الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

وزير التربية خلال افتتاح المؤتمر التربوي الـ25:

الوزارة أعطت تدريس اللغات اهتماما خاصا مع إدخال أنشطة في الحصص

تاريخ النشر : الخميس ٨ مارس ٢٠١٢



افتتح الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم فعاليات المؤتمر التربوي السنوي الخامس والعشرين الذي عقد هذا العام تحت شعار (تعليم اللغات مفتاح التعلم)، بحضور الأستاذ الدكتور رضا مسعد السعيد وكيل أول وزارة التربية والتعليم ورئيس قطاع التعليم العام بجمهورية مصر العربية وعدد من المسئولين في الوزارة، وذلك بمركز عيسى الثقافي.
وفي بداية الحفل ألقى وزير التربية والتعليم كلمةً عبّر فيها عن تهانيه لجميع التربويين بمناسبة مرور ربع قرن من الزمان على أول مؤتمر تربوي نظمته الوزارة، ليصادف تنظيم المؤتمر الحالي الاحتفال باليوبيل الفضي للمؤتمرات التربوية التي كانت وما تزال محطة مهمة من محطات التشاور، وتأكيداً واضحاً لنهج الشراكة التربوية الذي تنتهجه الوزارة في عملها، بما تطرحه من قضايا وملفات تربوية ذات صلة مباشرة بالجهد التربوي الميداني، والمراجعة والتطوير من أجل تجويد العملية التعليمية بفضل الدعم والمساندة من القيادة الحكيمة يحفظها الله ويرعاها.
وأضاف الوزير أن انعقاد هذا المؤتمر يتصادف مع توسع الوزارة في تنفيذ برنامج تحسين أداء المدارس، كجزء لا يتجزأ من مبادرات المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب بإشراف ومتابعة من اللجنة العليا لتطوير التعليم والتدريب برئاسة سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء، ومن تلك المشاريع التطويرية مشروع تحسين الزمن المدرسي الذي بدأت الوزارة في تنفيذه في المدارس الثانوية كخطوة جوهرية وضرورية للتقدم نحو تحقيق أهداف الجودة.
وأشار الوزير إلى عدد من المشاريع التي نفذتها الوزارة سابقاً ومنها مشروع تدريس اللغة الانجليزية من الصف الأول الابتدائي والذي أقدمت الوزارة على تنفيذه في وقت مبكر منذ عام 2003، وأثار نوعاً من الاحتجاج في البداية ولكن بعد تعميمه أصبح الكل يثني عليه، حيث كان المشروع خطوة جريئة لتعزيز تدريس هذه اللغة، ومشروع تطوير مناهج اللغات وعلى رأسها مناهج اللغة العربية وتجديدها شكلاً ومضموناً باعتبارها لغتنا القومية وعنوان هويتنا العربية، واعتماد سلاسل متطورة لتدريس اللغة الانجليزية في مختلف المراحل وتدريب المعلمين على استخدامها، إلى جانب إدخال اللغة الفرنسية كلغة أجنبية ثانية في مدارس المرحلة الإعدادية والتوسع في ذلك تدريجياً، من خلال التعاون مع الجمهورية الفرنسية على الصعيد الفني والخبرة التربوية والتدريب، مؤكداً استمرار الوزارة في تطبيق المشاريع التطويرية بالاستفادة من الخبرات في المجال التربوي.
كما ألقى وكيل أول وزارة التربية والتعليم ورئيس قطاع التعليم العام بجمهورية مصر العربية كلمةً أشاد فيها بالتعاون المستمر والدائم والمثمر بين البلدين في كل المجالات عامةً وفي المجال التعليمي خاصةً، وهو تعاون يعود إلى 100 سنة مضت، حيث امتزج نظام التعليم في البلدين عن طريق تبادل الخبرات التربوية بينهما، منوهاً بالتجارب التعليمية التي رآها الوفد التربوي المصري خلال زيارته لمملكة البحرين باعتبارها تجارب جديدة وسبّاقة ستؤدي إلى انتقال النظام التعليمي إلى نظام يضارع أفضل النظم على المستوى العالمي.
