رسائل
مظاهر محبتنا للرسول
تاريخ النشر : الأربعاء ٧ مارس ٢٠١٢
لقد جرت عادة بعض المسلمين بعد القرون الأولى من البعثة الإسلامية أن تحتفل في شهر ربيع الأول من كل عام بذكرى ميلاد الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)، وقد اختلفت أساليب المسلمين في الاحتفال بهذه الذكرى باختلاف البيئات والبلدان.
عن أبي هريرة مرفوعا قال النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم): «فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين». فلا يختلف المسلمون شرقا وغربا في محبة النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) لعدة أسباب أولها: لأن حبه تابع لحب الله عز وجل، ثانيا: لأن الله تعالى اختاره وأحبه، ثالثا: لكمال رأفته ورحمته بأمته وحرصه على هدايتها، رابعا: من دواعي محبته (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) كمال نصحه للأمة، خامسا: لأنه ذو أخلاق عالية، قال تعالى «وإنك لعلى خلق عظيم».
تعالوا لنتعرف مظاهر محبتنا للرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم):
1- محبته باتباعه، والأخذ بسنته (صلى الله عليه وعلى آله وسلم).
2- تعظيمه وتوقيره: وقد كان محمد بن المنكدر إذا ذكر النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) بكى حتى يرحمه الجالسون. وكان ابن مهدي إذا قرأ حديث النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) أمر الحاضرين بالسكوت.
فلننظر في أحوال الناس في تعظيم الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم):
1- جفاء وتفريط: روى البخاري عن أبي سعيد الخدري قال: بينما نحن عند رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) وهو يقسم قسما أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال يا رسول الله: اعدل، فقال «ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل؟ قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل. فقال عمر: يا رسول الله ائذن لي فيه فأضرب عنقه. فقال: دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية».
2- العلو ورفعه فوق مرتبته:
روى أحمد عن أنس: أن رجلا قال: يا محمد، يا سيدنا، وابن سيدنا، وخيرنا وابن خيرنا، فقال (صلى الله عليه وعلى آله وسلم): «عليكم بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد بن عبدالله، عبدالله ورسوله، والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل»، وعن البخاري عن ابن عمر مرفوعا: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله».
3- تذكره وتمني رؤيته.
4- محبة قرابته وآل بيته وأزواجه، روى مسلم عن زيد بن أرقم مرفوعا: «ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي».
5- محبة سنته والداعين إليها.
يمكننا أن نجعل من هذا اليوم ميدانيا للتنافس في أبواب الخير، فلماذا لا نربط (المثالية) بسلوكات الإسلام والاقتداء بمن كانوا مثلا أعلى وقدوة طيبة، وأسوة حسنة في البذل والعطاء والتضحية والفداء، والشهامة والمروءة، في مدننا وقرانا وفي مدارسنا ومعاهدنا وشتى مواقفنا وفي ذلك فليتنافس المتنافسون؟
وأخيرا فالذكرى باقية معنا، وينبغي أن نعيشها في جميع أوقات العام بأشهره وأيامه وساعاته وثوانيه.
عبدالله القلاف