أخبار البحرين
الخــبــراء يتحدثون عن المؤتمر التربوي:
البحرين سباقة في التعليم ومشروعاتها الريادية تشهد لها
تاريخ النشر : الخميس ٨ مارس ٢٠١٢
شهد المؤتمر التربوي السنوي الخامس والعشرون الذي نظمته وزارة التربية والتعليم تحت شعار «تعليم اللغات مفتاح التعلم» مشاركة العديد من الخبراء والمختصين في مجال التربية والتعليم من داخل وخارج البحرين إذ قدموا أوراق عمل ومشاركات متعددة تناولت دور التعليم بشكل عام واللغة بشكل خاص في تطوير الإنسان وتوسيع مداركه العلمية. وكنا قد أجرينا لقاءات على هامش المؤتمر مع عدد من المشاركين:
في البداية يقول الخبير الدولي المتخصص في التربية البلجيكي كسافيي روجرز إن مشاركته في المؤتمر تشمل تقديم قراءة في الكفاية التواصلية اللغوية، وكذلك سوف يتحدث عن موضوع الإدماج باعتباره طريقة من طرائق تنظيم التعلم ورؤية للخبرات المدرسية حيث إن المقاربة الإدماجية قد اعتمدت في عدد من كبير من الدول وخاصة بالتعليم العام.
ويضيف أن طريقة إعادة تنظيم الخبرات المدرسية في المناهج الوطنية لا تعتبر استيراداً لمناهج جاهزة من الخارج لكنها طريقة لضمان نجاعة أكبر في الأداء التربوي ومخرجات تعليمية متميزة.
وحول انعقاد المؤتمر في البحرين قال إنه لطالما كانت لديه الرغبة في التعرف على الأنظمة التربوية سواء بالبحرين أو المنطقة العربية عموماً وذلك من أجل الوقوف على نقاط القوة والتحديات التي تواجهها الأنظمة التعليمية والتفكير في وضع حلول وطرائق تساعد الدول على أن تكون رائدة تعليمياً.
زيارات للمدارس والمشاريع
من جانبه عبر د. رضا مسعد السعيد وكيل أول وزارة التربية والتعليم ورئيس قطاع التعليم بجمهورية مصر العربية عن سعادته بوجوده في مملكة البحرين وحضور هذا المؤتمر وذلك في إطار الاتفاق الدولي بين جمهورية مصر العربية ومملكة البحرين للتعاون في جميع المجالات وبالذات في مجال التعليم، وقد اطلعنا من خلال الزيارة على مستجدات كثيرة تغرسها وزارة التربية والتعليم بالبحرين ويرعاها جلالة الملك بنفسه، كما قمنا بزيارات لمدارس المستقبل ومركز التميز في التعليم المهني وأيضاً مركز الموهوبين وكانت سعادتي بالغة حينما زرت بعض المدارس ومنها مدرسة المحرق الثانوية للبنات ولاحظت مدى ارتفاع مستوى التعليم جيدا بالمملكة، وهو يبشر بالخير ويحظى برعاية مباشرة فعلا من جلالة الملك ووزير التربية والتعليم والسادة الوكلاء بصفة مستمرة، وحينما علمت والوفد المرافق لي من مصر بموضوع مؤتمر اليوم وهو «تعليم اللغات مفتاح النجاح» حرصنا على المشاركة فيه لأن تعليم اللغات هو مدخل رئيسي لإصلاح التعليم لأن اللغة تواصلية وتفاعلية واللغة العربية هي لغة القرآن ولذلك لا بد أن نهتم بها ونرعاها، ونعمل على تفعيلها دائماً وحمايتها من اللغات الأخرى الدخيلة وسعدت أيضاً بمشاركتي في المؤتمر اليوم بتقديم كلمة بسيطة حول ما يتم في مصر من جهود من أجل حماية اللغة العربية وتقويتها، وفي أثناء زيارتي للمدارس البحرينية شعرت بأنه يوجد جهود مشتركة، فقد لاحظت أيضاً وجود اهتمام بالغ وحرص على رعاية اللغة العربية والاهتمام بتجويدها لدى الطلاب والطالبات، وبإذن الله سوف نركز على تطوير اللغة العربية بالمرحلة الابتدائية بمصر لأن تكوين اللغة يبدأ من المراحل السنية الأولى من العمر، كما سوف أتناول بعض القضايا بتداخل اللغات الأجنبية مع اللغة العربية وسأشير أيضاً إلى ما يحدث ببعض المدارس الخاصة أو الدولية التي تهمل أحياناً تدريس اللغة العربية وتفسح المجال أكثر لتدريس اللغات الأجنبية حيث إن ذلك يؤثر على الهوية الثقافية وعلى القيم والمواطنة لدى الطلاب الذين لم يدرسوا اللغة العربية بقدر كاف في مراحل حياتهم الأولى.
