مسافات
إنها بصمات (حزب الله) بختم (الوفاق)!
تاريخ النشر : الاثنين ٥ مارس ٢٠١٢
عبدالمنعم ابراهيم
حين نقول إن جمعية «الوفاق» الإسلامية هي الذراع السياسية لحزب الله في البحرين يستنكر البعض ذلك، ولكن الوقائع كلها تثبت صحة هذا الرأي، وآخر هذه الوقائع ما يحدث في منطقة (المقشع) حيث تنظم (الوفاق) مهرجاناتها الخطابية التحريضية، ليس ضد (الدولة) فحسب، بل ضد كل المواطنين الذين يختلفون معها (سواء كانوا مواطنين سنة أو شيعة).. فالوفاق مثل (حزب الله) تماما لا تقبل أبدا الاختلاف معها في الرأي.. وتعتبره خروجا على (ولاية الفقيه) الايرانية.
وآخر أشكال التناسخ بين (الوفاق) وحزب الله في لبنان، هي اجترار الدروس الميدانية ذاتها بين تجربة الطرفين.. فمثلا كلنا يتذكر احتلال (حزب الله) والأحزاب الموالية له قبل أعوام قريبة لمنطقة وسط بيروت الحي التجاري (السوليدير) مدة عامين تقريبا لتركيع حكومة (السنيورة) وفرض شروط (الحزب) على الحكومة اللبنانية آنذاك، وتسبب (حزب الله) في تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والأمنية للمواطنين اللبنانيين، وتدهورت (السياحة) التي كانت بمثابة (الرئة) التي يتنفس منها المواطن اللبناني المسكين.
حاليا تقوم جمعية (الوفاق) الاسلامية في البحرين باستنساخ تجربة حزب الله اللبناني، وما كان احتلالها في فبراير العام الماضي لدوار الؤلؤة، القريب من المجمعات التجارية في العاصمة المنامة، إلا تأكيدا لهذا التناسخ بين التجربتين (البحرينية واللبنانية)، وبعد تحرير (الدوار) من احتلال الوفاق وتحويله إلى تقاطع الفاروق، صارت الوفاق وأنصارها من المتطرفين يهددون كل يوم بالزحف إلى التقاطع الجديد، لإرباك الحركة التجارية والمالية ولترويع المواطنين والسياح.
وحين فشلت محاولاتهم تلك أمام تصدي رجال الأمن للمسيرات غير المرخص بها، صاروا يهددون، بل حاولوا أكثر من مرة بالتظاهرات غير المرخص بها من رأس الرمان إلى وسط الحي التجاري (باب البحرين) أيضا بقصد إرباك الحركة التجارية والمرورية في العاصمة المنامة.
حاليا تجدد (الوفاق) تجربة حزب الله اللبناني في منطقة (المقشع).. ففي البداية طالبوا بالترخيص لهم يوما بإقامة مهرجان خطابي هناك، ووافقت لهم السلطات المختصة، ثم صاروا يطالبون بيومين.. ثم ثلاثة أيام!.. ثم أسبوع كامل!.. والمسألة كلها تتم تحت غطاء (حق التعبير عن الرأي)! لكن الحقيقة هي استنساخ تجربة (حزب الله) في لبنان، فهم يريدون إقامة دولة داخل الدولة، واقامة منطقة جغرافية يتحكمون فيها على هواهم، وتحت سيطرة ميليشيات الوفاق!.. وهكذا سوف نجد أنفسنا أمام (دوار) لؤلوة جديد لكن في منطقة المقشع!
إنها بصمات (حزب الله) الواضحة بختم (الوفاق)!