زاوية غائمة
نم كثيرا تكن رشيقا
تاريخ النشر : السبت ١٠ مارس ٢٠١٢
جعفر عباس
يسعدني كثيرا ان ألتقي بين الحين والآخر بعض القراء الذين يلتقون بي وجها لوجه للمرة الأولى فيبدون دهشتهم لأن «شكلي» أفضل مما توقعوه، ولا أدري ما هو مرد سوء الظن بي، ربما جنيت على نفسي وما جناه عليَّ أحد، بالمبالغة في التحدث عن ملامحي البائسة، ويراني الآخرون فيقولون ان ملامحي ليست على درجة عالية من البؤس!! وبالمناسبة فهذا صحيح (هذه أول مرة أتغزل فيها بحُسني)، ليس بمعنى انني وسيم وشكلي يجنن، ولكن بمعنى أن الله خلقني مبرأ من العيوب الجسمانية الظاهرة (ما لم يكن الانف الافريقي والبشرة السمراء عيبا في نظرك!)، وأكبر نعمة وهبنيها الله هي ان وزني لا يزيد او ينقص إلا في حدود ثلاثة كيلوجرامات، والغريب في الأمر انني كنت «دُباً» في صباي، وكنت اعاني من ضيق في التنفس واقتادني ابي إلى حبشي أفتى بأن الشحوم تكبس على صدري ولا بد من الكي لتذويبها، وهكذا كواني في تسع مواقع في بطني وصدري.. خلاصة القول هي انني لست مترهلا، ولا فضل لي في ذلك لأنها «برمجة» ربانية، فمهما أكلت من حلويات ونشويات فإن وزني لا يتجاوز كذا وسبعين كيلوجراما، مما جعل بعض الحاقدين من معارفي يروجون شائعات مغرضة بأنني أمارس الرياضة سرا، ولكن كل من زاملني في المراحل الدراسية يعرف أنني لم انجح قط في تصويب كرة إلى اتجاه محدد، او اشارك في اي نشاط يحسب على الرياضة!! ولكنني أعترف بانني بدأت مؤخرا في ممارسة المشي على سير كهربائي داخل غرفة النوم، ولا أفعل ذلك بغرض اكتساب الرشاقة بل لأن ذلك النوع من الرياضة ضروري لوقاية الجسم من السكر وأمراض الأوردة والشرايين والمفاصل، ولا شيء يخيفني مثل مرض السكري، لأنني لا أستطيع ان أتخيل نفسي محروما من التمر والبطيخ والشمام، والحلاوة السمسمية التي تباع في «المولد»، والتي يا ما أطارت حشوات من أضراسي، فدفعت الآلاف لإصلاح خلل تسببت فيه حلوى بملاليم. ثم جاء العدد الأخير من مجلة «سليب» ليعزز نظرية ابو الجعافر بأن الرشاقة لا تأتي بالرياضة وحدها وان الـ «سليب» الذي هو النوم يساعد على فقدان الوزن.. يعني يرن المنبه في الصباح في الوقت الذي حددته، فتصفعه بيدك فتتناثر مكوناته وتقول لنفسك: خمس دقائق وأقوم أستحم وألبس وأورح الشغل.. وتنهض فجأة لتكتشف ان الخمس دقائق امتدت إلى ساعة وربع فتهرول على عجل لتلحق بالعمل وانت تفكر في الطريق في كذبة تبرر بها تأخرك: ام العيال سقطت من السقف وهي تعدل وضع الدِّش، وأوصلتها الى قسم الطوارئ (وكذبة كهذه قد تعطيك إجازة عارضة مدفوعة الأجر مدة أسبوع على الأقل لتمرّض المدام وتتولى رعاية العيال إلى حين خروجها المفترض من المستشفى)!!! يقول بحث استغرق 13 عاما نشرته تلك المجلة ان جسم الشخص النائم يفرز مواد كيماوية من بينها الـ «ليبتين»، الذي يمنع انتاج الخلايا الدهنية بالحد من الشهية، وإن السهر يؤثر على هرمونات عديدة تتحكم في معدل الجلوكوز في الجسم... وأنا أقول ليش الجماعة اللي بيشتغلوا شفتات في المطارات بكروش رغم انهم متحركون ونشطاء!! والشاهد هو ان الحرمان من النوم يؤدي إلى البدانة، وليس إلى الرشاقة كما يتوهم البعض بافتراض ان السهران متحرك ويحرق سعرات حرارية في حين ان النائم يخزن السعرات الحرارية!! ودعكم من المجلات العلمية.. بالمنطق: النوم يمنع الترهل، لأن النائم لا يأكل، في حين أن من يسهر حتى امام التلفزيون يتسلى بالأكل والبصبصة!! وقد ثبت علميا ان نانسي عجرم واخواتها يسببن الترهل الاخلاقي وهو أخطر من الترهل البدني!!
jafabbas19@gmail.com