تبادل الخبرات
أما د. بيشنس سوا الأستاذ المشارك في كلية التربية بجامعة زايد فتقول إن مشاركتها في هذا المؤتمر تمثل نجاحاً شخصياً لها حيث يضم العديد من المختصين في التربية من عدة دول وبالتالي فهي فرصة للتواصل وتبادل الخبرات.
وتضيف أنها تشارك في المؤتمر حول مفهوم القرائية وكيف يمكن استخدام القصص لتدريس القرائية وذلك لما تمثله من طريقة تدريسية توظف عنصر الإثارة والتشويق على العملية التعليمية، كما ترى أن من الأهمية بمكان استفادة المعلمين المشاركين في المؤتمر من أسلوب القصص القرائية حتى يكونوا قادرين على توظيف هذا الأسلوب عند ممارستهم لدورهم في التعليم.
وتتمنى أن تسهم مخرجات المؤتمر في تطوير مهارات جميع المشاركين بمن فيهم هي شخصياً فتبادل الخبرات يسهم في تطوير مهارات الإنسان كما تتمنى التوفيق للبحرين التي رأيت، فإنها من أوائل الدول السباقة في مجال التعليم النظامي الذي بدأ فيها منذ عام 1919م.
اهتمام البحرين باللغات
من جانبه يقول د.مارك ليفاشيور من مدرسة الرفاع فيوز الدولية إن مشاركته في هذا المؤتمر التربوي تشمل ورقة حول تفكير الطالب في تعلمه وكيف يكون التعلم من مستوى إلى آخر من مسئولية الطالب نفسه الذي يتفكر في الاستراتيجيات التي سيطبقها.
ويضيف أنه سعيد جداً بوجوده في مثل هذا المؤتمر الذي حمل عنوان اللغات ودل على اهتمام شديد باستعراض طرائق التعلم الفضلى ومدى انعكاس ذلك على التعليم بالمدارس كما برز اهتمام البحرين بالقرائية ودورها في تعريف الطلبة بأهمية اللغات وذلك على غرار ما نراه في العديد من دول العالم.
ويبيّن انه لمس الاهتمام أيضاً بتنويع نماذج تعليم اللغة العربية واللغة الإنجليزية واختيار الأفضل منها لتدريسه في مدارس البحرين.
