الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار دولية


جنرال باكستاني: إحدى زوجات بن لادن وشت به بسبب الغيرة

تاريخ النشر : السبت ١٠ مارس ٢٠١٢



روالبندي - (ا ف ب): هل بن لادن الهرم الذي تخلى عنه تنظيم القاعدة سلم إلى الأمريكيين من قبل احدى زوجاته بسبب غيرتها من اصغر زوجاته في بلدة ابوت اباد؟ هذه هي الفرضية التي قدمها جنرال باكستاني سابق اثر تحقيق مطول. وبعد عشرة اشهر من مقتل بن لادن لا تزال خفايا الغارة الأمريكية عليه في ملاذه الهادئ في بلدة ابوت اباد شمال باكستان غامضة مما غذى الفرضيات والروايات بهذا الشأن وبينها فرضية الخيانة.
وتولى الجنرال المتقاعد شوكت قدير التحقيق ثمانية اشهر. وبفضل علاقاته الجيدة مع أعلى هرم الجيش تمكن من زيارة المنزل الذي كان يقيم فيه بن لادن قبل تدميره في فبراير والتحدث إلى أرامل بن لادن اللواتي تم توقيفهن اثر الغارة الأمريكية. وخلص الجنرال إلى وضع تصور لما حدث. فهو يرى ان بن لادن الذي ضعف دوره وتم تهميشه في القاعدة، كان ضحية مؤامرة من القاعدة نفسها التي استخدمت زوجاته لتمكين الأمريكيين من العثور على أثره.
وكغيرها من الروايات بشأن نهاية زعيم القاعدة فإن هذه الرواية تفتقر إلى الحجج. كما ان حولها شكوكا بشأن حياديتها حيث إن الجنرال السابق الذي برأ الجيش الباكستاني، اتهم بانه غض الطرف سنوات عن وجود بن لادن في ابوت اباد. ويقول الجنرال ان بن لادن «بدأت قواه العقلية تضعف منذ 2001»، وهو ما أدى تدريجيا بعضده الايمن المصري ايمن الظواهري إلى البحث عن استبعاده. وأوضح لوكالة فرانس برس ان الظواهري «مل نزوات بن لادن الخيالية» حيث كان مثلا يرغب في «الاستيلاء على محطة نووية» في باكستان.
وبعد سنوات من الفرار والتخفي في مناطق شمال غرب باكستان، قررت القاعدة اخفاء زعيمها في ابوت اباد حيث شيدت له منزلا كبيرا. واستقر بن لادن في هذا المنزل في 2005 مع اثنتين من نسائه والعديد من أطفالهما ضمنهم ابن راشد هو خالد. وهذا الأخير كان مثل اثنين من حراس بن لادن الباكستانيين، يأتي بانتظام إلى المنزل مع نساء وأطفال.
وفي الاجمال فإن 27 شخصا كانوا يعيشون في المنزل وملحقه عشية الغارة الأمريكية في مايو 2011، بحسب الجنرال قدير. وكان بن لادن يقيم في الطابق الأعلى مع آخر زوجاته اليمنية آمال عبدالفتاح (29 عاما) التي تزوج بها في 1999 ورزق منها بخمسة أطفال اثنان منهم ولدا في ابوت اباد.
وبحسب الجنرال قدير فقد كان الجميع في هذا المنزل المحاط بحديقة كبيرة يمكن ان تؤمن اكتفاء ذاتيا، كان يعيش في وئام بمن فيهم آمال والزوجة الاخرى لبن لادن السعودية سهام وهي ام خالد. لكن الامور تغيرت على ما يبدو في ربيع 2011 حين وصلت زوجة أخرى لبن لادن وهي أيضا سعودية وتدعى خيرية وكان قد تزوجها في ثمانينيات القرن الماضي ولم يرها منذ نهاية .2001 فقد لجأت إلى إيران حيث وضعت قيد الاقامة الجبرية حتى نهاية 2010 ثم امضت بحسب الجنرال قدير عدة أشهر في معسكر للقاعدة في افغانستان قبل الانتقال إلى ابوت اباد في مارس 2011 قبل اقل من شهرين من الغارة الأمريكية.
ويقول الجنرال الباكستاني ان خيرية هذه هي التي خانت بن لادن. ويضيف «وهذا أيضا ما تعتقده آمال» وبلغته للمحققين. فعند وصولها إلى المنزل اقامت خيرية المعروفة بغيرتها المرضية في الطابق الاول. وقد اثارت على الفور الشكوك وخصوصا لدى خالد. وقال الجنرال قدير نقلا عن آمال ان «خالد لم يتوقف عن سؤالها لماذا اتت؟ وماذا تريد من اسامة؟ واكتفت بالرد عليه بقولها «علي القيام بأمر اخير لزوجي». وافضى خالد القلق لوالده بمخاوفه من الخيانة. لكن بن لادن المستسلم للقدر قال له (لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا)».
هل شعر زعيم القاعدة بدنو اجله؟ يضيف الجنرال انه بحسب آمال «حاول بن لادن اقناع زوجتيه الاخريين بالفرار لكنهما فضلتا البقاء معه». ويرى قدير ان القاعدة وعلى رأسها الظواهري كانت تحرك عن بعد خيرية لتوجيه الأمريكيين باتجاه منزل ابوت اباد لتسريع نهاية بن لادن. واسهم اعتراض مكالمة هاتفية لخيرية في اقناع الأمريكيين بان بن لادن يعيش في المنزل.
واستبعدت واشنطن وجود مؤامرة مؤكدة انها رصدت بن لادن بوسائلها الخاصة. وأكد الجيش الباكستاني باستمرار جهله بوجود بن لادن في ابوت اباد. وبحسب قدير فان الجيش الباكستاني اكتشف الامر لكن بشكل متأخر في نهاية إبريل لكن الغارة الأمريكية سبقت اي تحرك له. وفي كل الحالات فإن الادلة ناقصة. هل سيتم الحصول عليها يوما؟ يجيب الجنرال الباكستاني ضاحكا «ان الأمر شبيه بقضية جي اف كي» اي اغتيال الرئيس الامريكي الاسبق كيندي.