دراسات
خطاب أوباما أمام «إيباك».. هل يشعل حربًا جديدة في الشرق الأوسط؟
تاريخ النشر : السبت ١٠ مارس ٢٠١٢
مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية
ما الجديد الذي يحمله خطاب الرئيس باراك أوباما أمام مؤتمر إيباك هذا العام؟ قد يبدو هذا السؤال ساذجًا من وجهة نظر البعض من منطلق أن ما يتضمنه خطاب الرئيس الأمريكي ؟ أي رئيس أمريكي ؟ في هذا المؤتمر السنوي يكون معروفًا سلفًا ولا يأتي بجديد، لأن أي رئيس يكون حريصًا على إظهار الدعم والتأييد لدولة إسرائيل، حليف أمريكا الاستراتيجي الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وتأكيد التزام واشنطن الذي لا يتغير بأمن إسرائيل (الذي وصفه الرئيس أوباما مؤخرًا بأنه مقدس) وضمان كل أسباب التفوق لها على جيرانها من دول المنطقة، خاصة التفوق العسكري من منطلق أن أمن إسرائيل جزء من الأمن القومي الأمريكي (بما يعنيه ذلك من حماية وتغطية على كل ما تمارسه من احتلال وعدوان وعنصرية وانتهاك للشرعية الدولية).
بيد أن كلمة الرئيس الأمريكي «أوباما» هذا العام أمام مؤتمر «إيباك» - الذي حضره نصف أعضاء الكونجرس، فضلاً عن 13 ألفًا من ممثلي المنظمات اليهودية والصهيونية المؤيدة لإسرائيل داخل الولايات المتحدة ؟ رغم أنها لم تخرج عن هذا الإطار.. فإنها كانت في غاية الأهمية والخطورة بالنظر إلى ما يمكن أن يترتب عليها - من وجهة نظر البعض - من إشعال لحرب جديدة في منطقة الشرق الأوسط بين إسرائيل وإيران (يمكن أن تتحول من حرب إقليمية إلى حرب عالمية)، وبالتالي تعريض السلم والأمن الإقليميين والدوليين لكارثة ستطول تداعياتها ليس فقط دول المنطقة وإنما أيضًا دول العالم كافة.
لقد كان من المتوقع أن تتناول الكلمة جوانب العلاقات والملفات كافة التي تهم الولايات المتحدة وإسرائيل من قبيل عملية السلام والأوضاع في العالم العربي، ولاسيما في الجار السوري إلى جانب الملف النووي الإيراني بالطبع، لكن على العكس كان من الواضح وجود تركيز من الرئيس الأمريكي في موضوع واحد هو الملف الإيراني، إلى الدرجة التي همشت معها بقية القضايا الأخرى.
وإذا نظرنا بتمعن إلى الظروف والأجواء الداخلية (داخل الولايات المتحدة) والإقليمية التي جاء فيها خطاب الرئيس «أوباما» هذا العام لأمكن التعرف على أسباب تركيز الخطاب في الملف النووي الإيراني، ولأمكن تفسير المنحى المتشدد الذي اتبعه تجاه إيران، والذي بدا معه كأنه يمنح إسرائيل الضوء الأخضر لتوجيه ضربة عسكرية لها من أجل إجهاض برنامجها النووي.. ولعل من بين هذه الظروف والأجواء ما يلي:
أولاً- سيطرة الانتخابات الرئاسية على المشهد الأمريكي، فالرئيس «أوباما» يستعد لخوض غمار انتخابات الرئاسة للحصول على ولاية ثانية في نوفمبر المقبل، وعادة ما تكون قضايا الشأن الخارجي، ولاسيما المرتبطة بإسرائيل أحد المحاور الرئيسية التي تدور حولها الحملات الانتخابية للمرشحين الذين يسعون لجذب أصوات الجالية اليهودية، وبالتالي يكون المجال مفتوحًا للمزايدات ويتسابق المرشحون لنيل رضا إسرائيل، ومن ثم لن يكون الرئيس «أوباما» أقل حماسة منهم، وسيحرص على تقديم فروض الولاء والطاعة للدولة العبرية حتى يضمن الاحتفاظ بكرسي الرئاسة، خاصة أن بعض المرشحين الجمهوريين المنافسين ومنهم المرشح الأوفر حظا «ميت رومني» بدأوا يلعبون على هذا الوتر، ويظهرون تأييدًا للموقف الإسرائيلي الساعي لتوجيه ضربة عسكرية لإيران.
