الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

الشيخ عبدالله بن سالم المناعي:

نحلم بجيش واحد تحت قيادة عربية إسلامية

تاريخ النشر : السبت ١٠ مارس ٢٠١٢



في خطبة الجمعة بجامع الخالد أمس قال فضيلة الشيخ عبدالله بن سالم المناعي: ان فرقة المسلمين وانقسامهم وخلافهم سبب ضعفهم، والشرائع الإلهية كلها قد أجمعت على ضرر الفرقة وسوء اثرها في الأمم والجماعات فانقسمت الجماعة الواحدة إلى جماعات، والطريقة الواحدة إلى طرق، والمذهب الواحد إلى مذاهب شتى وهذا خطر وداء عضال ومصاب جلل ومحنة قاسية شديدة تصاب بها الأمم والشعوب. وقد تقضي على حياتها ووجودها وهذا القرآن الكريم الذي بين ايدينا يحذر المسلمين من الوقوع فيها فيقول الله: «ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم» (105 آل عمران).
نعم ايها الاخوة الكرام: الفرقة والاختلاف من طبائع البشر ومن مقتضيات وجودهم وحياتهم: يقول المولى عز وجل: «ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم» (هود 9).
«إلا من رحم ربك» هذا وجه الاستثناء في هذه الآية، المعنى هو قوة الإيمان وسلطانه على النفوس مما يحول بإذن الله تعالى دون الفرقة والاختلاف في الجماعة والأمة الصادقة بإيمانها فإنهم لا يختلفون لوجود المانع من ذلك وهو الإيمان الصادق والإخلاص التام في أعمالهم لله تعالى.
وهناك دسائس أعداء الإسلام والمسلمين وكيدهم المتواصل للإسلام والمسلمين ببث سمومهم ونشره في القنوات الفضائية، والإعلامية المرئي والمسموع منها وهذا أهم عوامل الفرقة والاختلاف بين المسلمين فإذا أردنا الخروج بحق من هذه الفرقة والاختلاف بين المسلمين فلنعمل جميعا معاشر المسلمين يدا واحدة على القضاء على هذه العوامل الهدامة.
وان تسارع دولنا الخليجية العربية بالاتحاد والانضمام إلى المنظومة الاتحادية العربية في قوة واحدة يمكنها الوقوف في وجه العدو الطامع الذى يريد زعزعة امتنا وبث الفتن بين أشقائنا العرب وبين حكامنا وولاة أمورنا.. نعم ايها المسلمون الاعزاء نتمنى ان يكون جيش واحد تحت قيادة اسلامية عربية تسهم فيه كل الحكومات العربية الإسلامية بما تمتلكه من احدث أسلحة وما تملكه من احدث الطائرات القتالية الرادعة هذا ما يتمناه كل عربي وخليجي حتى نكون أقوى جيش في العالم، واقدر على رد كل اعتداء وتأديب كل معتد.. نعم ان مهمة هذا الجيش هي حماية كل بلد إسلامي عربي يتعرض لاعتداء خارجي او فتنة داخلية كما هو الحال في هذه الأزمة التي نعيشها وان كلمة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي قال فيها ان الاتحاد لن يمس من بعيد او قريب سيادة اي من الدول الأعضاء ولن يتدخل في شئونها الداخلية.
يقول المولى عز وجل: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل» (الانفال 60) أمرنا الله سبحانه فيها أن نعد لهم ما استطعنا من قوة، ثم انه سبحانه لم يقل وأعدوا لهم قوة مثل قوتهم أو نصفها لان النصر من عند الله «وما النصر إلا من عند الله» (10 الأنفال).
ومع الأسف الشديد عند بعض المتشائمين تستخدم عبارة ضعف الإسلام أو ضعف الدين أو ما شابهها وهذا خطأ، فالإسلام الآن دين الله القويم لا يضعف ولا يهزم ولكن الضعف يكون في المسلمين أو من يدعون انهم مسلمون لأنهم يعيشون بأفكار متشابهة فاقدين الأمل في النصر بالله لأنهم يتخيلون ان النصر بالقوة المادية فقط، ولم يعلموا ان النصر هو من عند الله وهذا احد عواقب جهل الإنسان بدينه وتاريخ أمته ولهؤلاء أقول: ان النصر من عند الله أولا لذا يتعين الرجوع إلى الله والاستقامة وتحكيم شرعه في الأرض.
ان المسلمين الأوائل مثلا عندما فتحوا وهزموا أعظم قوتين عسكريتين في العالم في ذلك الوقت فارس والروم، لم يكونوا متقدمين علميا وتقنيا، بل كانوا لا يملكون من العتاد والسلاح الا القليل مقارنة بالدول التي هزموها وأطاحوا بعروشها وفتحوها.. نعم لقد فتحوا دولة الفرس والروم ورايات الإسلام ترفرف على قصور كسرى.