا أعلى مستوى له منذ عام 2000.
ومن المتوقع أن يترقب المتداولون في السلع الأساسية الأسبوع المقبل الانتخابات الرئاسية في روسيا وإيران والتحضير للمؤتمر الوطني في الصين لانتخاب قيادة جديدة، واجتماعات البنك المركزي السبع وبيانات سوق العمل الأمريكية. وبالإضافة إلى ذلك، إذا واصلت أسعار البنزين ارتفاعها فإنه لا يمكن استبعاد احتمالية أن يتم الإعلان في وقت قريب الإفراج عن احتياطيات استراتيجية للنفط.
تراجع مؤشر داو جونز- يو بي إس للسلع بنسبة 1% خلال الأسبوع بعدما تأثرت العديد من السلع الزراعية التي سجلت مكاسب ملحوظة وسط تطورات أسعار البنزين المذكورة أعلاه بالحركات التصحيحية من بين بعض مؤشرات السلع الثقيلة، مثل النفط الخام والذهب. وأنهى الدولار تعاملاته على ارتفاع بعدما خصص البنك المركزي الأوروبي 530 ملياراً على افتراض أنها ستكون الدفعة الأخيرة التي سيقدمها البنك فترة من الوقت.
تذبذب سعر الفضة
استقرت أسعار الفضة يوم الأربعاء الماضي بعد عدة مؤشرات صعودية فنية أدت إلى موجة صعود قوية بعد كسر حاجز 35.70. وبعد كسر الحاجز زاد إقبال المستثمرين على الفضة قبل وصولها إلى مستوى 37.30 في ظل الاتجاه العام على المدى الطويل والقريب. وبعد يوم الخميس، أخفق رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي بن برنانكي إلى الإشارة إلى مزيد من شراء السندات مما أثر على السوق وانخفض بواقع 9% خلال ساعتين فقط. وقد زادت موجة البيع بعدما شرع كثير من المستثمرين إلى الإقبال على صفقات شراء جديدة خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية وأصبح كثير منهم يتساءلون عن الأساس الذي استند إليه هذا الارتفاع بصرف النظر عن التقنية.
ومن جهة أخرى، تواصل الفضة أداءها الجيد مقارنة بالذهب بعدما وصل سعر الأونصة الواحدة من الذهب إلى أدنى مستوى له بواقع 48.5 أونصة للفضة بعد تداولها في نطاق 50-55 خلال الأشهر الخمسة الماضية. وقد أظهرت عمليات البيع الدرامية مجدداً ضعف وهشاشة الفضة نظراً للانخفاض النسبي لمستوى السيولة، وخصوصا في أوقات الشدائد. ولا يزال الاتجاه الصعودي الذي تحقق بعد انخفاض سبتمبر متماسكاً وأغلق فوق 35.70 مما ساعد على تخفيف حدة التوتر التي عاودت الظهور.
حركة تصحيحية للذهب
وعلى غرار المستثمرين في الفضة، تأثر المستثمرون في الذهب بفعل تصريحات برنانكي التي جاءت متفائلة نسبياً والتي دعت إلى إجراء بعض التنقيحات للتوقعات السابقة حول أسعار الفائدة المنخفضة حتى 2014. فبعد بيان الاحتياطي الفيدرالي في 25 يناير، حدث تحول صعودي للذهب ليعود إلى مستويات تتجاوز 1700 مما جعل مديري الأموال يشرعون بتمهل في الإقبال على التداول به.
هوت أسعار الذهب أكثر من 100 دولار، في أكبر تراجع يومي لها منذ 2008، على غرار الفضة مما أدى إلى تراجع اعتقاد المستثمرين بأنهم مقبلون على عام جديد من الأداء القوي للمعادن النفيسة، ومن المتوقع الآن حدوث شيء من التوحيد حيث تشير المخاطر القصيرة الأجل صوب مراجعة المتوسـط المتحرك (200 يوم)، وهو في الوقت الحالي عند مستوى 1.676 في التعاملات الفورية للذهب. وتأثرت جميع الوظائف الجديدة التي كانت قد بدأت خلال الشهر الماضي، وهذا يشكل خطراً كبيراً على الأسعار في المدى القريب حيث من المتوقع أن يؤدي المزيد من الضعف إلى الحاجة إلى سيولة إضافية طويلة.