ثانيًا- احتدام الخلاف الأمريكي ؟ الإسرائيلي حول الملف النووي الإيراني، ففي الوقت الذي تفضل إسرائيل توجيه ضربة عسكرية لإيران من أجل إجهاض برنامجها النووي، وتحث الولايات المتحدة على الإقدام على هذه الخطوة أو تتولى هي أمرها، فإن واشنطن لا تحبذ العمل العسكري في الوقت الحالي، وتفضل الانتظار حتى تؤتي العقوبات الاقتصادية - التي تعتبرها قاسية ؟ ثمارها بحكم ما ستخلفه من ضغوط على طهران تدفعها للاستجابة لمطالب المجتمع الدولي.
ولقد ظلت واشنطن قلقة من قيام إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لإيران من دون أن تبلغها، ولاسيما في ظل تصريحات كبار المسؤولين الإسرائيليين ومن بينهم وزير الحرب «إيهود باراك» التي تدفع باتجاه ضرب إيران، وكذا تصريح رئيس وزرائه نتنياهو بأن إسرائيل تعرف ما تريد ولا تنتظر أن يملي عليها أحد ما تفعله للحفاظ على وجودها وأمنها، وربما لهذا السبب اجتمع مستشار الأمن القومي الأمريكي «توم دونالين» ورئيس الاستخبارات القومية الأمريكية «جيمس كابلر» مع قيادات سياسية وعسكرية بتل أبيب؛ حيث قاما بشرح الموقف الأمريكي الخاص بتشديد العقوبات الاقتصادية ضد إيران لدفعها إلى المفاوضات.. وأيضًا يمكن تفسير الزيارات المتبادلة لمسؤولي البلدين لإقناع إسرائيل بأن ساعة ضرب إيران لم تحن بعد.
وليس بخاف أن «بنيامين نتنياهو» وكذلك وزير الحرب «إيهود باراك» هدفا من وراء زيارة كل منهما لواشنطن لأن يعرفا من الرئيس «أوباما» ما هو الخط الأحمر الأمريكي حيال إيران، ولاسيما أن «أوباما» صرح مؤخرًا بأن فشل استراتيجية العقوبات يبقي احتمال شن العملية العسكرية قائمًا، محذرًا تل أبيب من أية خطوة سابقة لأوانها.
ثالثًا- تعقد الموقف الأمريكي في أفغانستان، وهذه الجزئية مرتبطة بسابقتها وتجعل واشنطن تفضل التمهل في مسألة توجيه ضربة عسكرية لإيران، فالولايات المتحدة تواجه حاليا مأزقا كبيرا في أفغانستان مع تصاعد حركة التمرد الطالباني، واستهداف قواتها وقوات حلفائها، رغم فتحها حوارًا مع حركة طالبان حتى تتمكن من التوصل إلى اتفاق يسهل عليها إكمال سحب قواتها من أفغانستان بنهاية عام 2014، وبالتالي هي لا تريد أن تزيد وضعها صعوبة في هذا البلد فيما لو أقبلت إسرائيل على خطوة غير محسوبة وهاجمت إيران لأن الأخيرة ساعتها ستستهدف الوجود الأمريكي في أفغانستان كنوع من الانتقام من الضربة الإسرائيلية.
