الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار دولية


اليابان تحيي ذكرى مرور عام على كارثة فوكوشيما

تاريخ النشر : الاثنين ١٢ مارس ٢٠١٢



ايشينوماكي (اليابان) - (ا ف ب): أحيت اليابان الأحد ذكرى آلاف الضحايا الذين سقطوا في الزلزال والتسونامي اللذين دمرا قبل عام تماما السواحل الشمالية الشرقية للارخبيل وسببا اخطر كارثة نووية في العالم منذ ربع قرن.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، بدأت محطات الإذاعة والتلفزيون اليابانية بث برامج خاصة تحدث فيها العديد من الشهود الذين عبروا عن ألمهم لفقدان أقرباء لهم ، او عن غضبهم لبطء عملية إعادة الاعمار.
وتوقفت الحركة في مختلف أرجاء البلاد عند الساعة 4614(4605ت غ)، في اللحظة نفسها التي ضرب زلزال بقوة تسع درجات شمال شرق اليابان في 11 مارس عام 2011، متسببا باجتياح موجات ارتفاعها عشرات الأمتار في المناطق الساحلية.
وتوقفت وسائل النقل العام عن العمل بينما وقفت الأحياء التجارية في طوكيو وكبرى المدن اليابانية دقيقة صمت على أرواح 19 ألف قتيل ومفقود ذهبوا ضحية الكارثة.
وفي كلمة ألقاها فور انتهاء دقيقة الصمت، في احتفال أقيم في المسرح الوطني في طوكيو بحضور الإمبراطور اكيهيتو وشخصيات أخرى، وعد رئيس الوزراء يوشيهيكو نودا بان يبذل ما في وسعه لإعادة إعمار المنطقة المدمرة. كما وعد بالإبقاء على هذه الكارثة حية في الذاكرة الجماعية للأجيال المقبلة.
أما الإمبراطور اكيهيتو الذي خضع مؤخرا لعملية جراحية ناجحة في القلب، فقال في خطاب مقتضب إنه «يُحيي من أعماق قلبه كل الذين فقدوا حياتهم في الكارثة». وفي المناطق التي دمرتها أسوأ كارثة تعيشها اليابان منذ الحرب العالمية الثانية، أضاء الناجون آلاف الشموع في ذكرى الضحايا.
وفي ميناء ايشينوماكي الذي تعرض لمد بحري كبير، وزع متطوعون ورودا على اسر الضحايا التي ستقوم بدورها بوضعها الأحد على قبور أقربائها.
وقال احد سكان المنطقة كيشيتسو ايتو ان هذا اليوم حزين جدا. وأوضح الرجل البالغ من العمر ثمانين عاما لوكالة فرانس برس ان «التسونامي جرف زوجتي وساضع ورودا على قبرها. وأضاف «انني حزين وليس لدي احد أتحدث إليه».
وبعد أيام من الأمطار الغزيرة بدا أمس مشمسا. وقد تجمع متظاهرون مناهضون لاستخدام الطاقة النووية أمس الأحد في العاصمة اليابانية امام مقر شركة كهرباء طوكيو (تيبكو) التي تشغل محطة فوكوشيما النووية، بعد عام تماما على تسونامي سبب اضرارا جسيمة في المحطة.
وردد المتظاهرون هتافات تطالب بإغلاق كل المحطات النووية. وقالوا وهم يرفعون قبضاتهم ويقرع بعضهم طبولا «أغلقوا كل المفاعلات الآن»، بينما انتشر عشرات من رجال الشرطة لمراقبة التجمع.
وقال احد المنظمين مانابو كوريهارا «نطلب من تيبكو تخفيف الاعباء التي تترتب علينا»، مؤكدا «لن نتسامح مع اي محاولة من الشركة لخفض التعويضات إلى الضحايا».
وفي رسالة نشرت السبت في الصحف، أكد رئيس الحكومة الياباني ان كارثة الحادي عشر من مارس عام 2011 ستبقى ماثلة في ذاكرة الأمة. وقال «لن ننسى اقرباءنا واصدقاءنا وزملاءنا الذين فقدوا في الكارثة». وأضاف «لن ننسى أبدا الدعم والتضامن الذي تلقته اليابان من الخارج ونشعر بالامتنان والشكر العميق».
ووعد رئيس الوزراء بتسريع إعادة الاعمار في المناطق المدمرة وبتفكيك مجمع فوكوشيما وتطهير التربة التي تسربت إليها مواد إشعاعية و«إحياء» الاقتصاد الياباني.
ويعيش أكثر من 340 إلف شخص منذ عام خارج بيوتهم في ظروف قاسية في بعض الأحيان بينما لا تحقق معالجة حوالي 22 مليون طن من النفايات التي تراكمت خلال يوم واحد في المناطق الثلاث الأكثر تضررا (مياغي وايواتي وفوكوشيما) اي تقدم.
ولم تنجح السلطات في ازالة أكثر من عشرة في المائة منها نظرا للاماكن الخاصة باحراقها والخوف من النشاط الاشعاعي.
وبالنسبة الى عائلات 3200 مفقود في الكارثة، فان الأمر الأكثر أهمية وإلحاحا هو العثور على جثث هؤلاء لدفنها. وفي منطقة ايواتي حيث ما زال ألف شخص مفقودين، يقوم 300 شرطي وثمانون من خفر السواحل بحملة تفتيش جديدة على طول الساحل.
وفي محافظة فوكوشيما المجاورة، قام مئات الشرطيون والمتطوعين على مدى يومين بعمليات بحث عن جثث أكثر من مائتي شخص. وبعضهم قد يكونوا موجودين في المنطقة التي منع الدخول إليها والممتدة على دائرة قطرها 20 كلم في محيط المحطة النووية، بعد ان أرغم عشرات آلاف السكان على المغادرة هربا من الإشعاعات. وفي اوكوما حيث يقع المجمع الذري، أقام عدد من سكانه السابقين الذين ارتدوا السترات الواقية وأقنعة وقفازات مراسم على أرواح الضحايا.