راصد
متى تُفتح المغاليق؟!
تاريخ النشر : الاثنين ٥ مارس ٢٠١٢
جمال زويد
في الأسبوع الماضي خرجت على إذاعة البحرين، في برنامج صباح الخير، الفاضلة ابتسام هجرس، عضو مجلس النواب، وتكلّمت عن مواطنة بحرينية مصابة بمرض عضال وغريب، تعسّر علاجه في البحرين، كما ضاقت و(اصطكت) على المريضة وأهلها تكاليف العلاج أو الحصول على من يبعثها للعلاج.
كانت كلمات ومناشدات النائب ابتسام هجرس مؤثرة جداً، هي لم تستطع حبس دموعها وبكائها عندما أرادت وصف حال هذه المواطنة المريضة التي أعتقد أن كثرة ممن سمعوها آنذاك قد تقطّعت نياط قلوبهم وشاركوها حزنها وربما نزلت دموعهم من فرط المأساة الإنسانية التي عبّرت عنها - مشكورة - ابتسام هجرس. وما هي إلاّ بضع دقائق حتى تم -في ذات البرنامج- إعلان صدور أمر سامٍ من لدن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر بنقل هذه المريضة للعلاج في الخارج.. وافر الشكر والتقدير نسديه إلى سموّه الكريم ومتابعته الحانية والشكر موصول للنائب العزيزة ابتسام هجرس.
غير أنه قلنا مرات عديدة؛ ينبغي لنا أن نتوقف عند مثل هذه الحالات الإنسانية وطريقة التعاطي معها وكيفية معاملتها وفق آليات وإجراءات واضحة ومحددة تضمن سلامة التعامل بشأنها وسلاسته، وأعتقد أنه ما كان لهذه الحالة ومثلها أن تُنشر لو كانت هنالك آليات حاسمة ونافذة تتعامل مع هذه الحاجات الإنسانية بالغة الصعوبة، تتضاءل أمامها البيروقراطية وتُختصر إزاءها الإجراءات وتُقصّر المسافات، ولا تترك أية فرصة للقلق أو الحزن أو إهدار الكرامة أو دقّ أبواب المسؤولين طالما أن أنظمتنا وآلياتنا تجعل من مسألة مساعدتها وعلاجها في الخارج أمراً طبيعياً وحقّا مكتسباً لا يحتمل التأجيل ولا يحتاج إلى التأخير.
وللأسف الشديد فإن مثل هذا المشهد يتكرر حصوله على نحو غير مرضٍ وأحياناً (مهين) في عدد من الحوادث والحالات المماثلة التي لا يُلتفت إلى مأساتها وحجم معاناتها وعوزها إلاّ حينما تنشر الصحافة المحلية عنها أو يبثون شكواهم في البرنامج الإذاعي الصباحي (صباح الخير) أو ما شابهها من وسائل النشر والإعلام، وسواء كانت مشكلتهم تتعلق بالمرض أو السكن أو الفقر أو غيرها من قضايا يلفّ أصحابها بها على جميع الجهات ويطرقون ما شاء لهم من الأبواب التي قد لا يرون فيها إلاّ الصدود والمماطلة والتأجيل المفضي إلى اليأس، ثم لا يجدون أمامهم إلا النشر الصحفي أو الإذاعي على أمل أن تنفتح تلك المغاليق التي يُفترض أن تكون غير (مصكوكة) وليست مثيرة للإحباط وليست دافعة لأن يُصار إلى اللجوء إلى غيرها في الوقت الذي يُفترض أن تكون أجهزة الدولة ومؤسساتها كفيلة برعايتهم وعلاجهم والوقوف معهم في محنهم وعند ضوائقهم وملمّاتهم باعتباره حقّا مكتسباً ترعاه الدولة وتحافظ عليه في ظل قيادتنا الرشيدة.
سانحة:
أعلنت يوم الجمعة الماضي الدول الـ (27) الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اعترافها بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعياً للشعب السوري حيث أصدرت بياناً أكدّت فيه أن «الاتحاد الأوروبي يدعم المعارضة السورية في نضالها من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية، ويعترف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للسوريين، ويدعو أطراف المعارضة كافة إلى توحيد صفوفها تحت راية نضالهم السلمي من أجل سورية جديدة يتمتع مواطنوها كافة بحقوق متساوية» وهي خطوة لم تتخذها الدول العربية والإسلامية حتى الآن.. قديماً قال الشاعر طرفة بن العبد في معلّقته الشهيرة:
وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضةً
على المرء من وقع الحسام المهنّد