رابعًا- الضغوط التي تتعرض لها الولايات المتحدة من حلفائها بالمنطقة، فدول الخليج التي تفضل حل أزمة البرنامج النووي سلميا، لا يرضيها بطبيعة الحال تصاعد نبرات التهديد الصادرة عن إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، لأنها لن تكون بمنأى من تداعيات أية عملية عسكرية سواء إسرائيلية أو أمريكية ضد الجار الإيراني، بل ستكون المتضرر الأول منها، فعلاوة على الأضرار التي ستلحق بتجارة النفط التي تعد عصب صادرات هذه الدول، فإنها قد تكون هدفًا للانتقام الإيراني.. على الأقل باستهداف المصالح الأمريكية فيها.
وإذا استعرضنا مضمون خطاب الرئيس «أوباما» أمام مؤتمر إيباك فيما يخص الملف النووي الإيراني، فسنلاحظ أنها جاءت متأثرة بتلك الظروف والأجواء فهي من جهة سادتها نبرة التهديد والوعيد إلى درجة التأكيد أن الخيار العسكري مطروح بقوة بالنسبة لأمريكا أو أنه يعطي إسرائيل صك توجيه ضربة عسكرية لإيران، ومن جهة ثانية يعطي الفرصة للعقوبات ولإمكانية حل الأزمة بالطرائق الدبلوماسية، فقد وجه «أوباما» تهديدًا مباشرًا لإيران باستعداد أمريكا لاستخدام القوة العسكرية ضدها، وأكد حق إسرائيل المطلق في الدفاع عن نفسها، مشددًا على أن التهديد الإيراني لا يشكل فقط تهديدًا للأمن القومي الإسرائيلي، وإنما هو تهديد بنفس الدرجة للأمن القومي الأمريكي ولمصالح الولايات المتحدة.. وفيما يشبه الموافقة على حق إسرائيل في القيام بعمل عسكري ضد إيران أكد «أوباما» أنه يفهم ويدرك أن أي حكومة إسرائيلية لن تسلم بوجود أسلحة نووية إيرانية، ولاسيما أن إيران تهدد بمحو إسرائيل من الوجود، ووجه رسالة للحكومة الإيرانية مفادها أن سياسته لا تقوم على احتواء إيران فقط وإنما منعها أيضًا من امتلاك سلاح نووي.
وألمح الرئيس الأمريكي لاستخدام كل أسباب القوة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية وبكل تأكيد القوة العسكرية إذا اقتضى الأمر، ولكنه دعا إلى حل دبلوماسي، معربًا عن الأسف لكثرة الكلام عن الحرب.
هذه المزاوجة بين لغة التهديد والوعيد وبين المطالبة بمنح الفرصة للعقوبات والحل السلمي إذا كانت مفهومة ومطلوبة أمريكيا وسعى «أوباما» لإقناع «نتنياهو» بها خلال لقائه إياه في واشنطن.. إلا أن الحديث عن تهديد إيران لوجود إسرائيل كدولة وحق الأخيرة في الدفاع عن نفسها قد يفهم من وجهة النظر الإسرائيلية (ومن وجهة نظر البعض أيضًا) على أنه ضوء أخضر لتل أبيب بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، ولاسيما أن «نتنياهو» أكد أن صبر إسرائيل بدأ ينفد، وأن العقوبات لم تفض إلى شيء، والمنع (أي منع إيران من الحصول على السلاح النووي) وليس الردع هو المطلوب حاليا.
إن ما يفهم من سجال واختلاف بين المنظورين الأمريكي والإسرائيلي حيال ما ورد في خطاب الرئيس «أوباما» عن الملف النووي الإيراني، ولاسيما مسألة شن الضربة العسكرية يطرح في واقع الأمر بعض الملاحظات فيما يخص هذه القضية الشائكة، التي أصبحت محورًا لحديث العالم في الوقت الراهن:
أولا- ان ما حصل عليه الإسرائيليون من أمريكا لم يكن التزامًا بشن الحرب، وإنما ضمانات.
