أخبار دولية
الجيش السوري يشدد الضغط على معاقل المنشقين ويقصف جسرا لعبور الجرحى
تاريخ النشر : الأربعاء ٧ مارس ٢٠١٢
دمشق- الوكالات: تشدد قوات النظام الضغط على عدد من معاقل الناشطين المناهضين للنظام السوري والمنشقين عن الجيش عبر اقتحامات وعمليات قصف واعتقالات، وعمدت امس الثلاثاء إلى قصف جسر اساسي يستخدم لعبور الجرحى والهاربين من اعمال العنف إلى لبنان.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن ان القوات السورية «قصفت جسرا يمر عليه كل الجرحى في طريقهم إلى لبنان قرب مدينة القصير (محافظة حمص)»، مشيرا إلى انه قريب جدا من الحدود اللبنانية.
وفي بيان لاحق، اوضح ان الجسر المستهدف «كان يستخدم لعبور الجرحى من المدنيين والمنشقين والنازحين إلى الاراضي اللبنانية خوفا من اعتقالهم من السلطات السورية على المعابر الشرعية» بين لبنان وسوريا. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله ان «القوات السورية قصفت الجسر بالمدفعية». واضاف «كان المنفذ الرئيسي لعبور الجرحى من منطقة حمص إلى لبنان، ولم يعد قابلا للعبور». ويمر الجسر فوق نهر العاصي ويصل قريتي الربلة بالجوسية الحدودية مع منطقة القاع اللبنانية في البقاع (شرق).
ومنذ بدء الاضطرابات في سوريا في منتصف مارس 2011، عبر الاف السوريين النازحين من اعمال العنف إلى لبنان عبر معابر شرعية او غير شرعية، وكذلك اعداد كبيرة من الجرحى.
في جنيف، اعلنت متحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان حوالي الفي سوري وصلوا منذ نهاية الاسبوع إلى لبنان هربا من اعمال العنف في منطقة حمص. وبحسب المفوضية العليا للاجئين، بلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين في لبنان 7058 وهم يعيشون في ظروف مزرية ويحتاجون إلى امور اساسية، ويقيمون لدى عائلات مضيفة او اقارب، او في مدارس او اماكن مهجورة.
وبالتزامن مع ذلك، طالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء النظام السوري بفتح «فوري» لممرات انسانية للمدنيين من ضحايا العنف في سوريا. ودعا الاسرة الدولية إلى ممارسة ضغوط على دمشق في هذا الشأن. ودان اردوغان صمت و«تردد» بعض الدول التي لم يسمها حيال «الفظائع» التي ترتكب في سوريا. ورأى ان هذا الموقف «يشجع» النظام السوري على التحرك بوحشية اكبر ضد المعارضة.
على الارض، اقتحمت القوات السورية الثلاثاء مدينة الحراك في محافظة درعا في جنوب سوريا. وافاد المرصد في بيان ان «قوات عسكرية كبيرة تضم دبابات وناقلات جند مدرعة وحافلات اقتحمت مدينة الحراك»، وان «اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومجموعات منشقة» في المدينة «تستخدم فيها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف وان الانفجارات تهز المدينة وتسمع اصواتها في القرى المجاورة».
وذكرت لجان التنسيق المحلية ان «عددا كبير من سيارات الاسعاف تشاهد في شوارع» الحراك، وان القصف طال «مسجد ابوبكر الصديق، أكبر مساجد المدينة».
في محافظة حماة، افاد المرصد بأن «قوات عسكرية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة تحاصر بلدة طيبة الامام شمال مدينة حماة».
ودخلت القوات النظامية الاسبوع الماضي حي بابا عمرو في مدينة حمص الذي كان تحول إلى رمز للانتفاضة ضد النظام، بعد ان انسحب منه الجيش السوري الحر.
وعثرت السلطات السورية على معمل للاسلحة ضبطت فيه طائرة استطلاع واليات عسكرية ثقيلة في حي بابا عمرو في حمص، على ما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا). كما ضبطت الجهات المختصة في حي بابا عمرو دهاليز وانفاقا استخدمها الإرهابيون لتهريب الاسلحة والتنقل بين الاحياء والاختباء بداخلها.
ومنذ الجمعة الماضي، تنتظر قافلة للصليب الاحمر الدولي والهلال الاحمر خارج بابا عمرو لدخول الحي وتقديم مساعدات انسانية إلى السكان، الا ان السلطات لم تسمح لها بعد بالدخول.
وصعدت قوات النظام ضغطها على مناطق اخرى بعد سقوط بابا عمرو، بينها الرستن والقصير في محافظة حمص، وقرى في ريف دمشق. وذكرت شبكة «شام» الاخبارية المناهضة للنظام في تقرير ان قوات عسكرية «اقتحمت قرية جراجير في ريف دمشق بعدد من الآليات العسكرية في ظل انقطاع تام للاتصالات»، مشيرة إلى «أعمدة دخان تتصاعد» من القرية.
وفي موسكو، حذرت روسيا الحليفة التقليدية لسوريا، على لسان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف من ان مشروع قرار جديد حول سوريا اعدته على ما يبدو الولايات المتحدة «ليس متوازنا». وكتب غاتيلوف على حسابه على موقع تويتر ان «مشروع القرار الامريكي الجديد بشأن سوريا في مجلس الامن هو صيغة معدلة بشكل طفيف جدا للنص السابق الذي قوبل بالفيتو. يجب ان يكون النص متوازنا في اساسه».
وكان دبلوماسيون قد ذكروا الاسبوع الماضي ان واشنطن تعد مشروع قرار جديد يطالب بدخول مساعدات انسانية إلى المدن السورية التي قتل فيها الآلاف.
وعبرت واشنطن يوم الاثنين عن املها في ان تولي موسكو اهتمامها لسوريا وان تدفع باتجاه نقل المساعدات الانسانية بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الروسية.
وقال البيت الابيض امس ان الرئيس الامريكي باراك أوباما ما زال ملتزما ببذل الجهود الدبلوماسية لانهاء العنف في سوريا رغم دعوة عضو جمهوري في مجلس الشيوخ لاتخاذ اجراء عسكري ضد حكومة الرئيس السوري بشار الاسد. وأضاف تومي فيتور المتحدث باسم البيت الابيض «دعا الرئيس مرارا إلى وقف فوري لاعمال العنف في سوريا. حاليا تركز (الادارة الامريكية) على التوجهات الدبلوماسية والسياسية وليس التدخل العسكري».
واستطرد «أفضل فرصة لتحقيق ذلك وبدء انتقال سياسي هو مواصلة عزل النظام وقطع مصادر الدخل الرئيسية ودفع المعارضة إلى التوحد في إطار خطة انتقال واضحة تضم السوريين من كل العقائد والاعراق».
وكان السناتور الجمهوري جون مكين قد قال إن الولايات المتحدة يجب ان تقود جهودا دولية لحماية المراكز السكانية الاساسية في سوريا عن طريق شن هجمات جوية على القوات الحكومية السورية.