رسائل
المتقاعدون في الحياة
تاريخ النشر : الاثنين ٥ مارس ٢٠١٢
عجيب هو حبنا لهذه الحياة التي نعيش فيها، نتعلق بجمالها وبكل تفاصيلها، نستعد كل يوم ونخطط لأيامها متسابقين بل مندفعين، فنسجن أفكارنا بأطر ووضع المخططات الحياتية تاركين في مخيلاتنا سباقا للأمنيات والأحلام الجميلة التي قلما يكون فيها لما بعد الحياة حيز أو مكان! وحبذا لو نكتفي بشيء منها وكيف نكتفي وهناك نفس أمارة بالسوء تقودنا ولا معنى للسرور الا بالإنصات لها والاستجابة لنزعاتها؟
المضحك المبكي هو علمنا علم اليقين بأننا لسنا سوى جيل آخر من أجيال البشرية عمره محدود ولا ينطوي وجوده على أي دلالات الخلود تماما.
إن النفس غير المروضة على الالتزام بما يمليه العقل المرتبط دائما وأبدا بالتعاليم الالهية والتي تتربى على جرأة جامحة في حب الملذات من دون رادع، خوفا من رقابة أو عقوبة، لهي مصدر كل التناقض تتلاعب بنا كيفما تشاء، تصير بنا الى الدرك الأسفل من الإنسانية لا بل تجردنا منها في أحيان كثيرة ونحن أمام ذلك كله غافلون مختوم على بصيرتنا بجرع السعادة الوقتية.
نعم ان أملنا لطويل نتسلح به وبأن ما بعد الحياة غير مرئي ومجهول فلماذا نشغل أنفسنا به لنطلق العنان لها فتعيش وفق رغباتها ولكل وقت مسعاه وحسابه، لقد خلقنا أحرارا بعقولنا نتخطى بها كل الحواجز الصعبة التي تسيطر على حركتنا، فلماذا نستسلم وبداخلنا حب لهذه الدنيا؟
ونحن المتقاعدين لنستغل أوقاتنا في عمل الخير ونشر الحب والتسامح بين كل الناس فلنعاهد أنفسنا على عمل الخير والصواب وما يرضي الله سبحانه وتعالى.
صالح بن علي