ان إيران لن تملك السلاح النووي، فواشنطن لا ترغب في الانجرار إلى حرب جديدة في المنطقة في ظل ما عانته وتعانيه في العراق وأفغانستان.. وهناك انطباع عام في واشنطن بأن اجتماع «أوباما» و«نتنياهو» أسفر عن الحصول على مزيد من الوقت لإفساح المجال أمام العقوبات حتى تؤتي ثمارها.
ثانيًا- ان ارتفاع نسبة حضور أعضاء الكونجرس (نصفهم تقريبًا) للمؤتمر يدل على دعمهم لموقف إسرائيل، هذا في الوقت الذي يراهن «نتنياهو» على نفوذ اللوبي اليهودي المؤيد لإسرائيل داخل الكونجرس في الضغط على الإدارة الأمريكية وتمرير تشريعات تتضمن المزيد من التصعيد حيال إيران.
ثالثًا- ثمة جدل وخلاف يسودان الرأي العام في إسرائيل والولايات المتحدة حيال ما يجب على إسرائيل وأمريكا عمله من أجل وقف البرنامج النووي الإيراني، فبالنسبة لإسرائيل ووفقًا لاستطلاع رأي أجرته جامعة ميريلاند أيد 19% ممن استطلعت آراؤهم من الإسرائيليين أن تقوم إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لإيران من دون تأييد أمريكي، بينما أيد 42% توجيه الضربة في حالة وجود تأييد أمريكي، فيما أيد 34% عدم توجيه ضربة من الأساس.
أما بالنسبة للولايات المتحدة، فإن استطلاع رأي مماثلاً أجرته نفس الجامعة أيد خلاله 19% من المستطلعة آراؤهم قيام أمريكا بعمل عسكري الآن، بينما فضل 60% التركيز في العمل الدبلوماسي، وفضل 22% عدم القيام بأي عمل.
رابعًا- انه رغم عدم تحمس الشعبين الأمريكي والإسرائيلي للحل العسكري، فإنه لا يعقل تحرك إسرائيل بشكل مستقل وبدون دعم أمريكي.. ويرى محللون أنه إذا ضربت إسرائيل إيران فستنشأ ضغوط داخلية في الولايات المتحدة لتأييد إسرائيل.
خامسًا- رغم صعوبة تحرك إسرائيل لضرب إيران من دون دعم أمريكي، فإنها تعتبر مستقلة تمامًا وتتحمل التبعات السياسية لأي عمل عسكري تقوم به، وبحسب كلام «أوباما» فإن قرار ضرب إيران هو قرار سيادي إسرائيلي يتعلق بوجود إسرائيل ذاته.
سادسًا- ان الرئيس الأمريكي يتعرض لضغوط متعارضة، داخلية وعربية، ففي أمريكا تتعرض إدارته لضغوط من أنصار إسرائيل، حتى إن المترشح الجمهوري المحتمل للرئاسة «ميت رومني» انتقد سياسته تجاه الأزمة، وادعى أن إيران ستحوز السلاح النووي في عهده، أما على مستوى المنطقة العربية، فرغم رفض سياسة إيران التدخلية في شؤون دول المنطقة والتخوف من طموحاتها النووية، فإن دول الخليج ترفض الضربة بسبب تداعياتها السلبية عليها، كما أن الشعوب العربية عمومًا مازالت تعتبر إسرائيل العدو الأول للعرب، وبالتالي فإنها لا تبدي تعاطفًا مع عمل عسكري ضد إيران، وهو ما يجب أن تراعيه واشنطن التي لها مصالح كبيرة في المنطقة، لدرجة أن أحد القادة العسكريين الأمريكيين طالب الإدارة الأمريكية مؤخرًا بتكثيف وجودها في منطقة الخليج والبحر المتوسط من أجل حماية مصالحها.
