الرياضة
الساحر الأرجنتيني يؤكد مجدداً أنه من كوكب آخر
تاريخ النشر : الجمعة ٩ مارس ٢٠١٢
برشلونة - أ ف ب: أكد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي مجدداً أنه لاعب من كوكب آخر بعدما أصبح أمس الأول أمام باير ليفركوزن الألماني (7-1) أول لاعب يسجل خماسية في مسابقة دوري أبطال أوروبا منذ انطلاقها موسم 1992-1993. «أن نبدأ مقالة بالقول انه من الصعب تفسير ميسي يبدو غير مقبول، لكنه الأمر الأصح»، هذا ما كتبته صحيفة «ماركا» الإسبانية، وهي محقة في ما كتبته لأنه من الصعب جداً وصف ما يقدمه النجم الأرجنتيني مع النادي الكاتالوني إذ نجح في تسجيل هدفه الثاني عشر في 8 مباريات خاضها في نسخة هذا الموسم، ليعادل الرقم الذي حققه في المسابقة الموسم الماضي حين وصل فريقه إلى النهائي وتوج باللقب، وذلك الذي حققه الهولندي رود فان نيستلروي مع مانشستر يونايتد الإنجليزي خلال موسم 2002-2003.
وبات ميسي أول لاعب يسجل خمسة أهداف في المسابقة الأوروبية الأم منذ موسم 1979-1980 حين حقق ذلك الدنماركي سورن ليربي خلال مباراة اياكس أمستردام الهولندي مع اومونيا القبرصي (10- صفر) في كأس الأندية الأوروبية البطلة، رافعا رصيده فيها إلى 49 هدفاً ورصيده في جميع المسابقات التي خاضها هذا الموسم إلى 48 هدفاً في 42 مباراة (مقابل 53 هدفاً في 55 مباراة خاضها الموسم الماضي). كان رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني محقا عندما وصف ميسي بـ«القاتل»، تعليقا على نيله جائزة الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة «فرانس فوتبول» والاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» لأفضل لاعب في العالم وذلك للمرة الثالثة على التوالي.
استحق ميسي تماما أن يصبح رابع لاعب فقط ينال هذه الجائزة للمرة الثالثة بعد الهولنديين يوهان كرويف (1971 و1973 و1974) وماركو فان باستن (1988 و1989 و1992) وبلاتيني بالذات (1983 و1984 و1985)، ومن ساوره الشك بأحقيته في نيل هذا الشرف فسيعدل عن رأيه بعدما شاهده أمس الأول من النجم الأرجنتيني: «أنا محظوظ لان ميسي موجود في فريقي»، هذا ما قاله مدرب برشلونة جوسيب غوارديولا بعد الاستعراض، مضيفاً: «كل ما بإمكاني فعله هو محاولة خلق الظروف المناسبة لكي يتمكن من تقديم أفضل مستوياته. لن نرى لاعبا مثله. الناس قالوا ان دي ستيفانو ومارادونا وكرويف كانوا الأفضل خلال فترة لعبهم، والآن، ينطبق الأمر ذاته على ميسي. انه الشخص الموجود فوق العرش، وفترة بقائه هناك متعلقة به شخصياً».
وواصل غوارديولا: «سجل ميسي هذه المرة خمسة أهداف. قد يسجل المرة المقبلة ستة أهداف. إنها أرقام وحسب، لكنه سيحاول دائما تسجيل هدف آخر لان هذه هي شخصيته». وبدوره حافظ ميسي كعادته على تواضعه الذي يميزه عن النجوم الآخرين، حيث قال بعد اللقاء: «أنا سعيد، من الرائع أن تسجل 5 أهداف لكن الأمر الأهم الليلة كان الفوز والتأهل إلى الدور ربع النهائي. الآن، بغض النظر عن هوية الفريق الذي سنواجهه، ستصبح الأمور أكثر تعقيداً، لم يعد هناك في البطولة سوى الفرق الجيدة».
وقد يكون مدرب ليفركوزن روبن دوت أفضل من لخص مكانة ميسي في برشلونة بقوله: «لا توجد هناك الكلمات المناسبة التي تصف الأداء الذي قدمه برشلونة، كان مذهلا من دون أدنى شك. سيبقون الأفضل من دون ميسي، لكن مع ميسي هم من مجرة أخرى». أما زميل ميسي لاعب الوسط سيسك فابريغاس فشدد على ضرورة أن لا يفاجأ أحد بالانجاز الأخير الذي حققه النجم الأرجنتيني، مضيفاً: «بإمكانكم توقع أي شيء من ليو. انه أفضل لاعب في التاريخ، لم نر مثيلاً له على الإطلاق. لم يلعب خلال عطلة نهاية الأسبوع بسبب الإيقاف وأراد أن يقدم أداء جيداً. انه يستمتع بالتواجد على أرضية الملعب ونحن سعداء لوجوده معنا».
ولم ينحصر المديح بالأطراف المعنية بالمباراة وحسب بل جاء أيضا من نجم مانشستر يونايتد الإنجليزي واين الذي قال في مدونته على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، انه شاهد في مباراة «كامب نو» عقبريا يقوم بعمله، مضيفاً: «ميسي لا يصدق. بالنسبة الي، انه الأفضل في التاريخ».
ان وصف الأفضل في التاريخ قد يكون موضع نقاش من قبل مشجعي أساطير مثل بيليه أو مارادونا، لكن ما لا نقاش فيه هو أن ميسي اثبت حتى الآن انه من طينة العمالقة وكان بلاتيني مصيبا عندما رد على سؤال حول تصنيفه لميسي في تاريخ كرة القدم، قائلا: «دعوه يكمل مسيرته أولا. كل شيء يتغير بسرعة في كرة القدم. هل تعلمون أنه عندما فاز البرازيلي رونالدينيو بجائزة الكرة الذهبية عام 2005 قلت حينها: سيفوز هذا اللاعب بالجائزة كثيراً. لكنه لم يفز بها بعد ذلك. لكن وضع ميسي يتعلق بالمجموعة. إنه بحاجة إلى مجموعة مثل برشلونة، انه قاتل في صميمه. يظهر بصورة اللطيف والظريف لكن لكي تسجل أهدافاً مثل تلك التي يسجلها، يجب أن تكون قاتلاً. لن تفوز إذا كنت لطيفا جدا في كرة القدم».
ويبقى على ميسي أن ينقل شيئا من التألق الذي يظهره مع برشلونة إلى المنتخب الوطني حيث عجز حتى الآن عن فرض نفسه على الساحة الدولية، لكن: «ما زال أمامه الكثير من الوقت». بحسب بلاتيني: «لأنه في الرابعة والعشرين من عمره فقط. انه لاعب رائع ومذهل ولا يجب محاولة تصنيفه في التاريخ. انه اللاعب الأعظم في هذا الجيل وكان هناك لاعبون عظماء في أجيال أخرى. لا تتم مقارنة الأجيال سوى في كرة القدم.. المتقدمون في العمر يقولون: «دي ستيفانو أفضل لاعب في التاريخ، ثم جاء بعده بيليه وكرويف. ميسي لاعب مذهل».