أخبار البحرين
الظهراني أمام الاتحاد البرلماني:
عندما تكون المطالب جزءا من مؤامرة.. لا بد من الوقوف ضدها
تاريخ النشر : الثلاثاء ٦ مارس ٢٠١٢
أكد السيد خليفة بن أحمد الظهراني أن المطالب المشروعة عندما تكون في إطار الوطن الواحد، وعندما تكون أغراضها وأهدافها وطنية صادقة، فإنها تلاقي القبول والترحيب والتفاعل، ولكن عندما تكون هذه المطالب جزءا من مؤامرة خارجية تحاول أن تلبس لباس الديمقراطية والحقوقية لتحقيق أغراضها ومآربها في تهديد الوحدة الوطنية والنظام السياسي للدولة، فإن ذلك يدفعنا جميعا إلى الوقوف في وجه هذه المؤامرة بكل ما أوتينا من قوة. لذلك فإن الحراك الشعبي المقبول هو الحراك الذي يستند إلى معطيات الواقع وظروف المجتمع بكل مكوناته وتطلعاته المشروعة، لا أن يستند إلى أجندات خارجية تستهدف استقرار الدول ووحدتها وأمنها ونسيجها الاجتماعي، فتلك خطوط حمراء لا نقبل لأحد أن يتجاوزها.
جاء ذلك في كلمته أمام مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، الذي بدأ أعماله بالكويت أمس.
(التفاصيل)
أكد السيد خليفة بن أحمد الظهراني أن المطالبَ المشروعة عندما تكونُ في إطار الوطن الواحد وعندما تكونُ أغراضُها وأهدافُها وطنيةً صادقة، فإنها تُلاقي القَبولَ والترحيبَ والتفاعل. ولكن عندما تكونُ هذه المطالبُ جزءاً من مؤامرةٍ خارجيةٍ تحاولُ أن تلبسَ لباسَ الديمقراطيةِ والحقوقية لتحقيقِ أغراضِها ومآربها في تهديدِ الوحدِة الوطنيةِ والنظامِ السياسي للدولة، فإن ذلك يدفعُنا جميعاً إلى الوقوفِ بوجهِ هذه المؤامرةِ بكلِ ما أُوتينا من قوة. لذلك فإن الحَراك الشعبي المقبولَ هو الحراكُ الذي يستندُ إلى معطياتِ الواقعِ وظروفِ المجتمع بكل مكوّناتِه وتطلعاتِه المشروعة، لا أَنْ يستندَ إلى أجِنْداتٍ خارجيةٍ تستهدفُ استقرارَ الدولِ ووحدتها وأمنها ونسيجها الاجتماعي. فتلك خطوطٌ حمراءُ لا نقبلَ لأحد أن يتجاوزَها.
وأضاف الظهراني أن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين أكد أهمية الحوارِ الوطني ودوره في الوصولِ إلى التوافقِ الاجتماعي لحلِ المشاكل، وبناءً عليه فقد كلّفنَا جلالتُه رئاسة مؤتمرِ الحوارِ الوطني في مملكةِ البحرين والذي ضم جميعَ القوى السياسية ومنظمات المجتمعِ المدني وجميع أطيافِ الشعبِ البحريني، وقد خرجَ مؤتمرُ الحوارِ الوطني بتوصياتٍ مهمةٍ على الصعيدِ السياسي والاقتصادي والاجتماعي بعضُها تم تنفيذُه وبعضُها ينتظرُ الإجراءاتِ التشريعيةَ للتنفيذ. كما أمرَ جلالتُه بتشكيلِ اللجنةِ البحرينيةِ المستقلةِ لتقصي الحقائقِ من شخصياتٍ دوليةٍ مشهودٌ لها بالكفاءةِ الموضوعيةِ. وقدمتْ اللجنة المذكورة تقريرَها عن الأحداثِ التي جرتْ في مملكةِ البحرينِ في فبراير 2011 وما تلاه. وقد أعلنَ صاحبُ الجلالةِ الملكُ حمد بن عيسى آل خليفة قبولَه بتوصياتِ اللجنةِ وأمر باتخاذِ جميع الإجراءاتِ اللازمةِ لتنفيذِ تلكَ التوصيات.
جاء ذلك خلال افتتاح المؤتمر الـ 18 للاتحاد البرلماني العربي الذي ينعقد في دولة الكويت الشقيقة حاليا، وبرعاية كريمة من صاحب السمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، وبمشاركة وفد الشعبة البرلمانية لمملكة البحرين الذي يضم: النائب عبدالله الدوسري، والعضو أحمد بهزاد، والنائب جاسم السعيدي، والعضو حمد النعيمي، والنائب عبدالحكيم الشمري، والنائب عدنان المالكي، والسيد جمال زويد القائم بأعمال الأمين العام لمجلس النواب، ود.صالح إبراهيم رئيس هيئة المستشارين لمجلس النواب، كما حضر الاجتماع الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى دولة الكويت الشقيقة.