وأشار وكيل الوزارة إلى تجربة تحسين الزمن المدرسي التي تطبقها الوزارة حالياً، لكونها تتماشى مع التوجهات العالمية في تطوير التعليم، حيث تعاني الأنظمة التعليمية العربية من مشكلة عدم كفاية أيام وساعات الدراسة لشرح المناهج، موضحاً أن أيام الدراسة في مصر تبلغ 200 يوم دراسي، فيما تبلغ 240 يوماً دراسياً في سنغافورة، و280 يوماً دراسياً في اليابان، وأضاف أن مصر كانت تعاني من عدم كفاية وقت الدوام المدرسي الذي كان ينتهي الساعة الواحدة ظهراً، مما دعا وزارة التربية هناك إلى تمديد ساعات الدوام المدرسي ليصل حتى الساعة الثالثة، مع توفير عدد من الأنشطة التي يمارسها الطالب وتجعله قادراً على التعامل مع مستجدات الحياة واستفادته بالتالي من تمديد الزمن المدرسي.
كما أشاد وكيل الوزارة بتجربة إدخال التقنيات في التعليم من خلال مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل باعتبار التقنية هي لغة العصر، وأشاد كذلك بالمشروعات التربوية التي تنفذها مدرسة المحرق الثانوية للبنات والتي تهدف من خلالها إلى التميز والجودة على صعيد الأداء التعليمي، معرباً عن تطلعه إلى الاستفادة من تلك التجارب الرائدة.
وبالنسبة إلى موضوع المؤتمر قال وكيل الوزارة أن طرق تدريس اللغات أمر مهم في العملية التعليمية وخصوصاً ما يتعلق بتعليم الكلمات الجديدة، مستشهداً بتجارب الدول المتقدمة التي لا تزيد عدد الكلمات الجديدة في المنهج الواحد على 250 كلمةً وخصوصا لطلبة الصفوف الأولى، مع تكرار تلك الكلمات 20 مرة على الأقل، حتى يستطيع الطالب أن يحفظها وتتركز في ذهنه، مع استخدام الأنشطة التي تثير اهتمام الطالب وتحببه في المادة، كما سيقلل ذلك من قلق التعليم الذي يصيبه جراء صعوبة المادة ويخفض من نسبة التسرب من الدراسة وكذلك تقليل الحاجة إلى الدروس الخصوصية.
ودعا وكيل الوزارة إلى الاهتمام بمستوى الطلبة في اللغات، لكون ذلك مدخلاً لحمايتهم من الأمية وضعف الكفايات، متمنياً لأعمال المؤتمر التوفيق والنجاح.
ومن جانبها ألقت الشيخة لولوة بنت خليفة آل خليفة الوكيل المساعد للمناهج والإشراف التربوي ورئيسة اللجنة العامة للإعداد للمؤتمر التربوي كلمةً أوضحت فيها أن الاحتفال باليوبيل الفضي للمؤتمر يترجم إيمان المسئولين بضرورة مواكبة المستجدات والحرص على النهوض بالعملية التعليمية، مشيدةً بالمؤتمر الذي يتزامن عقده مع تتويج المنامة عاصمةً للثقافة العربية مع ما تمثله الثقافة من رافد للتعليم، كما أن اختيار موضوع المؤتمر وهو تعليم اللغات يستوعب العملية التعليمية، لأن اكتساب اللغات يعطي للطالب فرصة لإعداده للحياة واقتحام عالم المعرفة وتأسيس قاعدة ثقافية متناغمة وبناء شخصيته والاستفادة من قنوات الاتصال للتواصل مع مختلف شعوب العالم، مؤكدةً حرص المؤتمر على تقديم أحدث أساليب تعلم اللغات من خلال استعراض التجارب العالمية الرائدة في هذا المجال، وخصوصاً أن الوزارة مقبلة على تدشين استراتيجية القراءة لتطوير تدريس اللغتين العربية والإنجليزية.
بعدها قامت الطالبة وجن نزار بوهزاع من مدرسة بيت الحكمة الابتدائية للبنات بقراءة قطعة باللغة العربية، ثم قام الوزير والحضور بافتتاح معرض الصور المصاحب للمؤتمر والذي يعرض لقطات للمؤتمرات السابقة.
الجدير بالذكر أن المؤتمر الذي يستمر مدة يومين يشمل عدة محاور هي القرائية والكفاية التواصلية وتقويم الكفايات اللغوية، مع عرض تجارب في تطوير اللغات ورعايتها من المؤسسات الخاصة والحكومية وتوظيف الفنون في تعليم اللغات.