الرياضة
موقف رياضي
تاريخ النشر : الأربعاء ١٤ مارس ٢٠١٢
هو من أنبل المواقف الرياضية في الإنسان البحريني الأصيل والمعروف عنه بالألفة والطيبة والتزاور والسؤال عن الحال والأحوال، إن الذي تختلف معه في الفكر الرياضي والرأي والذي تتفق معه ويتفق معك أيضاً تجده أمامك يتبادل معك القبلات ويواسيك على مصابك وكأنه جزء من ذاتك وكيان من كيانك، إن في الحياة الرياضية مساحات من الحب والتقدير يتطلب أن تُستغل لبناء الصرح الرياضي العملاق المؤسس على الحب والخير وتبادل المشاعر النبيلة.
وفي حياتنا الرياضية الكثير من المواقف التي تستحق الثناء والذين يقومون بها هم من الجنود المجهولين ولا ينتظرون منك غير أن تبادلهم نفس الشعور المرهف، صحيح أن هناك الكثير من التنافس والمحاولات الجادة للإنفراد بالتصريحات والأخبار بين أهل المهنة لكن هذا الأمر لا يقلل من مساحة الحب والتقدير التي يتبادلها الزملاء والرياضيين على مختلف مستوياتهم الإدارية والقيادية فضلاً عن الاتصالات المتعددة التي تمنحك الدفء والأمل أن مساحة الحب الرياضي دائماً في أتساع ولا يمكنها في يوم من الأيام أن تضيق.
في مثل هذه المناسبات تلتقي الأنهار الرياضية الذين رووا المجتمع الرياضي بعرقهم وأفكارهم وجهودهم حتى سار كالجبل الشامخ على أكتافهم وهم ينطلقون إليك لأنك واحد من دواتهم ويعتصرون ألماً على ما تشعر به من آلام ويسجلون أروع المواقف الرياضية التي لا يمكن أن تطويها الأيام والشهور والسنين، في اعتقادي إن العصر الحالي هو عصر الرياضيين واللاعبين والإداريين والمدربين وأنا شخصياً أرى أن الرياضة في هذا الزمن تخطت العديد من مناحي الحياة بما فيها السياسة والاقتصاد والثقافة والسياحة فالناس اليوم لا يعرفون أسماء رؤساء الدول بل يعرفون أسماء وأشكال اللاعبين والمدربين بما فيهم رجال الصحافة الرياضية.
الرياضي هو الذي يكدح سواء على مستوى الهواية أو الاحتراف وكل واحد يتعب من أجل أن يظهر ويبرز ويحافظ على وجوده الطيب أمام الجماهير في الداخل والخارج، لو أن مهرجاناً ثقافياً تم تنظيمه في أي مكان في العالم وعلى مستوى العالم لن يكون بقدر ومكانة المهرجان الكروي العالمي الشهير (كأس العالم) الذي يقام كل أربع سنوات ومع الاحترام والتقدير للثقافة والسياسة والاقتصاد والعلوم الأخرى لكن المهرجانات الرياضية تستقطب المثقفين والأميين وعلى مختلف الطبقات والمستويات، لذلك إن الرجل الرياضي والشابة الرياضية وعلى مختلف الأعمار هم نجوم العصر والعصور القادمة وهم حياة الحياة ولا حياة إطلاقاً بدون الرياضيين، شكراً لمن واسانا في مصابنا الأخير بالحضور أو المتصلين أو الذين أرسلوا برقيات وعسى أن نلتقي دائماً على الأفراح وهذه هي سنة الحياة.