مجتمع المعرفة وإتقان اللغات
أما د. شكري المبخوت أستاذ اللسانيات ورئيس جامعة المنوبة بتونس فقال عن المؤتمر: إن موضوع اللغات وتعليم اللغات باعتبارها مفتاحاً لاجيال العصر، وهو عصر العولمة والمعلومات وهي مسألة جديرة دائما بالنظر والتعهد والتدقيق والتفكير في كيفية بناء الشخصية، شخصية المواطن في أي مكان وخاصةً بالبلاد العربية التي تعيش فيها اللغة العربية بعض الإشكالات لا أريد أن اقول هل هي حادة أم قابلة للمعالجة بسرعة ولكن هي إشكالات حول منزلة اللغة العربية في هذا العصر وعلاقتها أيضاً باللغات الأخرى التي تسمى لغات وصلت إلى مرحلة من الانتاج العلمي والمعرفي، فقضية اللغة سواء بالنسبة للغتنا العربية أو اللغات الأجنبية هي قضية محورية لأن الاقتصاد اللامادي واقتصاد الذكاء والمعرفة وعصر المعلومات وغير ذلك يفرض معالجة هذه القضية، ويفرض بالخصوص قدرة شبابنا وأبنائنا على أن يتمكنوا من الأداة التي هي المدخل الأساسي لفهم مشكلات المجتمع والتفاعل معها إيجابياً للمساهمة في حلها والمساهمة في التنمية بصفة عامة وأيضاً المفتاح للاتصال بالعالم وللتفاعل مع الفكر الكوني الذي يتشكل يومياً بسرعة مذهلة. كل هذا يجعل من موضوع المؤتمر هذه السنة موضوعاً مركزياً أرجو ألا ينتهي التفكير فيه بانتهاء هذا المؤتمر، وإنما يكون المؤتمر محطة للنظر فيما فعلنا وتجويد الوسائل لذلك والتعهد بخصوص هذه المسألة باستمرار لأن مجتمع المعرفة نصفه هو إتقان اللغات والنصف الثاني التكنولوجيا ورأس المال.
تكوين الإنسان
من جانبه قال د.محمد صلاح الدين الشريف الأستاذ بكلية الآداب والفنون واللسانيات بجامعة منوبة بتونس إن موضوع مؤتمر اليوم يبحث في موضوع رئيسي وهذا يدل على أن مملكة البحرين تهتم بمسألة رئيسية وهي مسألة التكوين وهي المحركة والمولدة الأساسية للتقدم وهي المفتاح كما أطلق على مسمى مؤتمر اليوم، فمهما كان النجاح في الاقتصاد أو السياسة يبقى دائماً التعليم هو أمر رئيسي في تكوين الأدمغة، وهذا يسعدني كثيراً وأرجو أن أكون من الذين يساعدون على هذا التوجه الأساسي لأن تكوين الإنسان أمر ضروري، ومما لا شك فيه أن إقامة مثل هذه المؤتمرات التربوية لا بد منها وينبغي تكثيفها والاهتمام بها من أجل وضع البرامج والمناهج والاهتمام بالمحتوى لأنه هو المقصود، والمناهج ما هي إلا الطريق للوصول إلى هذا المحتوى وبدون النظر في المادة التي تعلم وتقدم تبقى المناهج شكلا بدون قيمة أما إذا كان المحتوى جيدا والمناهج سيئة فالمعلومة لا تمر بين الأجيال، وأعتقد أن هذا المؤتمر سيجلب مؤتمرات أخرى متنوعة فيها الكثير من المسائل المتعلقة بالتعليم.
فيما عبر د. مهدي العش رئيس كرسي الأبحاث بمعهد اللغة العربية بجامعة الملك سعود عن سروره بالمشاركة في المؤتمر وإعجابه بموضوعه، حيث قال: حقيقةً هناك فكرتان: التعلم والتعليم لأنه إذا لم نفهم كيف يتم التعلم لا نفهم كيف يتم التعليم، وأظن أن فكرة هذا المؤتمر فكرة ذكية وأظن أنها ستؤتي أكلها بعد حين، ويجب أن نعلم أن المؤتمر لا يفعل كل شيء ولكنه يضع أطراً نظرية للأشياء ويجب ألا نركز على الأطر النظرية بل يجب أن نربطها ربطاً وثيقاً بما يمكن أن يفعل لتحقيق هذه النظريات، فنحن مثلا نعرف الكثير ولا أقول كل شيء ولكن الكثير عن كيف نعلم، ولكن كيف نتعلم هذا ما زال إلى الآن موضع بحث، فإذا علمنا كيف يتم التعلم نستطيع أن ندرب المدرسين والمدرسات على أساليب التعليم الناجحة، ولذلك يجب أن يتعلم المدرس كيف ينظر إلى البيئة التعليمية التي هو فيها وكيف يمكن أن يعدل ويغير في أساليبه ونظرياته كي يحقق الأهداف الموضوعة، وهذه مسألة ليست سهلة لكن ممكنة، وأتمنى أن تنتهج كل البلاد العربية ما تتبعونه هنا بمملكة البحرين من الانتظام في إقامة مثل هذه المؤتمرات، ويجب أن تكون هذه هي القاعدة لأنه كل سنة آلاف من المدرسين والمدرسات يأتون من المدارس وأنا على ثقة بأنهم ليسوا على اطلاع كاف على ما تنطوي عليه المسألة التعليمية والتعلمية، فيجب أن يعرفوا الاثنتين، هذا طبعاً بالإضافة إلى المادة التي يدرسونها.
