الجريدة اليومية الأولى في البحرين


معنى الكلام


زُرّاع

تاريخ النشر : الخميس ٨ مارس ٢٠١٢

طفلة الخليفة



فرق كبير بين زُرّاع الحياة وزُرّاع الموت، كنت استمع إلى سيدة لبنانية رقيقة جاءت إلى مهرجان القرين الثقافي في الكويت، كانت تعزف على القانون وتتحدث عن شعورها بأن عزفها على القانون وتأليفها للمعزوفات الخاصة به جزء منها، جزء من روحها وامتداد لها وانها رغم حبها الشديد للموسيقى والقانون والتأليف الموسيقي الخاص به، فإنها إذا بكت صغيرتها تركت كل ما بيدها لترعى حاجات الصغيرة وانها تحاول ان تجد فسحة ما بين طلبات الصغار وضجتهم لتختلي بنفسها وبفنها الذي تحب.
كنت استمع اليها وإلى عزفها وأقارن بينها وبين دمدمة القاصفين للبشر بالصواريخ ومسقطي البيوت على رؤوس أصحابها من دون ان يرف لهم جفن ومن دون ان يفكروا لحظة ما إذا كانت هذه البيوت تضم صغارا أو كبار سن أو معالم تاريخية تحمل روح البلاد، انه تدمير شامل لا يبقي ولا يذر من الكنائس القديمة إلى مسجد خالد بن الوليد إلى دكاكين الحرفيين إلى كل شيء يتحرك أو ينبض بالحياة، فالحياة تعني لديهم فقط الانصياع لبشار الأسد، وما عدا ذلك فليس سوى الموت لكل شيء.
فرق كبير بين زُرّاع الحياة والأمل والأمان والحب وزُرّاع الرعب والموت والوحشية والكراهية، لكن ولله الحمد دروس الحياة علمتنا ان البقاء للأصلح، والأصلح هو من يحب الحياة ويزرع الحياة.