أخبار دولية
البرلمان الأفغاني يطالب بمحاكمة علنية للأمريكي منفذ المجزرة وطالبان تتوعد بالانتقام
تاريخ النشر : الثلاثاء ١٣ مارس ٢٠١٢
كابول - (ا ف ب): طالب البرلمان الافغاني أمس الاثنين بان تجرى محاكمة علنية في افغانستان للجندي الأمريكي المسؤول عن المجزرة التي اودت بحياة 16 مدنيا يوم الاحد في جنوب البلاد، في وقت اثار فيه حمام الدم ازمة جديدة في العلاقات المتوترة اصلا بين واشنطن وكابول. بينما توعدت حركة طالبان بالانتقام.
واعلن مجلس النواب الافغاني في بيان «نطالب بحزم وننتظر ان تعاقب الحكومة الأمريكية المذنبين وان تحاكمهم في محاكمة علنية امام الشعب الافغاني». وبعدما ندد بمجزرة «وحشية ولا انسانية» اعتبر ان «الشعب يفقد صبره امام جهل القوات الاجنبية».
ويأتي حمام الدم هذا بعد بضعة اسابيع من قيام جنود أمريكيين باحراق مصاحف في قاعدة باجرام الأمريكية شمال كابول، في عمل اعتبر مسيئا للمسلمين واثار موجة تظاهرات عنيفة معادية للأمريكيين اسفرت عن سقوط حوالى 40 قتيلا في البلاد. وأمس الاحد صرح الرئيس الافغاني حميد قرضاي في بيان ان «الحكومة سبق ودانت مرارا العمليات التي تجري تحت اسم الحرب على الارهاب والتي توقع خسائر في صفوف المدنيين. إلا انه عندما يقتل افغان عمدا من قبل قوات امريكية، فهذا يعني جريمة قتل وعملا لا يغتفر» وطلب «توضيحات» من واشنطن.
واتصل قرضاي هاتفيا بأسر الضحايا بمن فيهم رفيق الله وهو فتى في الـ15 اصيب بجروح في الساق وقال للرئيس ان الجندي مزق ثياب النساء في المنزل وقام بإهانتهن. وروى رفيق الله في تسجيل هاتفي اطلعت عليه وكالة فرانس برس «لقد اتى إلى منزل عمي وكان يلاحق النساء ويمزق ثيابهن ويقوم باهانتهن»، مضيفا «قتل عمي وابنه وابنته وجدتي واحد الخدم».
وتوعدت حركة طالبان أمس الاثنين بالانتقام «لكل شهيد... ضد الأمريكيين الهمجيين المختلين عقليا»، مضيفة ان «القسم الاكبر من الضحايا هم من الاطفال الابرياء والنساء والمسنين». وسارعت طالبان ايضا إلى ارسال عدد من رجالها إلى مساجد منطقة بنجاوي لحضور تشييع الضحايا وحث السكان على الانتفاض على الأمريكيين كما روى احد السكان المحليين عبدالخالق لوكالة فرانس برس.
وروى عبدالخالق «كانوا يقولون للناس لقد اتى المحتلون الأمريكيون الكفار إلى منازلكم واهانوا نساءكم وقتلوا اطفالكم، فماذا تنتظرون؟ عليكم الخروج والتظاهر». ويقاتل عناصر طالبان الذين طردوا من الحكم اواخر العام 2001 على يد تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة، منذ ذلك الحين الحكومة المركزية في كابول وحلفاءها في الحلف الاطلسي. في المقابل يحاول الغربيون العاجزون عن انزال الهزيمة بهم منذ عشر سنوات والذين قرروا سحب جميع القوات القتالية من البلاد بحلول نهاية 2014، إلى حملهم على التفاوض بشأن احلال السلام.
واعربت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي وصلت أمس الاثنين إلى افغانستان في زيارة مفاجئة عن عدم ثقتها في انسحاب القوات الالمانية المقدر عددها بحوالي خمسة آلاف والمنتشرة في افغانستان في إطار قوة ايساف (130 ألف جندي بينهم 100 ألف امريكي) مع حلول العام .2014
وفي لندن وصف متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بـ «الحادث المأساوي» مؤكدا في الوقت نفسه انه لن يؤثر على خطة بريطانيا لانسحاب جنودها من هذا البلد في .2014 وقال هذا المتحدث انه «عمل شنيع ارتكبه فرد... لكننا نبقى على الطريق التي حددناها» مشيرا إلى «خطة انتقال تدريجي للمسؤوليات إلى القوات الافغانية» قبل الانسحاب المقرر للقوات الدولية بحلول نهاية .2014
وعبرت روسيا من جهتها عن «صدمتها» للمجزرة وطالبت الرئيس الأمريكي بالعمل على معاقبة المسئولين عنها بحسب بيان لوزارة الخارجية الروسية. وأكد المسئول المكلف شؤون حقوق الانسان في الخارجية الروسية قسطنطين دولغوف «ان هذا العمل اللا إنساني يجب تصنيفه في فئة اخطر الجرائم المرتكبة أثناء النزاعات المسلحة».
وفي كابول دعت السفارة الأمريكية رعاياها إلى مضاعفة تدابير الحيطة والحذر في الايام المقبلة وحذرت من «مشاعر معادية للأمريكيين ومن تنظيم تظاهرات في الايام المقبلة وخصوصا في ولايات بشرق وجنوب البلاد».
وتشكل مجزرة أمس الاحد اختبارا صعبا للتحالف بين الولايات المتحدة وافغانستان اذ لا يزال البلدان يخوضان محادثات صعبة للتوصل إلى معاهدة تحدد الشراكة بينهما بعد انسحاب القوات القتالية الاجنبية من افغانستان في .2014 ومن المفترض ان تنظم المعاهدة (الاستراتيجية المقترحة) الوضع القانوني لآي قوات امريكية ستظل في افغانستان للمساعدة في شؤون الاستخبارات والسلاح الجوي واللوجستية لمحاربة متمردي حركة طالبان.