الجريدة اليومية الأولى في البحرين


قضايا و آراء

في رحاب مجلس خليفة بن سلمان (10-10)

الإعلاميون في حضرة الرئيس

تاريخ النشر : الاثنين ١٢ مارس ٢٠١٢



يحظى الإعلام والإعلاميون في فكر خليفة بن سلمان بعناية خاصة واهتمام أخص وذلك انطلاقا من إيمانه الراسخ بأن الإعلام سلطة حقيقية، سلطة إصلاحية تفتح العيون على احتياجات الناس وعلى مشكلات المجتمع، وتفتح العيون على الفساد إن كان موجودا وعلى المظاهر غير السوية إن كانت موجودة وعلى المحتاجين والمظلومين من الناس، كما أنها تفتح العيون على الخير وعلى ما ينجزه الناس من إنجازات عميمة وما تقوم به الدولة من أفعال حميدة وما تفتخر به البحرين من إنجازات نوعية رغم محدودية مواردها، تلك إذاً هي مهمة الإعلام والإعلاميين حلقة وصل وتوسط بين الوظيفة الرقابية والوظيفة التنويرية التي يكون أساسها الحقيقة أولا وأخيرا.
وقد لمسنا كإعلاميين خلال السنوات التي حظينا فيها برعاية خليفة بن سلمان واحتفائه بنا ما يكنه سمو رئيس الوزراء من كريم الاحترام والتقدير للوظيفة الإعلامية ولذلك لا يخلو مجلس سموه منذ سنوات عديدة من الإعلاميين من المؤسسات الإعلامية كافة بما يحفزهم ويطمئنهم بأن الدولة منصتة لأصواتهم وأن عملهم لا يذهب هباء منثورا، ولا شيء أهم ولا أعز لدى الصحفي والإعلامي عامة من أن يكون ما يكتبه محل اهتمام وعناية واحترام خاصة إذا كان يكتب من منطلق الإيمان بخدمة المجتمع ومن منطلق الاعتقاد أن الحقيقة هي الهدف الأول والأخير وأن خدمة الناس والمصلحة العامة هما من وراء القصد ولا أهم بالنسبة إلى الإعلامي من أن يكون المسئول في الحكومة هو الذي يتصل ويتابع ويعلق ويوجه حتى إننا في كثير من المناسبات نشعر بالخجل لأن هذا الرجل على ضخامة المسئوليات التي على عاتقه وعلى ضخامة الجهد الذي يبذله يوميا فإن أول شيئ يبدأ به يومي هو الاطلاع على صورة المجتمع في الصحافة، ولا غرابة في ذلك فالصحافة هي من ينقل الحقيقة وينقل إيقاع ونبض الشارع فكثيرا ما كانت توجيهات سموه في اليوم نفسه لمعالجة خلل أو حل مشكلة في مستشفى أو في الكهرباء أو في أي قطاع أو مكان فيوجه فتتحرك كل مفاصل الدولة وتستجيب بسرعة لحل هذه المشكلات، وهذا ما يؤكد الدور الفاعل للإعلامي في تولي مسئولية توعية وتثقيف المواطن فالأكاديمية التي يتعلم فيها الإعلامي قد تمنحه الشهادة العلمية وقد تعطيه أسرار المهنة لكنها لا تستطيع أن تمنحه البعد الوطني المطلوب والقيم الأخلاقية التي تستمد من عاداتنا وتقاليدنا ومن البعد الأخلاقي في مجتمعنا الذي يؤمن بأن المطلوب هو الحقيقة والإنصاف وليس الكذب أو البهرجة أو الفبركة، من كل هذه العناوين لا تفيد الوطن وقد رأينا كيف أضر بعض الاعلاميين بصورة وطنهم البحرين في الداخل والخارج، ورأينا أيضا إعلاميين لا يفيدون الوطن لاكتفائهم بالبهرجة، في حين المطلوب هو الإعلامي الذي يقدس الإعلام فيواجه تحديات المهنة وأخلاقها ومن بين ذلك أن يخدم ثوابت المجتمع وقيمه وأن يحرص على تحقيق المصلحة العامة، فالإعلام اليوم هو حجر الزاوية في تهيئة الأجواء اللازمة والضرورية لحركة التنمية الشاملة في المجتمع، هذا ما يدركه صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بحيث تكون مهمة الإعلامي توفير البيانات والمعلومات الصحيحة ورصد الصورة الصحيحة ووضع الاصبع على مواطن الخلل ونشر الوعي والثقافة في المجتمع بالتعريف بالقوانين والتشريعات والإجراءات التنظيمية حتى يستطيع المواطن أن يعرف حقوقه وواجباته، ولكي يسهم الإعلام في وطننا في بناء وحماية العقل وإنارة الرأي العام فلابد من وجود جامع بين الوطنية البحرينية وبين القيم الأخلاقية والمصلحة العامة بذلك يوازن بين كل هذه الجوانب فيكون في خدمة المجتمع والدولة.
إن المتتبع لعلاقة خليفة بن سلمان بالإعلام والإعلاميين يرى أنها علاقة وطيدة ومتواصلة بل يومية وذلك لإيمانه بأن وسائل الإعلام تؤدي دورا محوريا في حياة الأفراد والأسر والمجتمع وفي بناء الدولة وباسهامها في تشكيل الرأي العام والذاكرة الجماعية للمجتمع، كما ان الإعلام يسهم في التنمية المستدامة واستقرار المجتمع.
من هنا نجد انعكاسا لهذا التواصل وهذا الاحترام للصحافة مشهودين على أرض الواقع من خلال ثلاثة جوانب:
الأول: توجيهات صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء إلى الجهات الحكومية بضرورة التعاون مع الصحافة والإعلام وتوفير المعلومة الصحيحة والرد على كل ما ينشر بالصحافة المحلية من تساؤلات وانتقادات وتحفظات وملاحظات.
الثاني: المتابعات والتوجيهات اليومية التي تكون من خلال ديوان سموه لمتابعة ما ينشر في الصحافة المكتوبة أو ما يبت في وسائل الإعلام الأخرى بما في ذلك اتخاذ الإجراءات لمعالجة المشاكل أو تبشير المواطنين بالمكرمات التي تصدر عن سموه لمعالجة أمور أو إنصاف مظلوم.
الثالث: هو استقبال سموه الدائم للإعلاميين والتقاؤه أياهم والإنصات إلى صوتهم ومطالبهم وملاحظاتهم.
تلك بعض المظاهر التي حاولنا رصدها عبر هذه السلسلة من المقالات وهي من وحي مجلس خليفة بن سلمان العامر ومن وحي فكره وتوجيهاته حاولنا أن نرصدها وأن نحللها بكل موضوعية إيمانا بأن خليفة بن سلمان مدرسة في الفكر السياسي ومدرسة في الفكر الاجتماعي والفكر الاقتصادي، ومدرسة في الإنسانية ومدرسة في الذوق البحريني الرفيع والحكمة والقدرة على الاستماع إلى صوت الناس، ولذلك لم يكن غريبا أبدا أن يهتف الناس جميعا: الشعب يريد خليفة بن سلمان.