أخبار البحرين
السفير الروسي لـ «أخبار الخليج»:
القيادة البحرينية قادرة على تجاوز الأزمة
تاريخ النشر : الاثنين ١٢ مارس ٢٠١٢
أكد السفير الروسي في البحرين فيكتور سميرنوف لـ «أخبار الخليج» ان القيادة البحرينية قادرة على تجاوز الاحداث التي تمر بها.. كما سجلنا اعجابنا بكل الخطوات التي اتخذتها البحرين من أجل تنفيذ توصيات تقرير لجنة تقصي الحقائق، كما سبق أن أبدينا مباركتنا لمرئيات حوار التوافق الوطني.
وقال السفير: إن البحرين تسير في الطريق الصحيح من أجل تحقيق الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وأضاف: نرى ان الطريق الصحيح للتغلب على الأزمة هو طريق الحوار الوطني الشامل من أجل حل كل المشاكل الوطنية.. ومن جانبنا أيضا نؤيد كل جهود القيادة البحرينية المتعلقة بالحوار الوطني واجراء الاصلاحات المطلوبة.. وفي رأيي ان تنفيذ توصيات تقصي الحقائق سيعيد الاستقرار الى البحرين مع التغلب على الخلافات الطائفية، وروسيا مع الحوار الشامل وغير المشروط الذي يراعي مصلحة كل شعب البحرين.
وأكد السفير الروسي ان بلاده على استعداد تام لتزويد البحرين بالغاز وبالكمية التي تريدها في اطار الشراكة بين البلدين. وقال: إن بلاده مع الوقف السريع للعنف في سوريا، مع ضرورة عدم التساهل في مطالبة القيادة السورية بوقف العنف.
(التفاصيل)
شهدت العلاقات البحرينية الروسية خلال السنوات القليلة الماضية تطورا ملحوظا أدى إلى زيادة التواصل بين البلدين وتبادل الزيارات على أعلى المستويات التي من أهمها زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى لموسكو ولقائه فخامة الرئيس الروسي ديميتري ميدفيدف وتوقيع العديد من الاتفاقيات التي تعزز العلاقة بين البلدين الصديقين، كما زار وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة موسكو مؤخرا واجتمع مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وبحث معه العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، فضلا عن الزيارات المتكررة لرجال الأعمال في كلا البلدين لتنشيط التبادل التجاري والاقتصادي بين البحرين وروسيا لبحث الآفاق المستقبلية للتعاون الاقتصادي والتجاري.
وقد التقت «أخبار الخليج» السيد فيكتور سميرنوف سفير روسيا الاتحادية في البحرين وأجرت معه حوارا حول القضايا المطروحة على الساحة محليا وعربيا ودوليا.. وقد دار الحوار فيما يلي:
* كيف تنظرون إلى التطورات البحرينية؟
- موقف روسيا صلب وثابت من الحالة البحرينية وعبرت عنه منذ البداية في شكل بيانات رسمية أو تصريحات لمسئولين وزيارات كبار المسئولين الروس للبحرين، روسيا مع الإصلاحات البحرينية التي يقودها جلالة الملك، كل يوم نقرأ عن أخبار سارة في البحرين تزيدنا ثقة بقدرة القيادة البحرينية على تجاوز أحداث السنة الماضية، نحن معجبون بالخطوات التي اتخذتها البحرين لتنفيذ توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق من قبل اللجنة المكلفة بتنفيذ تلك التوصيات، ونحن سعداء بتنفيذ توصيات الحوار الوطني، البحرين في طريقها الصحيح لإصلاح طريقها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، روسيا تؤيد كل هذه الخطوات الشجاعة التي تخطوها البحرين بثقة في مستقبلها السياسي. ونريد أن نؤكد في هذا السياق أنه لا يوجد طريق غير طريق الحوار الوطني الشامل في إطار حل جميع المشاكل الوطنية، نحن نؤيد بقوة جهود القيادة البحرينية المتعلقة بالحوار الوطني وإجراء الإصلاحات المطلوبة، ونرحب بنتائج التوصيات التي وردت في تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، ونعتبرها مهمة للحكومة البحرينية لتجاوز الأحداث التي مرت بها البلاد العام الماضي ولاتخاذ التدابير اللازمة لعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الأحداث، ولحل الإشكالات التي يعاني منها المجتمع البحريني.