التركيز على التعلّم والقرائية
أمّا الأستاذة سحر المجذوب رئيسة قسم اللغات الأجنبية بوزارة التربية والتعليم فعلقت بأن موضوع المؤتمر لهذا العام موضوع مهم جداً وخصوصا أن تعليم اللغات في عصرنا الحديث هذا يتطلب المزيد من جهد الطلاب ووجود المعرفة بعدة لغات لأن المعرفة لم تعد مقتصرة على اللغة العربية أو لغة واحدة وانما على عدة لغات، ويشير المؤتمر لهذا العام إلى أهمية اللغات في فتح الأبواب للنهل من المعرفة بجميع اللغات ومن جميع بلدان العالم، وبالتالي عندما يمتلك الطالب الكفايات اللازمة للقراءة على سبيل المثال باللغة العربية واللغة الأجنبية يتمكن أيضاً من امتلاك الكفايات اللازمة للتعلم وخاصة أن المؤتمر يركز على الأطفال في المرحلة الابتدائية من الصف الأول إلى السادس الابتدائي وقد أثبتت البحوث أن الطالب الذي لا يجيد القراءة مع الصف الرابع الابتدائي قد يتعثر دراسياً مستقبلا ولذلك ركزنا على التعلم والقرائية، وهي المفتاح والمستقبل للطالب فكلما ضمنا أن الطالب امتلك كفايات القراءة إذا هو امتلك القدرة على أن يفتح أبواب المعرفة مستقبلاً. وأما عن الجهود المبذولة من قبل الوزارة في هذا المجال فقد حدثتنا بأن هذا المؤتمر ليس الأول للوزارة فنحن نحتفل اليوم أيضا باليوبيل الفضي للمؤتمر التربوي السنوي لأنه يعتبر المؤتمر الخامس والعشرين لنا وقد دأبت الوزارة على إقامة هذا المؤتمر سنوياً ودائماً كانت المواضيع تتنوع بحسب حاجات المتعلمين من أبنائنا الطلاب وطموح مملكة البحرين ووزارة التربية والتعليم من أجل تحقيق هذه الطموحات، والجهود المقدمة كثيرة من قبل الإدارات المختلفة بوزارة التربية من أجل تحقيق أهداف الوزارة، كما أنه يسعدنا وللمرة الأولى هذا العام أن تشاركنا كلية البحرين للمعلمين في الإعداد لهذا المؤتمر، وليس ذلك فقط وإنما أيضاً في تقديم ورش عمل للكفاية التواصلية كمثال باللغة العربية وباللغة الانجليزية يقدمها أساتذة من كلية البحرين للمعلمين بمعية طلاب دارسين بالكلية، وكما شاهد الجميع الجهود متضافرة من جميع أقطاب التعليم بالبحرين، في وزارة التربية والتعليم بمملكة البحرين وكلية البحرين للمعلمين بالاضافة أيضاً إلى مشاركات من مدارس خاصة تقدم ورش عمل خاصة بالمؤتمر وتحرص على الحضور، وقد استقطبنا هذا العام خبرات من خارج البحرين مثال الدكتور مهدي العش من أمريكا والدكتور شكري المبخوت من تونس والدكتور صلاح الدين الشريف من تونس والدكتور كسافيير روجرز من بلجيكا، وقد حرصنا أن ننفتح أكثر على العالم من خلال هذا المؤتمر لضمان إيصال أكبر فائدة للحضور من المعلمين والمعلمين الأوائل واختصاصيي وزارة التربية والتعليم.