الجريدة اليومية الأولى في البحرين


رسائل


حملة الخلق الحسن

تاريخ النشر : الثلاثاء ٦ مارس ٢٠١٢



هذه دعوة أوجهها إلى المؤسسات الرسمية والأهلية لتبني هذه الحملة على مستوى الوطن وأتمنى أن تدرس جيداً قبل التنفيذ فنحن نعاني أزمة أخلاقية متفشية ولست أبالغ أن مشاكلنا المتنوعة سببها ضياع الأخلاق مع اننا أمة الإسلام وما جاء دين الإسلام إلا ليتمم مكارم الأخلاق وهذه الرسالة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعتني بها، وبأخلاقه عليه الصلاة والسلام وأخلاق الصحابة والتابعين دخل الناس في الدين أفواجاً وكثير من البلدان في الشرق والغرب لم تصل إليها جيوش المسلمين لكن وصلت إليهم أخلاق التجار والدعاة الذين يجوبون أراضي الله الواسعة فدخلوا في الدين عن قناعة ورضا، اليوم نحن في أمس الحاجة إلى أن نرجع إلى أخلاق الإسلام وأن نبينها للعالم ونقول لهم: إننا أمة كنا قد تخلينا عن أخلاقنا وها نحن اليوم قد عدنا إليها.
إن أخلاق الناس تغيرت كثيراً فقد انتشر بيننا السب واللعن والكذب حتى على المستوى الإعلامي أناس يكذبون علانية ولا يتورعون عن ذلك والنفاق يزداد عندنا، أخلاقنا في الشوارع وأثناء قيادة السيارات لا تسأل عنها، أخلاقنا في أماكن العمل واضحة جدا وكثير من الموظفين يسرقون الوقت ويضيعونه، وهناك فئة تأخذ من المكاتب الأدوات القرطاسية التافهة وهناك من لا تكف يده عن استخدام هاتف العمل للاتصالات التي لا تتعلق بالعمل، وفي الأسواق حدث ولا حرج وفي بيوتنا الأمر يزداد سوءاً، في المدارس ضاعت هيبة المدرس من ناحية وضاعت أخلاقه من ناحية أخرى عندما ترك الإخلاص في العمل فلا التعليم الجيد ولا التربية الصحيحة التي من المفروض ان يقدمها ويكون قدوة للطلبة، أما في المساجد فالأمر الأكثر غرابة فالشحناء والبغضاء والحسد والغيبة والنميمة تجدها في مساجدنا مع أن دور العبادة هي مراكز تثقيف الناس وتعليمهم الخلق الحسن.
إن الأمثلة كثيرة والكل يعرفها لكننا عندما تركنا الأمر بالمعروف والنهي عن النمكر تمادى الباطل وتعاظم وسيطر على قلوب وعقول الناس فتغيرت أخلاقهم إلى الأسوأ.
فيا أمة القرآن، هل من مشمر رجلا كان أو مؤسسة يحمل على عاتقه هذه المهمة الصعبة ويدعو إلى مؤتمر عام ليتم فيه وضع تصور كيف نبدأ بحملة الخلق الحسن ونشجع الناس على التمسك بالأخلاق الإسلامية الفاضلة مستخدمين كل الوسائل المتاحة من دروس في المساجد والمدارس والجامعات وفي القنوات الفضائية وغيرها من وسائل الاتصال؟ نريد أن نسمع الصدق بدلاً من الكذب ونريد المحبة والتعاون بدلاُ من التفرق والتباغض، نريد احترام الوالدين والكبير والرئيس ، نريد أن نقضي على المنكرات والفواحش، اختصاراً نريد مجتمعا إسلاميا متميزا في أخلاقه وسلوكه متعاونا فيما بين أفراده كما أمرنا الله به وكما علمنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
عبدالجليل الجاسم