مضرّ كوضع السيفِ في موضع الندى؟!
تاريخ النشر : الاثنين ١٢ مارس ٢٠١٢
إبراهيم الشيخ
هناك مخطط لقلب نظام الحكم في البحرين، وهناك دول تغدق عليه الأموال لإنجاحه، كما أنّ هناك دولا غربية تحميه، ومنظمات وجهات خارجية ترعاه وتوفر له الدعم.
كان هذا ملخصا لمقابلة القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، التي نشرت يوم أمس في صحيفة الرأي الكويتية.
عندما تريد أن تعرف الحقيقة عليك بمتابعة تلك النوعيات من المقابلات التي تعطيك صورة أكثر من واضحة للوعي العسكري الموجود في البلد.
ما ذُكر في المقابلة ليس بجديد، حيث عاشته البحرين خلال عام كامل من التهديدات والاعتداءات المتواصلة، ومن خلال تدخلات الطوابير الخامسة داخل البحرين وداخل منظومة دول الخليج العربي، التي لم تحتج إلا إلى أشهر معدودة، لتخلع عباءة تُقيَتها السياسية التي تعوّدت ارتداءها عَشرات السنين؟!
الأهمّ من كل ما قيل في تلك المقابلة، ليس فقط أنّ هناك أطرافاً في الدولة ترى ما يراه الناس، ولكن ما هي ردّة فعل الدولة تجاه جميع تلك المهددات الداخلية والخارجية؟
تلك الطوابير اليوم لم تكتف فقط بالتحريض والسبّ والشتم، ولم تكتف بإظهار ولائها (المقرف) للنظامين السوري والإيراني فقط، وإنّما بدأت بشقّ منظومتنا الخليجية العربية وتهديد هويّتها، وكلّ ما نتابعه هو صمتٌ مطبق من أجهزة دولنا الرسمية، سواء في البحرين أو في الكويت.
بعض الأطراف في منظومتنا الخليجية اليوم تحاول تشتيت الانتباه وتحويلنا لمعارك جانبية، مع أنّ معركة هويتنا اليوم تدار رحاها في سوريا وفي البحرين وفي الكويت والسعودية، حيث إن العدو المشترك واحد، هو من يدفع وهو من يحرّض وهو من يشغّل جيوشه الإعلامية والحقوقية لتحقيق أجنداته المتقاطعة مع أجندات الأمريكان وغيرهم.
لقاء المشير الركن وضع اليد على الجرح وأخبرنا بحقيقة المرض، وأظنّ أن التأخير في علاجه، أو استخدام المسكنات غير المجدية بدل التعامل معه بمنطق حماية الجسد من انتشار المرض، ودرء الخطر عنه، سيزيد المشكلة، وسيتسبب في انتشار المرض بدل محاصرته.
أظنّ أن الفُرص التي أعطيت لبعض الأطراف لإثبات حسن نواياها كثيرة، وهو ما جعلها تتمادى، بل تقل أدبها كما قرأ الجميع الكلام البذيء على تويتر لـ «أبو البيض» يوم أمس.
برودكاست: للشاعر أبو الطيّب المتنبّي حكمة رائعة يقول فيها:
ووضعُ الندى في موضعِ السيفِ بالعُلى
مضرّ كوضع السيف في موضع الندى