المال و الاقتصاد
«ديلويت» تؤكد في دراسة حديثة:
الشركات المتعددة الجنسيات تتوجه إلى الأسواق الناشئة لنمو عائداتها
تاريخ النشر : الثلاثاء ١٣ مارس ٢٠١٢
في دراسة أجرتها «ديلويت» مؤخراً حملت عنوان «استراتيجيات النمو في الأسواق الناشئة وممارساتها ووجهاتها المستقبلية»، تم استطلاع أكثر من 600 مسؤول تنفيذي من 10 أسواق ناشئة أساسية، بما فيها دول في الشرق الأوسط، لرصد فرص تحقيق العائدات، واستراتيجيات النمو الناجحة، والتحديات التي واجهت كلا من الشركات المستطلعة. وبحسب الدراسة، يعزى النجاح الأكبر في الأسواق الناشئة إلى إدراك وتلبية الحاجات الخاصة بالعملاء المحليين في كل من الأسواق، ومن ثم تقديم المنتجات والخدمات التي تتناسب وحاجاتهم بأسعار السوق المناسبة.
وقال الشريك المسؤول عن الخدمات الاستشارية في ديلويت الشرق الأوسط جوليان هوكينز «في وقت يتصارع معظم الدول المتقدمة لاستعادة حيوية أسواقها بعد الأزمات المالية التي ضربت العالم منذ عام 2008، أخذت الأسواق الناشئة، وبينها الصين، والهند، والبرازيل، بزمام المبادرة، فعملت على تحقيق حصة الأسد من النمو في إجمالي الناتج المحلي على الصعيد العالمي في السنوات القليلة التالية. وبعد أن شكّلت هذه الأسواق الناشئة في الماضي مجرّد ملاذ للمنظّمات الدولية عند الحاجة إلى تقليص التكاليف، باتت اليوم تستقطب المؤسّسات العالمية لتكون منصةّ لنمو العائدات اعتباراً من عام 2014 وما بعدها».
ومن أصل إجمالي عدد المستطلعين في دراسة ديلويت، اتضح أن 389 من المسؤولين التنفيذيين هم في شركات لديها عائدات حالياً من أحد الأسواق الناشئة العشرة على غرار الشرق الأوسط. أما أحد نتائج الدراسة اللافتة فهي أن السبب الأساسي للنجاح يشتمل على تأسيس مراكز انتاج محلية للشركة في الأسواق الناشئة، ومراكز خدمات و توزيع، وبرامج البحوث والانماء، من بين مهام أخرى، لتصبح أقرب إلى العملاء وجزءاً من مجتمع الأعمال المحلي.
والاستراتيجيات التي صنفها المسؤولون التنفيذيون على أنها ناجحة جداً في الولوج إلى الأسواق الناشئة تمثلت في استخدام مراكز الدعم للمبيعات- الخدمات المحلية (62%)، استخدام خطط المبيعات أو التوزيع الخاصة بالشركة (60%)، وإجراء البحوث والتنمية المحلية (45%).
من جهة أخرى، تم رصد أيضاً الاستراتيجيات غير الناجحة حسب تعبير المستطلعين وقد شملت: استعمال قنوات التوزيع غير التقليدية (41%)، وعرض منتجات- خدمات برزم أصغر أو بسعر أدنى (28%)، وعقد الشراكات مع الشركات غير الحكومية والشركات المحلية (28%).
أما التحديات الأساسية التي واجهتها الشركات، بحسب الدراسة، فهي تعزيز الوعي حيال العلامة التجارية للمنتج في السوق، كما اعتبرت مسألة توفير المنتج بجودة وسعراً يتلاءم وطلب العملاء المحليون أحد التحديات الثلاث الأهم في الأسواق الناشئة وفق المستطلعين.
وفي النهاية وجد التقرير الصادر عن ديلويت أن الفرص المتوافرة في الأسواق الناشئة هي مهمة، إلا أن التحديات يمكن أن تكون جمة للشركات الأجنبية. ومن شأن النجاحات والإخفاقات التي سعى الاستطلاع إلى إلقاء الضوء عليها أن تساعد الشركات على بناء منصات أكثر متانة واستدامة للنمو في الأسواق الناشئة