الرياضة
مارادونا يعظ في الصحراء
تاريخ النشر : الأربعاء ٧ مارس ٢٠١٢
دبي - د ب أ: يقول أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو مارادونا، المدير الفني لفريق الوصل الإماراتي، عن الحياة في دبي: «نبلي بلاء حسنا». ويبعد مقر ناديه «الوصل» 25 دقيقة فقط عن جزيرة «نخلة جميرا» الصناعية حيث يعيش في «المقر الملكي» في فندق جميرا زعبيل سراي. وفي مدخل الاستقبال بالفندق، تعزف شابة على آلة الهارب وتحيط بها نوافير مياه، ومصابيح تتدلى من السقف. ويضم الفندق ملاحق تعرف باسم مقرات الإقامة الملكية وهي مجموعة من فيلات منفصلة تؤجر مقابل أكثر من 1300 دولار في الليلة. ويعيش مارادونا وعائلته في واحدة منها، محاطة بمياه البحر الزرقاء الصافية. ويستمتعون بدبي بخليطها الغريب من ميامي ولاس فيجاس ومونت كارلو واسطنبول.
وفي الأفق، المعكر بغبار العواصف الرملية المتكررة، يمكن للمرء أن يرى أفق مرسى دبي، وهو نقطة جذب لأصحاب المليارات والذي يبدو من بعيد وكأنه حي مانهاتن الأمريكي. وفي المقابل، تنجذب الأعين لفندق «أتلانتس» الموجود على جزيرة «النخلة» على قمة الجزيرة الصناعية المبنية على شكل نخلة. وبعده بست ساعات على متن قارب عبر الخليج، تقع إيران. وعلى هذا الجانب من البحر يقع برج العرب، وهو مبنى على شكل شراع ويضم أغلى فندق في العالم وهو أول فندق يحصل على تصنيف سبع نجوم. ويرتفع برج خليفة فوق كل ناطحات السحاب، وهو أعلى مبنى في العالم ويرتفع لأكثر من 820 متراً، على الرغم من أن الغيوم تخفيه أحيانا.
ويمكن أن يرى مارادونا كل هذا الفن المعماري الثري الذي يعكس الحالة المالية الطيبة لدولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها من الرواد العالميين فيما يتعلق بنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي وهو يقود سيارته البيضاء من طراز «أودي كيو7» في طريقه للملعب الصغير لنادي الوصل، والذي يتكامل بمسجد مجاور. وتتراكم الرمال على جانبي طريق الشيخ زايد، الشريان الرئيسي في دبي وبه ست حارات في كل اتجاه. وعلى جانبي الطريق مراكز تسوق ومحطات حافلات مغلقة ومكيفة، وهي مكان للاستراحة في الصيف عندما ترتفع درجة الحرارة لخمسين درجة مئوية. وهدأت الضجة التي صاحبت مارادونا نوعا ما، كما يشير صحفي بصحيفة «جلف نيوز» المحلية. وانتهى الصخب الذي بدأ مع وصول مارادونا في مايو الماضي، على الرغم من أن المدرب يصر على أن كرة القدم أمر مهم في الإمارات.
وقال مارادونا في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه: «قبل كل شيء، هناك عشق لكرة القدم. إنها نعمة أن يستمتع الناس بكرة القدم في مثل هذا البلد البعيد». ومع هذا، كان هناك عدد قليل من المتفرجين في ملعب «بني ياس» يبعد نحو 150 كم من ملعب الوصل، حيث فاز فريق مارادونا على فريق الجزيرة بأربعة أهداف مقابل ثلاثة يوم الجمعة الماضية ليتأهل للدور قبل النهائي في كأس اتصالات الإمارات لكرة القدم. وكان هناك تسعة صحفيين فقط في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة، ولعل الأسوأ هو ما حدث قبلها بيومين عندما استمع ثلاثة صحفيين فقط لمدرب فريق الأهلي الإماراتي كيكي سانشيز فلوريس.
وقال سانشيز فلوريس لـ(د.ب.أ) متحدثا عن النجم الأرجنتيني إنه: «بالنسبة للعالم العربي، وجود مارادونا هنا هو إشارة عالمية. إنه مثل بيليه ويوهان كرويف وألفريدو دي ستيفانو: مهما يقول وكيفما يقول سيخلق اهتماما طوال الوقت، إنه مظهر من مظاهر الفخامة أن يتواجد مارادونا هنا». وجود مارادونا هنا يمثل نوعا من الفخامة والتباهي أيضا، سواء في المباراة أو بعدها عندما يواجه وسائل الإعلام بمساعدة اثنين من المترجمين. كما أنه يستخدم هنا أدوات مسرحية. فعلى سبيل المثال، شخص ما سيتصل بهاتفه المحمول لكي يسمع كل شخص في الغرفة صوت النغمة المسجلة بصوت بنجامين،حفيد مارادونا، ونجل ابنته جيانينا ومهاجم مانشستر سيتي سيرجيو أجويرو. والصبي هو قرة عين جده، ونجم عادة في المؤتمرات الصحفية.