سابعًا- بالنسبة لموقف الصين وروسيا الطرفين الدوليين الأقرب إلى إيران، فإن الصين بحسب البعض ليست لها مصلحة للدفاع عن إيران ضد أمريكا، ولكن مصلحتها في منع نشوب الحرب، وإبقاء الشرق الأوسط بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية، والروس لا يريدون الحرب أيضًا، ولا يمكن إغفال أن للصين وروسيا مصالح مع إسرائيل وحساباتهما قد تختلف، فموقفهما لن يرقى للدخول في مواجهة عسكرية مع أمريكا.. والأخيرة بدورها لا تتخوف من اشتراك روسي - صيني في الحرب، ولكنها تتخوف من مصير العقوبات المفروضة على إيران، فهناك توافق دولي على العقوبات، ولو حدث هجوم عسكري على إيران سيتلاشى هذا التوافق، ولن يتعاون أحد مع واشنطن بهذا الصدد.
ثامنًا- ان الولايات المتحدة تدرك أن إيران لم تملك بعد السلاح النووي، كما أنه لا يوجد دليل على امتلاكها هذا السلاح، وقد أقر رئيس أركانها «مارك ديمبسي» بأن النظام الإيراني طرف عقلاني، وأن المسار الحالي الذي تتبعه الولايات المتحدة (الخاص بالعقوبات الاقتصادية) هو الأكثر حكمة في هذه المرحلة.. وبالتالي فإن كثرة التصريحات أو «الثرثرة» الإسرائيلية عن العمل العسكري ضد إيران قد يضر بالمساعي الأمريكية.. وقد يدفع إيران - بحسب «أوباما» ؟ إلى تسريع خطواتها نحو امتلاك السلاح النووي.
تاسعًا: هناك من يرى أن الولايات المتحدة تستعد فعلاً وبجدية لحرب محتملة ضد إيران، بيد أن وقت هذه الحرب لم يحن بعد، والدليل على ذلك سحبها قواتها من العراق، وسعيها الحثيث لإتمام انسحابها من أفغانستان، حتى لا تتعرض القوات الأمريكية في البلدين للاستهداف من جانب إيران، علاوة على حرصها على تقوية وجودها العسكري في منطقة الخليج.
إن الجدل المثار حول الملف النووي الإيراني وكيفية التعامل معه وسيطرته الآن على الخطاب السياسي للإدارة الأمريكية، وإن كان يدل على شيء، فإنما يدل على أن الحكومة الإسرائيلية بقيادة «بنيامين نتنياهو» قد نجحت في فرض أجندتها الخاصة على الولايات المتحدة.. تلك الأجندة التي تعطي الأولوية للملف النووي الإيراني على غيره من الملفات والقضايا الأخرى في المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي تسعى لإدخالها في دهاليز النسيان، ويكفي أن أوباما لم يشر لعملية التسوية سوى إشارة عابرة، ولم يبد اهتمامًا ملحوظًا بما يجري في المنطقة العربية من تطورات.. كأن «نتنياهو» نجح في جعله يختزل الشرق الأوسط في إسرائيل و«عدوتها» إيران.. ليظهر بذلك «أوباما» في صورة الرئيس الأمريكي الأكثر تبعية وولاءً لإسرائيل.. كيف لا وهو يفاخر بذلك ويصف التزامه تجاهها بأنه «مقدس»؟ ورئيس كهذا من الصعب أن يعول عليه في رد الحقوق العربية الفلسطينية.. بل إنه على العكس ساهم وسيساهم في ضياعها.. ويكفي موقفه السلبي من سياسة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي والتهويد المستمر للقدس، فضلاً عن مناوئته تقرير «جولدستون» الذي أدان المجزرة الإسرائيلية في غزة.. ومعارضته انضمام فلسطين لليونسكو.. وكذلك سعي إدارته لمنع انضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة.. كل ذلك رضوخًا لإرادة إسرائيل، التي تقود الولايات المتحدة وفقًا لمشيئتها.. وربما تقود المنطقة إلى كارثة محققة لو أنها أقدمت على ضربة غير محسوبة العواقب لإيران.