إننا على يقين تام بأن توصيات لجنة تقصي الحقائق سوف تسهم في إعادة الاستقرار إلى البحرين، وسوف تساعد البلاد على تجاوز أحداث السنة الماضية التي مست كل مكونات المجتمع البحريني، وبروز الخلافات الطائفية، وللسير بالعملية السياسية إلى الأمام نعتقد أنه من الضروري التغلب على الاختلاف في وجهات النظر لحل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية ولحفظ وحدة البلاد وضمان الاستقرار الاجتماعي والسياسي والأمني، ولن يتم ذلك إلا من خلال احترام القانون واحترام حقوق الإنسان والالتزام بقواعد القانون الدولي.
إن روسيا مع الحوار الشامل وغير المشروط.. ومع الحوار الذي يأخذ بعين الاعتبار مصالح كل البحرينيين بمختلف طبقاتهم وانتماءاتهم المذهبية والعرقية والطائفية والدينية لضمان تطور مستقر وسلس للبلاد.
* كيف تبدو العلاقة البحرينية الروسية؟
- علاقاتنا مع البحرين علاقة مستقرة وثابتة وضعت زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين لموسكو في شهر ديسمبر 2008 ومحادثاته مع الرئيس الروسي ديميتري ميدفيدف الأساس القوي لهذه العلاقة المتميزة، ومنذ ذلك الوقت زادت مبادرات الاتصالات السياسية، وفي 6 فبراير الماضي أجرى وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة محادثات في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف تناولت العديد من القضايا الدولية بما في ذلك ضمان الأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط حيث كانت وجهات النظر متطابقة حول تلك القضايا، كبار المسئولين الروس تربطهم علاقات متينة وقوية مع كبار المسئولين البحرينيين وهم على اتصال دائم.
اتصالاتنا كثيرة ومستمرة مع شركائنا البحرينيين ولم تنقطع في أي يوم من الأيام، وجهودنا مستمرة للتقارب وتعزيز العلاقة بين بلدينا في إطار سعي الجانبين البحريني والروسي إلى تقريب شعبيهما بعضهما من بعض، للتعرف على قيمنا التاريخية والثقافية الأصيلة، والتي هي مفخرة للروس والبحرينيين، وفي هذا السياق نحن مقتنعون بمستوى التفاهم وبما وصلت إليه العلاقات البحرينية الروسية، ولتعزيز هذا التقارب تم التوقيع مؤخرا على اتفاقية شراكة بين المحطة التلفزيونية «روسيا اليوم» التي تبث برامجها باللغة العربية مع تلفزيون البحرين، نحن فخورون جدا بنجاح معرض الطيران الذي أقيم في مملكة البحرين والذي شاركت فيه روسيا للعام الثاني على التوالي بوفد رفيع المستوى، أمامنا مشاريع كثيرة وكبيرة في مجال الثقافة والمعارض وإقامة أيام روسية في مملكة البحرين.
حول قضية استيراد الغاز
* سمعنا مؤخرا أنباء عن توجه البحرين إلى استيراد الغاز الروسي، إلى أي مدى يمكن تحقيق ذلك؟
- روسيا على استعداد تام لتزويد البحرين بالغاز وبالكمية التي تريدها في إطار الشراكة بين البلدين. ولا شك أن مشروعا كهذا سوف يسهم في تعزيز وزيادة فرص الاستثمار بين البحرين وروسيا، ولكن هذا يتطلب عملا وجهدا وخططا لتنفيذ مثل هذا المشروع الحيوي المهم، ونحن نعمل مع أصدقائنا البحرينيين في هذا الاتجاه ولكن مشروعا كهذا يحتاج إلى وقت لتحقيقه، نتمنى أن تؤدي الجهود إلى نتائج إيجابية.
* كيف تقيمون التحولات الكبيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟
- حدثت أزمة كبيرة في أنظمة الحكم في عدد من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على خلفية ارتفاع مستوى البطالة والفساد والمشاكل الاجتماعية الأخرى.
نحن ننظر بتفهم إلى بروز إرادة للشعوب العربية، وفي الوقت نفسه نريد أن نرى تلك الدول مستقرة وذات سيادة ومستقلة يكون تطورها في صالح كل المواطنين بغض النظر عن معتقداتهم وانتماءاتهم العرقية، تربطنا مع الدول العربية اتصالات تقليدية قديمة وعلاقات صداقة وشراكة ذات منفعة مشتركة وأواصر الشراكة لم تنقطع أبدا.
