أخبار دولية
خامنئي يرحب بدعوة أوباما إلى تجنب الخيار العسكري بشأن إيران
تاريخ النشر : الجمعة ٩ مارس ٢٠١٢
طهران- الوكالات: رحب المرشد الاعلى للجمهورية في إيران آية الله علي خامنئي أمس الخميس بدعوة الرئيس الامريكي باراك اوباما لتجنب الخيار العسكري بشأن البرنامج النووي الايراني المثير للجدل، بحسب موقعه الرسمي.
وقال خامنئي امام مسؤولين دينيين ايرانيين كبار ان خطاب اوباما الذي دعا فيه يوم الثلاثاء إلى تجنب اي ضربة عسكرية ضد إيران «خطاب جيد يدل على ان الامريكيين يخرجون من وهم».
لكن المرشد الاعلى للنظام الايراني خفف على الفور من وقع هذا التصريح الايجابي النادر ازاء الرئيس الامريكي، معربا عن اسفه لتأكيد اوباما مجددا رغبته في تشديد سياسة العقوبات الامريكية فيما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني. وقال اية الله خامنئي امام مجلس الخبراء المكلف وخصوصا تعيين مرشد الجمهورية الاسلامية ومراقبة نشاطه ان «هذا الجزء من تصريحاته يدل على انه لا تزال لديه اوهام في هذا الخصوص».
وقد حذر الرئيس الامريكي يوم الثلاثاء من مخاطر اللجوء إلى الخيار العسكري في إيران وسوريا، متهما خصومه الجمهوريين بالتعامل «بخفة» مع هذه المسألة عبر الدعوة إلى التدخل العسكري في هذين البلدين.
ورأى ان الحل السياسي هو في مصلحة الجميع ومن بينهم اسرائيل التي لا تستبعد امكانية التدخل بمفردها لضرب المنشآت النووية الايرانية.
وادلى اوباما بهذه التصريحات في مؤتمر صحفي عقده غداة استقباله في البيت الابيض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال إن إيران «معزولة سياسيا» وبدأت «تشعر بشدة بآثار هذه العقوبات» في معرض تبرير معارضته لاي عمل عسكري.
ورد خامنئي أمس الخميس قائلا ان «هذا الوهم (بان العقوبات يمكن ان تدفع إيران لتغيير سياستها النووية) سيؤدي بالقادة الامريكيين إلى الفشل لانهم عاقبوا الايرانيين بدون جدوى منذ 33 عاما (...) لمحاولة فصلهم عن النظام الاسلامي».
وأدان مجلس الامن الدولي البرنامج النووي الايراني منذ 2006 في ستة قرارات. وحذر رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الاربعاء من انه «على القوى الكبرى التنبه من انه اذا استمرت الضغوطات على المفاوضات فان ذلك لن يؤدي إلى شيء».
ورفضت الولايات المتحدة هذا التحذير. وقال المتحدث باسم البيت الابيض «لن نتراجع عن العقوبات وعن الاجراءات الاخرى لعزل إيران وممارسة ضغط عليها». واوضح ان «الاعمال هي التي يؤخذ بها هنا وسوف نحكم على إيران من خلال اعمالها».
وطلبت الدول الكبرى من إيران التزامات «جدية» تمهيدا لاستئناف المحادثات حول برنامجها النووي المثير للجدل ودعتها إلى فتح موقع بارشين العسكري امام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكتبت دول مجموعة 5+1 المؤلفة من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا) اضافة إلى المانيا «ندعو إيران إلى الالتزام بدون شروط مسبقة في عملية حوار جدي» بغية تبديد الشكوك بشأن طبيعة برنامجها النووي. ويعقد الاجتماع المغلق منذ الاثنين في فيينا حيث تتخذ الوكالة الدولية مقرا لها. ودعت الدول الكبرى إيران وخصوصا إلى «الايفاء بوعدها من خلال ضمان الوصول إلى بارشين».
ولم يتمكن مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من زيارة موقع بارشين الذي تشتبه الوكالة في ان تكون إيران قامت فيه بتجارب تفجيرات يمكن استخدامها لتجربة نماذج تفجيرات نووية.
وقال دبلوماسي امريكي بارز في فيينا ان إيران امامها حتى شهر يونيو للتعاطي مع قضايا تثير قلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتعلق بامتلاكها برنامجا سريا للاسلحة النووية. وقال روبرت وود، مندوب الولايات المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية «ايران تلقت الان انذارا» متابعا «ايران تلقت انذارا بانها في حاجة إلى الاذعان لالتزاماتها وانها بحاجة إلى القيام بذلك فورا». واضاف وود انه اذا لم تتعاون ايران، فان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سوف يتعين عليه ان يبحث اتخاذ المزيد من الخطوات في اجتماعه المقبل في شهر يونيو». ولم يدل الدبلوماسي الامريكي باي ايضاحات اخرى في هذا الصدد.
وعرضت الولايات المتحدة على اسرائيل اسلحة متطورة مقابل التزام اسرائيل بعدم ضرب المنشآت النووية الايرانية هذا العام، بحسب ما اوردته صحيفة معاريف الاسرائيلية يوم الخميس.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين لم تكشف عن اسمائهم، وكذلك عن مصادر استخباراتية، ان الادارة الامريكية عرضت خلال زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن هذا الاسبوع تزويد اسرائيل بقنابل مضادة للتحصينات وطائرات تزويد بالوقود بعيدة المدى. وفي المقابل تتعهد اسرائيل تأجيل هجومها المحتمل على إيران إلى عام 2013 بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الامريكية في نوفمبر المقبل، بحسب معاريف.