الجريدة اليومية الأولى في البحرين



ويبقى السؤال معلّقا؟!

تاريخ النشر : الأحد ١١ مارس ٢٠١٢

إبراهيم الشيخ



مازال صاحبي الصحفي القطري، وهو الدكتور المتخصص في الإعلام، يكرّر عليّ سؤاله: إلى أين تتجه البحرين؟ ومازلت أعجز عن الإجابة!
أهل الفاتح خرجوا بمسيرات ضخمة، الوفاق بأمر الوليّ الفقيه أخرجت مسيرات مضادّة، ولن نتحدّث عن نسبية الأكثر والأقل، لأنّها ليست ذات معنى بالنسبة الي!
الديوان الملكي - محاولاً التهدئة - أخرج بياناً يمتدح المسيرتين وسلميتهما، متغاضياً عمّا حدث في مسيرة الوفاق الأخيرة من تسقيط لرموز الحُكم، وخروج عن نصّ سلمية المظاهرات!
أعود إلى السؤال الملحّ: إلى أين تتجه البحرين؟ ماذا بعد التحشيد؟ وهل لنا أن نفرح بأنّ لدينا حريّة تعبير تفوق حريّة التعبير الموجودة في الغرب؟ أم لنا أن (نلطم) لأنّنا بدأنا نكتشف أنّ فهم حريّة التعبير وتقدير قيمته مفهوم لدينا بطريقة معكوسة؟
ليس من المهم أن يخرج مائة ألف أو خمسون ألفا، ضدّ عدد مماثل يقلّ أو يزيد، لنقول إنّ لدينا حريّة تعبير!
الأهم أن نتساءل: هل القانون وبسط النظام مطبّق أم لا؟ هل من أساء واعتدى وظلم وسرق وأفسد يحاسب في الوطن أم لا؟
الافتخار الحقيقي لأيّ دولة، ليس في وجود فئات عريضة تتظاهر هنا أو هناك، وإنّما في قدرتها على منع أي مظاهر للفساد المالي والإداري والسياسي والأخلاقي في البلد، وهو ما أغرق (الديره) وتسبّب في خروج فئات تعمل على شقّ الصفّ الوطني، وفرز المجتمع طائفياً ومذهبيا، في الوقت الذي خرجت فيه فئات أخرى نفخت بطونها من ثروات الوطن، وغيرها لا يحصل حتى على الفتات!
إلى أين تتجّه البحرين؟ سؤال لن تجيب عنه المظاهرات الحاشدة، ولن تجيب عنه حريّة التعبير المغشوشة، وبالطبع لن يجيب عنه أي لقاء تحت مسمّى (الحوار الوطني)، لأنّ مصير الدولة وصلابتها لا يمكن أن نطلبه عبر تلك المظاهر التي قد توجد في بلدان ديمقراطية راقية، كما قد توجد في بلدان نامية متخلفة! الفارق هنا هو كيان الدولة وصلابتها، واحترامها لمبادئ العدل والمساواة وتطبيق القانون على الجميع من دون استثناء.
لا يمكن للدولة أن تطلب صمودها وقوتها عبر إرضاء القوارض والزواحف، لكنّها تستطيع حفظ كيانها بمعرفة شروط الاستخلاف في الأرض، وكيف تبقى الممالك والدول؟ ومتى تزول؟
لتخرج عشرات المسيرات عند الفاتح، ولتخرج عشرات المسيرات في المقشّع، لكن الأنظار ستبقى متجهة إلى الدولة: ماذا بعد؟! أما آن للوطن أن يستريح؟!
برودكاست: طريق حفظ الأمن وبسط الاستقرار واضح، وهو لا يلتقي أبداً مع طريق إرضاء الغرب ومحاباة (عياله) وأذنابه في البلد؟!
صاروخ: قناة العالم تقول: 500 ألف متظاهر في المقشّع! (يخرب بيتكم)، الإنسان (يشلّخ)؛ لكن ليس بهذه الطريقة؟!!