في الوقت الذي يشهد فيه العالم العربي أوضاعا استثنائية فإن الأحداث تبين أن المساعي لتحديث الديمقراطية بالقوة تؤدي إلى نتائج متناقضة، على السطح تبرز قوى بما فيها الدينية المتطرفة تحاول تغيير اتجاهات تطور الدول وتغيير الطابع العلماني للإدارة، وقد تمت الإشارة إلى هذه النقطة في مقالة الرئيس المنتخب فلاديمير بوتين التي نشرت مؤخرا في الجريدة الروسية «مسكوفسكي نوفستي» واقترح على الجميع قراءتها والتعرف على محتواها.
* ما هو المدخل الروسي لأحداث «الربيع العربي»؟
- علاقتنا بأحداث المنطقة قائمة على أساس مبادئ القانون الدولي التي لها طابع عام، وفي المقام الأول وقف العنف الذي يؤدي إلى ضحايا بين السكان المدنيين المسالمين، عدم القبول باستخدام القوات المسلحة أو الشرطة ضد المواطنين المسالمين العزل، نحن نؤيد أي خطوات تؤدي إلى وضع نهاية لإراقة الدماء، ونتمسك بقوة في مسألة عدم السماح بالتدخلات الأجنبية في الشئون الداخلية لدول ذات سيادة، القوة الخارجية يجب أن تشجع على الحوار والاتفاق والسلام وتلاشي أي تدخل أو تحريض.
أما بالنسبة إلى المسائل الأخرى، فأي جدول أعمال يجب أن يكون قائما على الحوار ومن دون شروط مسبقة وبمشاركة جميع الأطراف ذات العلاقة، وفي إطار حوار كهذا يمكن الخروج بقرارات تأخذ بعين الاعتبار مصلحة شعوب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وحفظ الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة عموما.
هذا رأيي في الحالة السورية
* وماذا يمكن أن نقول بالنسبة إلى الحالة السورية الصعبة؟
- روسيا مع الوقف السريع لأي عنف في سوريا، مع ضرورة عدم التساهل في مطالبة القيادة السورية لوقف العنف. ولكن هذا الوقف يجب أن يكون متبادلا حيث إن هناك طرفا ثانيا يمارس العنف، وقف العنف يجب أن يكون شاملا أي كل من يحمل في يده سلاحا (وهذا يتعلق بالحكومة وبالمعارضة)، يجب أن يشعر الجميع بضرورة إلقاء السلاح جانبا والجلوس إلى طاولة المفاوضات، وهذا ما يجب علينا عمله إذا كنا فعلا نريد سلامة السكان المدنيين، وهذا هو الهدف الأول لروسيا وهذا هدف روسيا بالدرجة الأولى أي ضرورة وقف العنف من جانب جميع المشاركين في الخلاف العسكري.
وللحفاظ على تماسك البلاد فإننا نناشد جميع فصائل المعارضة السورية داخل البلاد وخارجها وضع حد للعنف والإرهاب على الأراضي السورية، كما نناشد الأطراف الأخرى التي لها تأثير على المجموعات المسلحة حثها على وقف العنف.
الأزمة السورية يجب أن تحل من قبل السوريين أنفسهم على أساس التوافق والصلح بينهم من دون تدخلات أجنبية مع الالتزام التام بسيادة سوريا وسرعة البدء بحوار وطني من دون شروط مسبقة وتسريع عملية التهدئة في هذه الدولة.
وأريد أن أؤكد بشكل خاص في هذا السياق ضرورة مشاركة الشركاء الدوليين، نحن مستعدون لبحث خطة مشتركة لوضع حد للأزمة في سوريا من خلال الأمم المتحدة قائمة على أساس وضع مصلحة الشعب السوري فوق كل اعتبار ومصلحة الأمن والسلم في المنطقة عموما.
نحن ضد إصدار الأمم المتحدة قرارا يستخدم كإشارة للتدخل العسكري في العملية الداخلية السورية، ومن هذا المنطلق تحديدا لم تسمح روسيا والصين في بداية فبراير الماضي بإصدار قرار قد يؤدي إلى استخدام القوة من جانب الأطراف الخارجية أو أحد أطراف الخلاف الداخلي وبالتالي إعادة السيناريو الليبي الذي لن نسمح به.
إن منطلق الخطوات والخطوات المضادة له نتائج عكسية وخطرة جدا, لا يؤدي إلى شيء إيجابي ولا يساعد على حل الوضع في البلاد التي تعاني من الصراع، والأسوأ من ذلك يؤدي إلى عدم التوازن في نظام الأمن الدولي، ويقوض مصداقية الدور المركزي للأمم المتحدة.
