الجريدة اليومية الأولى في البحرين


قضايا و آراء


البحرين وفلسطين درب من دروب الاخوة والمصير المشترك

تاريخ النشر : الاثنين ٥ مارس ٢٠١٢



لقد جاء خطاب العاهل البحريني، صاحب الجلالة، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي كان خلال لقائه الإعلاميين المشاركين في ملتقى الإعلاميين العرب، الذي انتهى في العاصمة المنامة، شاملاً وافياً ناقش خلاله التحديات كافة التي تواجه الأمتين العربية والإسلامية، ووضع الإعلاميين العرب المشاركين في المؤتمر من جميع البلدان والوكالات ووسائل الإعلام في آخر المستجدات البحرينية والفلسطينية والعربية بشكل عام.
وقد أثلج صدرنا نحن الفلسطينيين حينما أكد جلالته في خطابه أن قضية أمتنا العربية الرئيسية هي القدس الشريف والخطر الذي يتهددها، والذي يتحتم على أمتنا الالتفات إليها وتسخير الجهود للدفاع عن عروبتها، وأن تحقيق سلام عادل وشامل للقضية العربية والفلسطينية هو ما سيحقق الاستقرار في الشرق الأوسط، ويجب ألا ينشغل الإعلام العربي عنها، وقد يكون ما حدث في البحرين هو من أجل إبعادنا عن قضايانا العربية وأولها قضية القدس.
ومحاولة ارباك وإشغال الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، عن قضايا الأمة العربية والاسلامية والاستراتيجية وعلى رأسها قضية القدس الشريف، التي يوليها خادم الحرمين الشريفين اهتماماته الدائمة والداعمة في كل المجالات.
وكان جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين خير من لبى نداء المقدسيين بالوقوف إلى جانب القدس التي تهود ويهجر أهلها وتتعرض لأعتى سياسة تهويد إسرائيلية، والقدس وفلسطين هما من توحدان الموقفين العربي والإسلامي في وجه كل الطغاة والغاشمين والطامعين.
وها هم رجال البحرين يشدون الرحال إلى بيت المقدس للتضامن مع أهلها والوقوف الى جانبهم، وها هو جلالة الملك كما عودنا دائما أن يكون مميزاً في مواقفه العربية والوطنية تجاه فلسطين وشعبها وقضية العرب والمسلمين الأولى، ويتجلى ذلك بهذا الموقف العروبي الوطني الإسلامي بهذا الخطاب المهم.
وهذا الموقف ليس بغريب عن جلالته ولا عن القيادة البحرينية وعموم الشعب البحريني الشقيق، خاصة في هذا الوقت العصيب الذي تمر به القضية الفلسطينية وخاصة ما تتعرض له مدينة القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من سياسات تهويد وانتهاكات إسرائيلية مسعورة تستهدف المدينة المقدسة وتفريغها من سكانها الفلسطينيين بشتى السبل والممارسات العنصرية والإجرامية التي تتنافى وابسط الأعراف والحقوق الإنسانية وتعارض بشكل فاضح كل القوانين والأعراف والمعاهدات الدولية.
ولقد جاء هذا الخطاب وهذا الموقف البحريني الصادق الأصيل النابع من علاقات الاخوة ووحدة الدم والمصير البحريني الفلسطيني، في ظل صمت إعلامي قاتل تجاه مخططات التهويد التي تنفذها حكومة الاحتلال الإسرائيلية في مدينة القدس التي باتت في مراحلها الخطرة جداً، وفي ظل استغلال إسرائيل انشغال العالم العربي بقضاياه الداخلية.
وكان هذا الخطاب بمثابة دعوة إلى وقفة عربية إسلامية جادة لإنقاذ القدس قبل أن تضيع نهائياً، كونها تواجه أخطر ما يمكن أن تتعرض له أي مدينة من سلب ونهب وضم وتهويد، وتصاعد دعوات المتطرفين اليهود لاقتحام الأقصى المبارك، ضمن سياسة مدروسة وممنهجة، ومشروع كتهويد القدس وضعت له إسرائيل منذ مدة زمنية خطة لتنفيذها من خلال العمل على إحداث وقائع على الأرض من ترحيل السكان وهدم المنازل ووضع اليد على بعض العقارات وتحويلها لبؤر استيطانية فضلا عن الحفريات في كل أنحاء سلوان وشق الأنفاق وغيرها وما يجري في جميع الأحياء المقدسية المتاخمة للقدس القديمة مثل وادي الجوز والطور وسلوان والعيسوية والشيخ جراح وغيرها، إضافة إلى محاولة إثارة وقائع على الأرض من خلال النشاط الاستيطاني المتصاعد وبناء الحدائق التلمودية لوضع اليد على كل مساحات الأراضي الفارغة في المدينة، وهناك استهداف لمنطقة القصور الأموية جنوب الأقصى المبارك منذ عام ألفين حينما افتتح باراك في حينه مُدرّجا يخدم أسطورة الهيكل المزعوم. وهذا يجري الآن تطبيقه بأوسع أشكاله ويتصدى له أهل القدس وفلسطين بصدورهم العارية وإرادتهم القوية متسلحين بحقنا المطلق بأرضنا رغم أن الاحتلال يحاول تقليل الوجود الفلسطيني في القدس عبر خطط ممنهجة منها: منع البناء الفلسطيني، وفرض الضرائب الجنونية والعديد من الأساليب لاقتلاع الوجود الفلسطيني من القدس ومحيطها في محاولة لإفشال قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وبذلك يبرهنون انهم هم من يعرقل الحل السلمي في المنطقة.
كل ما سبق من واقع مأساوي وأليم تعيشه القدس الفلسطينية المحتلة يتطلب موقفاً عربياً وإسلامياً ومسيحياً عالمياً لدعم كل أوجه الصمود والتصدي الفلسطيني في وجه الاحتلال وسياساته الإجرامية وأساليبه لتهويد المدينة، ولتتوحد الجهود والمواقف كافة مع نداء جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وفخامة الرئيس محمود عباس «أبومازن»، ومواقف مملكة البحرين الشقيقة لنتصدى سوياُ سياسياً وإعلامياً ودبلوماسياً لهذه الهجمة الاحتلالية الإسرائيلية على مدينة السلام مدينة القدس العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية المستقبلية، وحال سبيلنا يقول كما قال الزعيم الراحل أبوعمار رحمه الله: «يرونها بعيدة ونراها قريبة وإنا لصادقون... ومنتصرون بإذن الله».
وعلى الأشقاء العرب تقديم كل أنواع الدعم إلى القدس ومؤسساتها وأهلها وشد الرحال إلى القدس وخاصة أننا على موعد قريب مع وفد من رجال البحرين الذين سيشدون الرحال إلى المدينة المقدسة.
وتحية سلام من القدس.. مدينة السلام.. الى المنامة.. مدينة المحبة والوئام.
ومعاً وسوياً حتى القدس.
حتى القدس.. حتى القدس.
العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.
شاء من شاء،
وأبى من أبى.
* سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين