أخبار البحرين
مدير عام (اليونيدو)
البحرين مرشحة لتكون مركزا إقليميا للتقنيات الخضراء
تاريخ النشر : الثلاثاء ١٣ مارس ٢٠١٢
أكد مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) ومستشار الأمين العام للأمم المتحدة لشئون الطاقة، الدكتور كانديه يومكيلا أن مملكة البحرين مرشحة لأن تكون مقرا رئيسا لمركز اقليمي للتقنيات الخضراء يخدم دول منطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا (المينا) لدعم خطى النمو والتنمية المستدامة الصديقة للبيئة.
وأرجع يومكيلا تفضيله للبحرين إلى ما تملكه من مقومات تاريخية بإرثها الزاخر بحسن الضيافة وتبني المبادرات البيئية على الدوام ولعبها دورا مركزيا كمرفأ تجاري رئيس بالمنطقة، ما جعلها وجهة حضرية تفضيلية للكثير من الجنسيات على مر العصور.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد مساء اليوم على هامش افتتاح المعرض والمنتدى الدولي الأول للتقنية الخضراء 2012، أعرب فيه يومكيلا عن أمله في ان يتم إنشاء مركز وطني للانتاج النظيف ليوفر خدمات اضافية للمصنعين تتركز على تحديد الطرق الكفيلة بالحفاظ على انتاجهم ضمن شركاتهم بصورة انظف تشمل ادارة المياه والحد من تلوثها، والحفاظ على الطاقة ومدى كفايتها، وادارة النفايات الصلبة والحد من أخطارها البيئية.
وأوضح يومكيلا أن المعرض والمنتدى الدولي للتقنية الخضراء في البحرين يأتي في توقيت «مناسب للغاية» على حد تعبيره ليواكب التحديات والمستجدات الدولية، مشيرا إلى ان 2012 هو عام مهم وخاصة انه ستتم مناقشة مدلولات التنمية المستدامة وكيفية الحفاظ على البيئة ومصادر الطاقة خلال قمة ريو دي جانيرو في البرازيل بيونيو القادم، وتحديد الحلول والتقنيات المتاحة التي ستضمن المضي قدما في تعزيز النمو والتنمية ضمن بيئة صديقة للطبيعة والموارد الطبيعية، وكيفية التشجيع نحو تغيير السلوكيات الاستهلاكية وسوء استخدام مصادر الطاقة من مياه وكهرباء.
واستطرد بالقول: «من المفترض من المعرض ان يوفر ارضية خصبة للتقنيات الخضراء المستقبلية القادرة على بناء منازل بمواد خام عضوية على سبيل المثال وضمان مصادر مياه أكثر صحية او صديقة للبيئة. وكيف يمكن ترشيد استهلاك الطاقة كما هو الحال بأنظمة التكييف او التهوية بموسم الصيف».
ويرى يومكيلا أن البحرين تملك دورا حيويا على مستوى المنطقة للمساهمة في تقليل الانبعاثات الكربونية السامة والغازات الدفيئة على مستوى المنطقة والعالم عبر المشاركة بالاجماع الدولي بضرورة الشراكات الفنية وتسخير التكنولوجيا الخضراء لمواصلة التنمية المستدامة الصحية بين الحكومات او مؤسسات القطاع الخاص.
وأضاف: «من الواضح اننا نعيش في عالم بات قرية صغيرة بترابط أجزاءه وتأثيراته المباشرة، فأي حدث يصيب اقليم معين ستنتقل تبعاته إلى باقي مناطق العالم، لذا أصبحت الحاجة ماسة إلى حوار عالمي لرؤية كيف يمكن ان نجمع قوانا وتضافر جهودنا للمحافظة على نظامنا البيئي والمناخ المحيط بنا سواء من ناحية صون الموارد الطبيعية او الحد من قنوات التلوث الرئيسة».
وتابع يومكيلا قائلاً: «مازلنا نستخدم مصادر الطاقة بصورة مفرطة إلى درجة استنزافها، بل ونسخرها للتصنيع المضر بالبيئة، الأمر الذي يزيد من أخطار انبعاثات الاحتباس الحراري (الغازات الدفيئة) التي تؤثر سلبا على كوكب الأرض الذي نعيش فيه ونقتات منه».
ووصف التلوث بـ «المسافر بلا جواز سفر» الذي يملك قدرة فائقة على التنقل عبر الحدود بلا أية قيود نتيجة تسارع خطى النمو الصناعي والحضري والعمراني، لنصل إلى مرحلة يصل فيها التلوث العالمي إلى أسوأ أشكاله في تاريخ البشرية خلال 150 سنة الأخيرة، مشيرا إلى ان أهمية قمة البرازيل تكمن في كيفية ايجاد الحلول والتقنيات القادرة على استدامة ومواصلة النمو وخلق وظائف وتوسعة رقعة الاقتصاديات العالمية من دون التسبب في مشاكل للأنظمة البيئية.
ويرى يومكيلا ان العديد من الدول النامية بحاجة إلى توطين التقنيات الخضراء وما يخدم البيئة، كما يجب عليها استقطابها من الخارج ودعم جهود الابحاث والتطوير بتبني تقنيات جديدة وابتكار تكنولوجيا محلية لتحل مشاكل التصنيع البيئية والتلوث.
الى ذلك أشاد مدير عام الادارة العامة لحماية البيئة والحياة الفطرية بمملكة البحرين ورئيس اللجنة المنظمة للمنتدى والمعرض، الدكتورعادل الزياني بجهود منظمة اليونيدو وتعاونها الدائم مع المملكة في مجالات كثيرة آخرها تدشين مشروع «العرين تتحول خضراء» والافتتاح الرسمي لقرية رواد الاعمال.
وأعرب الزياني عن أمله ان يتمخض عن هذا التعاون المستمر انشاء مركز اقليمي للانتاج النظيف مقره البحرين، مبديا تفاؤله من الحصول على الموافقة النهائية في وقت قريب.
وبين الزياني ان البحرين ستعمل على 3 مراحل لدعم مفهوم التقنيات الخضراء تبدأ بمرحلة استقطاب التكنولوجيا المتطورة، ومرحلة ضخ الاستثمارات، وثالثا توعية المستهلكين.
واوضح الزياني ان فكرة المنتدى والمعرض برزت خلال العام الماضي تستهدف جلب احدث ما توصلت اليه التكنولوجيا في عالم التقنيات الخضراء وما يخدم جهود خفض مستويات التلوث والحفاظ على الموارد الطبيعية ومصادر الطاقة.
وأكد الزياني ان البحرين ستحرص على احتضان فعاليات المنتدى والمعرض بصورة سنوية بغية توطيد مفهوم تقنية المستقبل الأخضر وزيادة الوعي بين المواطنين بأهميته إلى درجة حاجتنا إليها حتى في استخداماتنا اليومية.