* أي إصلاحات داخلية سورية يمكن أن تتفقوا عليها مع المجتمع الدولي؟
- جهود المجتمع الدولي يجب أن توجه قبل كل شيء إلى تحقيق المصالحة السورية لتكون مقدمة لإعلان القيادة السورية خطوات لإقامة ديمقراطية حقيقية، ونعتقد في هذا السياق ضرورة تنسيق الموقف الروسي مع الدول العربية المؤثرة وجامعة الدول العربية.
روسيا دعت وتدعو إلى الإسراع بإصلاح النظام السياسي في هذه الدولة وتعديل القوانين التي صدرت وإجراء إصلاحات دستورية على أساس الدستور الجديد الذي أقر مؤخرا في استفتاء، منها إجراء انتخابات عامة بمشاركة جميع الأحزاب.
لماذا هذا الموقف الروسي
من لقاء تونس؟
* لماذا رفضت روسيا إرسال ممثلها لحضور لقاء مجموعة أصدقاء سوريا في تونس؟
- لقاء تونس ضم مجموعة معينة من المعارضة السورية، في الوقت الذي أبدت فيه الحكومة السورية استعدادها للجلوس إلى طاولة المفاوضات لم تتم دعوة أحد من أطراف النزاع الأخرى، مما يؤكد أن هذا اللقاء لا يهدف إلى تسليط الضوء على مصالح الجزء الأكبر لسكان سوريا الذي يؤيد السلطة, ولذلك لم يؤد اللقاء إلى إعلان بداية حوار وطني سوري شامل ولم يتطرق إلى حلحلة الأزمة الداخلية، بل تم تشكيل حلف دولي على شاكلة تشكيل «مجموعة الاتصال حول ليبيا» بهدف تأييد طرف ضد آخر في خلاف داخلي، نحن أصدقاء كل الشعب السوري وليس جزءا معينا منه.
* كيف يبدو الوضع الإنساني في سوريا؟
- نحن مستعدون بشكل فوري للمشاركة في تقديم مساعدة إنسانية لكل المحتاجين وجاهزون للعمل المشترك في هذا الاتجاه بصفة خاصة في الأمم المتحدة، آخذين بعين الاعتبار تنشيط العمل في سوريا لمساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية وخاصة فيما يتعلق بتقدير الحالة الإنسانية في البلاد وموافقة جميع الأطراف على المساعدات الإنسانية لضمان سلامة وصولها.
ليكن معلوما للجميع أننا لن نسمح بتسييس هذا العمل الإنساني فتنفيذ مهمة كهذه تتطلب الاسترشاد بالإدراك الإنساني عند تقديم المساعدات للسكان المدنيين، فضلا عن أن إيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري يجب أن يتم من دون مرافقة عسكرية.
نحن أيضا أيدنا تعيين السكرتير العام السابق للأمم المتحدة السيد كوفي عنان ممثلا خاصا للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية حول سوريا، ومستعدون للعمل معه لإيجاد تسوية للمسألة الداخلية السورية آخذين بعين الاعتبار ما لديه من تفويض.
لا نلتفت إلى هذه الأخبار
* ترددت أنباء عن تلاعب بنتائج الانتخابات الرئاسية الروسية الأخيرة لصالح الرئيس المنتخب بوتين فما تعليقكم؟
- روسيا لا تلتفت إلى مثل هذه الأخبار التي تريد النيل من الديمقراطية الروسية، منذ البداية الرئيس فلاديمير بوتين كان واثقا من الفوز بفضل برنامجه الانتخابي الذي كرسه لخدمة روسيا والشعب الروسي لتحسين مستواهم المعيشي وإعادة الاعتبار إلى روسيا في المحافل الدولية، وإنني أدعو في هذا السياق الجميع إلى قراءة برنامج بوتين الانتخابي للتأكد من ذلك، جميع الروس ملتفون حول رئيسهم المقبل، ونتائج الانتخابات الروسية عكستها أيضا أصوات المقيمين الروس في البحرين والمتواجدين فيها حيث صوت أغلبهم لصالح بوتين مما يؤكد كذب تلك الادعاءات، وسوف تنظرون كيف ستتطور روسيا المستقلة والقوية خلال السنوات القادمة في ظل رئاسة بوتين.