وعلى الجانب الإيجابي، ارتفعت الاستثمارات في المنتجات المتداولة في البورصة إلى مستوى قياسي جديد مقداره 2404 طن متري وفقاً لبلومبرغ، في إشارة إلى أن المستثمرين على المدى الطويل لا يزالون يحتفظون بولعهم بالذهب. وسواء تأثر وضع صناديق التحوط وغيرها من خطط المستثمرين التكتيكية الكبيرة، فإنه من المتوقع أن تستمر هذه الخطوة. يمكنك أن تتبع توقعات المستثمرين في جميع السلع الرئيسية في الولايات المتحدة في تقرير CFTC الأسبوعي، الذي ينشر يوم الاثنين إضافة إلى بيانات الثلاثاء الماضي على الموقع الإلكتروني: www.tradingfloor.com/blogs/cftcs. وثمة عامل آخر يمكن أن يساعد في دعم الاسعار وهو عودة ظهور الطلب الفعلي الذي ساعد في عودة عمليات البيع السابقة والتي كانت غائبة في الغالب خلال الارتفاع الأخير.
النفط الخام يبلغ مستويات عام 2008
بدأ المتداولون في النفط الخام الأسبوع في حجز بعض الأرباح عقب أقوى أداء شهري منذ فبراير 2011. وساعدت المخاوف المتعلقة بتعطل الإمدادات واستمرار الطلب القوي من الاقتصادات الناشئة من دون إغفال للمضاربة المالية التي أبقت سعر خام برنت على ارتفاع فوق 120 دولاراً للبرميل منذ بضعة أسابيع حتى الآن. وتكمن المخاوف الحالية فيما شهدته الأسواق الخميس الماضي عندما ذكر تقرير إيراني انفجار خط أنابيب في المملكة العربية السعودية، ونفى ذلك في وقت لاحق، ولكنه تسبب في ارتفاع الأسعار بواقع 5% لتصل إلى 128.40، في أعلى مستوى لها منذ أغسطس عام 2008. وإذا عمدت إيران إلى الإشارة إلى ذلك في تقريرها من أجل تحقيق أسعار أعلى للتعويض عن خسائرها في قطاع الصادرات، فقد نجحت مبدئياً في الاستفادة من التوتر المتزايد.
ويعزى جني الأرباح المذكور أعلاه قبيل الارتفاع الجديد إلى الاهتمام المتزايد بالتأثير الاقتصادي المحتمل لارتفاع أسعار النفط أكثر من أي وقت مضى. ودعا الساسة في الولايات المتحدة على نحو متزايد من أجل الإفراج عن الاحتياطيات الاستراتيجية بعد ارتفاع أسعار البنزين إلى 16.5% منذ منتصف ديسمبر. ويبلغ متوسط السعر حالياً مستوى 3.74 دولارات للجالون الواحد، وهو أعلى سعر على الإطلاق في هذا الوقت من العام، ومع التحول نحو مزيد من الممزوجات النفطية الصيفية الباهظة الثمن في مارس وأبريل، فإنه من المتوقع أن يواجه سائقو السيارات أسعاراً قياسية هذا الصيف في ظل اقتراب حملة الانتخابات الرئاسية.
لحظة ذهبية في النفط الخام
زاد إقبال مديري الأموال على المضاربة في صفقات الشراء خلال الأسبوع، وفقاً لحساباتنا. والمضاربة لوقت طويل في كل من خام برنت وخام غرب تكساس تقترب الآن من 450 مليون برميل، ومن ثم فقد ارتفعت مخاطر حدوث تصحيح حاد، تماماً مثل ذلك الذي ضرب الذهب والفضة هذا الأسبوع. بيْد أن ذلك يتطلب تغييراً في النظرة إلى المخاطر المرتبطة في ظل الوضع السائد في إيران قبل حدوث ذلك. ومن المحتمل أن يتمكن المستثمرون من التعامل مع حركة التصحيح صوب مستوى الـ 119 دون الحد من التعرض إلا أنه قد يؤثر أي تصحيح أعمق سلباً على التعاملات. وخلال هذا الأسبوع، نتوقع أن يستقر سعر مزيج البرنت الذي سيبقى في نطاقه بين 119 و121 مما سيوفر دعماً في حين سيوفر مستوى 128 مقاومة.
*رئيس استراتيجييّ السلع بساكسو بنك.