الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مسافات


البحرين صارت ساحة «حرب بالوكالة»!

تاريخ النشر : الاثنين ١٢ مارس ٢٠١٢

عبدالمنعم ابراهيم



في السبعينيات من القرن العشرين كان لبنان هو الساحة التي يتقاتل فيها المتنافسون سواء كانوا عرباَ أم دولا أجنبية، حتى وصل لبنان إلى الحرب الأهلية التي استمرت (بدعم من الآخرين) 17 عاماً هلك فيها الآلاف من المواطنين اللبنانيين وتشرد الآلاف أيضاً وتدمر اقتصاد لبنان.
الآن التاريخ يعيد نفسه، لكن في البحرين، حيث تم اختيارها ساحة لحروب بالوكالة، بدأت بمظاهرات سياسية، ثم أعمال عنف وتخريب، ثم «مولوتوف» وشعار «إسقاط النظام».. وهناك أطراف متعددة في «حرب الوكالة» بالبحرين.. حيث لا تخفي إيران موقفها المعادي للنظام في البحرين، وتريد إقامة جمهورية (ولاية الفقيه) الإيرانية بدلاً من النظام الحالي.. وبالتالي فإنها تحرك جمعية «الوفاق» ورجال الدين الموالين لإيران و«حزب الله» لتحقيق الأهداف السياسية وإسقاط النظام الملكي الدستوري في البحرين.
ومن جهة أخرى أمريكا اختارت البحرين أيضاً ساحة «حرب بالوكالة»، حيث تلعب بالأوراق السياسية الحزبية لجمعية «الوفاق»، لكي «تلدغ» بها ليس فقط النظام السياسي في البحرين، ولكن لكي (توخز) بإبرتها بقية دول مجلس التعاون الخليجي، وبالتحديد الشقيقة (السعودية)!
فما لا تستطيع أن تفعله أمريكا في الآخرين تفعله في البحرين.
وحين تصبح البحرين ساحة حرب بالوكالة تصعب فيها (الحلول السياسية)، لأنه مهما فعل النظام السياسي (الدولة أو الحكومة) لإرضاء هذا الطرف أو ذاك، أو محاولة الوصول إلى نقطة وسطية في الخلافات السياسية، فإنه يستحيل إرضاء الجميع، لأن قرار الحرب أو السلم لم يعد في يد أطراف وطنية داخلية بالبحرين، بل أصبح القرار بيد أطراف إقليمية ودولية! وبالتحديد أمريكا وإيران.
وسيناريو الحرب بالوكالة في البحرين له علاقة هذه الأيام بالأحداث الجارية في (سوريا)، ففي الشهور الماضية حين كان التصعيد في سوريا يقترب من الحسم العسكري، كانت الساحة في البحرين مشتعلة بالعنف والمولوتوف والأسياخ الحديدية والحرائق! وحالياً حيث تراجعت أمريكا عن الحل العسكري في سوريا وصارت تفضل الحل السياسي تراجع حجم العنف في البحرين، وصارت أطراف متشددة تميل إلى (الحوار) والمظاهرات (السلمية) والدعوة إلى نبذ العنف!.. وهنا تلتقي (الرغبتان) الأمريكية والإيرانية معاً فيما يتعلق بالوضع في سوريا.. وسوف نظل نحن في البحرين (ترمومتر) الصراع في سوريا الآن! وساحة حرب بالوكالة في منطقة الخليج العربي.. وكلما اشتبك (الكبار) أطبقوا على رقابنا في البحرين! مرددين عبارة «عادل إمام» الساخرة (طب سيب وأنا أسيب)!