الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار دولية


مجلس الأمن يطالب بوقف العمليات العسكرية بين السودان وجنوب السودان

تاريخ النشر : الأربعاء ٧ مارس ٢٠١٢



نيويورك - (ا ف ب): طالب مجلس الامن أمس الثلاثاء بوقف الاعمال العدائية والهجمات في المناطق الحدودية بين دولتي السودان وجنوب السودان. وطالبت دول مجلس الامن الـ15 السلطات السودانية بالسماح بوصول المساعدات الانسانية إلى ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق، وهما ولايتان سودانيتان تقعان على الحدود مع جنوب السودان وتشهدان مواجهات عسكرية بين القوات السودانية الحكومية ومتمردين.
واعرب مجلس الامن في بيان تلاه سفير بريطانيا لدى الامم المتحدة مارك ليال جرانت، الرئيس الحالي لمجلس الامن، عن «القلق العميق» ازاء تزايد التوتر بين البلدين، و«طالب» الطرفين بـ«وقف العمليات العسكرية في المناطق الحدودية» بينهما. وفي نفس الوقت بدأت الخرطوم وجوبا أمس الثلاثاء في اديس ابابا محادثات جديدة حول عدد من قضايا الخلاف، من بينها تقاسم العائدات النفطية الذي يسمم العلاقات بينهما. وقال كبير مفاوضي جنوب السودان باقان اموم للصحفيين في مقر الاتحاد الافريقي في اديس ابابا «لا اعتقد انه حدث اي تطور ايجابي» منذ جولة المفاوضات السابقة غير المثمرة التي عقدت في يناير.
وتتعلق المفاوضات الجديدة بتقاسم عائدات النفط وترسيم الحدود وتحديد الجنسية وغيرها. وستستمر حتى السادس عشر من مارس بوساطة من رئيس جنوب إفريقيا السابق ثابو مبيكي. ومنذ استقلال جنوب السودان عن الخرطوم في يوليو الفائت لا ينفك التوتر يتزايد بين الطرفين اللذين يتهم كل منهما الاخر بدعم حركات تمرد في الجهة الاخرى من الحدود.
واثر انفصال جنوب السودان عن الشمال بموجب اتفاق السلام الموقع في 2005 والذي انهى حربا اهلية استمرت عقودا، باتت الدولة الوليدة تنتج ثلاثة ارباع اجمالي ما كان ينتجه السودان قبل الانفصال (حوالي 350 الف برميل يوميا). لكن جوبا لا تزال تعتمد على الشمال لتصدير هذا النفط، ويدور الخلاف حاليا بين الطرفين على الرسوم المتوجب على الجنوب دفعها للشمال مقابل السماح له بتصدير ذهبه الاسود.
ويؤكد محللون ودبلوماسيون انهم لا يرون في الافق اي أمل بقرب انتهاء الحرب الدائرة بالواسطة بين السودان ودولة جنوب السودان والتي بلغ عدد المتضررين منها مئات الاف المدنيين، وهم يحذرون من خطر ان يؤدي استمرار هذا الوضع إلى انزلاق البلدين إلى نزاع مفتوح. ويقاتل جيشا البلدين كل في ارضه، حركات تمرد يتّهم الطرف الاخر بدعمها، ويتركز القتال خصوصا في الولايات الواقعة على جانبي خط الحدود بين الدولتين والذي لم يتم ترسيمه بدقة.
ويقول دبلوماسي غربي طالبا عدم كشف هويته ان «الوضع خطر، نحن نخاف من... ان يتحول النزاع الدائر اليوم بالواسطة بين الشمال والجنوب إلى نزاع مباشر». ويوم الخميس اكدت جوبا ان مقاتلات سودانية قصفت آبار نفط وماء في جنوب السودان على بعد 74 كلم عن الحدود مع الشمال، مضيفة ان جنودا سودانيين توغلوا حتى عمق 17 كلم داخل اراضي الجنوب في ولاية الوحدة الغنية بالنفط، وهي اتهمات سارعت الخرطوم إلى نفيها.
ويوم الاربعاء اتهمت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الرئيس السوداني عمر البشير بالسعي إلى زعزعة استقرار جنوب السودان. ولكن الدبلوماسي الغربي ان جوبا «هي التي تلعب لعبة خطرة» عبر تعويلها على سقوط نظام البشير. ويضيف الدبلوماسي ان قادة جنوب السودان «لم يفهموا انه لم يعد بوسعهم التصرف كحركة مسلحة بل عليهم التصرف كحكومة».