وأشار الظهراني في كلمته أمام رؤساء البرلمانات والمجالس التشريعية العربية إلى أننا في هذه المنطقة من العالم كما قال خادمُ الحرمين الشريفين الملكُ عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في القمةِ الخليجية الثانية والثلاثين مستهدفون في أمننِا واستقرارنا لذلك علينا أن نكونَ على قَدْرِ المسئوليةِ الملقاةِ على عاتقِنا تجاهَ دينِنا وأوطاننا، وقد شكلتْ القمةُ الخليجيةُ الأخيرةُ منعطفاً تاريخياً لدول الخليجِ العربية وشعوبها إذ طلبَ خادمُ الحرمين الشريفين في تلك القمة من إخوانه قادةِ دولِ مجلسِ التعاونِ الانتقال من مرحلةِ التعاونِ إلى مرحلةِ الاتحاد. وإننا ندعو من هذا المنبرِ إلى ضرورةِ الإسراع في اتخاذِ الخطواتِ اللازمةِ وبصورةٍ عاجلةٍ لإنجازِ هذا الاتحاد الذي يُعَدُ هدفاً سامياً واستراتيجياً تسعى إليه شعوبُ دولِ مجلسِ التعاونِ منذُ فترةٍ طويلة.
وأوضح الظهراني أننا بهذهِ المناسبة نُثمنُ عالياً الوقفةَ الأخويةَ والدعمَ المتواصل لأصحابِ الجلالةِ والسموِ قادةِ دولِ مجلسِ التعاونِ لمملكة البحرين وعلى ما أسهَمَتْ به قواتُ درعِ الجزيرةِ في حمايةِ البحرينِ مما كانَ يحاكُ ضِدَها من مُؤامرةٍ خارجيةٍ استهدفتْ أمنها واستِقرارِهَا ومكتسباتِها الوطنية. وإن ذلك كُلَهُ يؤكدُ صوابَ وضرورةَ الأسبابِ الداعيةِ إلى وجودِ مجلسِ التعاونِ لدولِ الخليج العربية وقوات درعِ الجزيرة المشتركة، التي أصبحت السياجَ المنيعَ الذي يحمي دولَ مجلسِ التعاونِ من أي عدوان قد تتعرض له.
مؤكدا الظهراني أنَ دولنَا وشعوبَنا لم تَعُدْ بعيدةً عن التأثيرِ الذي تُحدثُه التحولاتُ المختلفةُ التي يشهدُها العالمُ في مختلفِ الميادين، فنحنُ جزءٌ من هذا العالمِ وما يحصل فيه يؤثرُ في مجتمعاتِنا وخصوصاً فئةَ الشبابِ التي تشكلُ الغالبيةَ من نسبةِ السكانِ في مجتمعاتِنا. لذلك فإن الاستماع إلى تطلعاتِ الشبابِ والحوارَ معهم من الوسائلِ للوصولِ إلى الحلول المناسبة. مشيرا الظهراني إلى أن مؤتمرنا اليومَ ينعقد في ظلِ ظروفٍ دوليةٍ وإقليميةٍ ومحليةٍ بالغةِ الصعوبة، حيثُ شهدَتْ المنطقة العربية تطوراتٍ وتغيراتٍ سياسية مهمة كما رافقَ ذلك تحدياتٌ جسيمةٌ تُواجهُ المنطقةَ على المستوياتِ السياسيةِ والاقتصادية والاجتماعية، وإن ذلك كلَّه يتطلبُ منا جميعاً العملَ الجادَ والمخلصَ في تشخيصِ تلكِ التحدياتِ والعمل على وضعِ الخططِ والاستراتيجيات اللازمةِ للخروجِ بحلولٍ ناجعةٍ تُمِكّنُ دولَنا وشعوبَنا من تجاوزِ هذه التحديات.
وأعرب الظهراني عن تأثيرات الأزمات التي تواجه الاقتصاد العالمي وقد شَهْدِنا كيفَ تَسارعت التكتلاتُ الاقتصادية الكبيرةُ إلى تقديمِ الملياراتِ من الدولاراتِ إلى الدولِ الأعضاء في تلكَ المجموعاتِ من أجلِ تجاوزِ أزماتِها الاقتصادية، وهذا يدعونا إلى المطالبةِ بضرورةِ العملِ على إيجادِ الآلياتِ والخططِ المناسبةِ التي تضمنُ القدرةَ على التصدي المشترك لأيةِ مشاكلَ أو أزماتٍ اقتصادية تتعرضُ لها دولنُا العربية. لذلك فإننا في الوقت الذي نِشُيدُ فيه بما قدمته صناديقُ التنميةِ العربيةُ من إسهاماتٍ مشهودة في دعمِ الدولِ العربيةِ فإننا ندعوها إلى زيادةِ مساعداتِها ومساهماتِها الماليةِ والتقنيةِ وخصوصا للدولِ العربيةِ الفقيرة من أجلِ المساهمةِ في تطويرِ اقتصاديات هذه الدولِ والتخفيفِ من أزماتِها المالية.