المال و الاقتصاد
تواصل صعودا قويا حتى نهاية العام الجاري
المجوهرات الماسية المتداولة في دبي تقفز 35% في النصف الأول
تاريخ النشر : الأحد ١١ مارس ٢٠١٢
قفزت قيمة مجوهرات الماس بنحو 35% منذ بداية هذا العام حتى الآن مع توقعات بارتفاعها بنسبة أخرى تصل إلى 20% خلال النصف الثاني، كما جاء في تقرير اتحاد بيورجولد جيويللرز في دبي الذي يؤكد أن ارتفاع القيمة في الربع الثاني كان أكثر من الربع الأول.
ذكرت صحيفة جالف نيوز الإماراتية أن أسعار الماس ترتفع باستمرار منذ يناير الماضي وحتى نهاية يونيو كما حدث مع الذهب والفضة خلال العام الماضي، وإن كان ارتفاع أسعار الماس يأتي أساسًا من التزايد المستمر على المجوهرات الماسية والمعروض المحدود من الماس.
وقال رئيس العلاقات العامة بشركة دبي بيرز جروب - أكبر مورد للأحجار الكريمة في العالم - لاينيت جولد إن «هناك طلبًا متزايدًا على الماس من بلاد الأسواق الناشئة مع تزايد أعداد الطبقة المتوسطة التي ازدادت ثراء بفضل قوة نمو اقتصادات بلادها لدرجة أن الطلب على المجوهرات الماسية سيتفوق على المعروض منها لعدة سنوات مقبلة بعد أن أكدت التوقعات أن هناك انخفاضًا واضحًا من إنتاج المناجم من الماس».
وإذا كانت الصين والهند استحوذتا على 25% و31% على التوالي من إجمالي سوق المجوهرات الماسية العالمية في العام الماضي فإن «لاينيت جولد» يتوقع أن تصل هاتان النسبتان بحلول عام 2015 إلى أكثر من حصة الولايات المتحدة الأمريكية التي تبلغ حاليًا نحو 40% أو قليلاً.
ويرجع تفوق الطلب على المعروض من المجوهرات الماسية إلى ضخامة أعداد المستهلكين في الصين والهند الذين أقبلوا مؤخرًا على شراء هذه المجوهرات بعد أن ازدادوا ثراء من ارتفاع أجورهم نتيجة النمو الاقتصادي القوي الذي حققته الأسواق الناشئة طوال الأعوام الماضية في الوقت الذي ما زالت تعاني فيه الدول المتقدمة ولاسيما الأوربية من ضعف النمو وترشيد الإنفاق وتزايد ديونها السيادية.
ويعاني الاحتياطي العالمي من الماس من انخفاض مستمر أيضًا كما أن ندرته تزداد من وقت إلى آخر حيث لم تظهر أي اكتشافات كبيرة جديدة لمناجم الماس منذ أكثر من عشر سنوات، كما لا توجد مصادر جديدة لتوفير الماس أو إنتاج ماس جديد خلال الأجل القريب على الأقل.
وبات الماس أيضًا من المجوهرات المفضلة للنساء في العديد من البلاد النامية سواء في آسيا أو إفريقيا حيث لم يعد السعر يؤثر على تفضيل الذهب أو الماس وإنما بدأ الناس يدركون أن المجوهرات الماسية هي استثمار في حد ذاتها.
ويؤكد تجار الماس في منطقة الخليج مثلاً أن المتسوقين الذين كانوا يشترون المجوهرات الذهبية عادة بدؤوا يتجهون الآن إلى المجوهرات الماسية التي يزداد ثمنها مع مرور الأيام.
ومع تزايد ثراء المستهلكين من الطبقات المتوسطة سواء في البلاد النامية أو الاقتصادات الناشئة ازداد الإقبال على شراء الماس الذي يجعلهم يشعرون بالسعادة، وقيمته ترتفع كل يوم لدرجة أنهم يرونه الآن بمثابة وسيلة استثمارية مربحة.
وقال الرئيس التنفيذي المدير العام لاتحاد بيور جولد كارم ميرشانت إن «ارتفاع أسعار المعادن الثمينة مثل الماس والذهب التي قفزت إلى أعلى مستوياتها في تاريخها هذا العام جعل المستهلكين سواء من السكان المحليين أو السياح في منطقة الخليج يواصلون شراء المجوهرات الثمينة».
ويحصل تجار الخليج في أنحاء بيور جولد على احتياجاتهم من الماس من شركات عالمية مثل DTC والروسا وBHP وريوتينتو التي تشتري احتياجاتها من الماس من شركات التعدين مباشرة لدرجة أن مبيعات المجوهرات الماسية لهؤلاء التجار تشكل 50% من إجمالي مبيعاتهم من بقية مجوهرات الأحجار الكريمة.
وأدى ضعف النمو الاقتصادي العالمي وارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية إلى اتجاه المستهلكين الجدد إلى شراء المجوهرات الماسية لدرجة أن شركة جوي الوطاس للمجوهرات سجلت ارتفاعًا قدره 40% في مبيعات المجوهرات الماسية خلال العام الماضي وتتوقع ارتفاعها إلى أكثر من 50% هذا العام.
ويرى العديد من المستهلكين أن المجوهرات الماسية أفضل وأرخص من الذهبية كما يؤكد جون بول رئيس شركة جوي لوطاس أن هناك تحولاً واضحًا من المستهلكين من المعدن الأصفر إلى الماس.
وفتح اتحاد بيور جولد 20 متجرًا لبيع المجوهرات الماسية في الهند وحدها خلال الأشهر الثمانية الماضية ويعتزم افتتاح عشرة محال أخرى قبل نهاية هذا العام حيث تتميز الهند باحتفالات الزفاف الضخمة والمهرجانات الكثيرة التي تحضرها الطبقة المتوسطة الجديدة هناك.
وتشهد متاجر اتحاد بيور جولد انتعاشًا رائجًا لمبيعاتها في دول الخليج وآسيا ولاسيما الصين التي تخطط لتصبح المستهلك الأكبر للمجوهرات الذهبية والماسية على مستوى العالم لتتفوق على الهند التي تحتل المركز الأول حاليًا في غضون السنوات القليلة المقبلة.
وكانت شركة جوي الوطاس قد أثبتت وجودها في الأعوام الماضية في الهند وبريطانيا ودول مجلس التعاون الخليجي وتعتزم غزو سوق الصين الضخمة في المستقبل القريب.