المال و الاقتصاد
لن يحمّل تجار السوق القديم أي أعباء مالية
الغرفة تنظم مهرجانا بسوق المنامة بالتزامن مع «الفورمولا1»
تاريخ النشر : الأربعاء ١٤ مارس ٢٠١٢
أعلنت غرفة تجارة وصناعة البحرين أمس تنظيم مهرجان تسويقي في منطقة السوق القديم بالمنامة، وذلك خلال شهر إبريل المقبل تزامناً مع استضافة البحرين لسباقات الفورملا1، من خلال التعاون والشراكة مع عدة وزارات وأجهزة رسمية وعدد من شركات ومؤسسات القطاع الخاص.
وقد قام وفد كبير من أعضاء الغرفة برئاسة الدكتور عصام فخرو بزيارة تفقدية للسوق استمرت حوالي ساعة في إطار الجهود المبذولة من جانب الغرفة لدعم سوق المنامة القديم وإنعاش النشاط التجاري في السوق وتعويض التجار عن الخسائر المتوالية التي لحقت بهم على مدار السنوات الأخيرة من تبعات الأزمة المالية وبعدها الأحداث السياسية.. وهو ما هبط بمستوى مبيعات بنسبة تقارب 80% مقارنة بعامي 2009 و2008.
والجدير بالذكر أن السوق القديم يضم نحو 865 عضوا مسجلا بغرفة التجارة.
واستمع الوفد لعدد كبير من التجار البحرينيين وتعرف على المشاكل التي تواجه السوق القديم والتي سبق إعلانها أكثر من مرة ولم تتحرك بعض الجهات التنفيذية لحلها أو ما زالت تتباطأ في التجاوب معها، وضم الوفد من أعضاء مجلس الإدارة كلاًّ من جواد الحواج وسمير ناس وعيسى عبدالرحيم وكاظم السعيد وعادل آل صفر وصقر شاهين وخلف حجير وأفنان الزياني وأحلام جناحي، والرئيس التنفيذي للغرفة إبراهيم اللنجاوي.. وخالد المرباطي مقرر اللجان وعدد كبير من أعضاء الجهاز التنفيذي للغرفة.
الظروف صعبة ومطلوب التعاون
وبهذه المناسبة قال رئيس الغرفة الدكتور عصام فخرو إن الغرفة حينما تبنت فكرة إقامة هذا المهرجان بهدف تنشيط وتحريك الحركة التجارية في سوق المنامة الذي لعب دوراً مؤثراً ومهماً في الحياة التجارية البحرينية، ولكنه للأسف ونتيجة ظروف عدة، دخل السوق مرحلة صعبة تستدعي تحركاً جاداً وسريعاً يعيد إليه مكانته وحيويته كسوق تجاري وتاريخي ومعلم سياحي ومدرسة تجارية كانت منطلقاً للعديد من تجار البحرين، لذلك جاءت فكرة إقامة هذا المهرجان التسويقي لهذا السوق الذي شهد الكثير من الأحداث والتطورات الاقتصادية التي مرت بها الحركة التجارية في البحرين، إلا إنه بعد التطورات الهائلة التي شهدتها البحرين، وظهور مجمعات تجارية كبيرة، وحدوث تغيير في أنماط الاستهلاك، وتغيير في توجهات المستهلكين، تأثرت الأسواق التجارية القديمة سلباً بتلك التطورات، وجعل سوق المنامة القديم على وجه الخصوص يعاني من أوضاع سلبية أهمها تمثل في انحسار إقبال المستهلكين عن السوق، والركود التجاري الذي عانت ولا تزال تعاني منه المحلات التجارية في السوق، وعدم توافر بنية خدمية متكاملة، ومواقف السيارات، الأمر الذي فاقم مشكلة السوق، بالإضافة إلى الأحداث التي مرت بها البحرين والتي بلا شك أثرت بشكل كبير على سوق المنامة وأدت إلى تراجع حجم المبيعات والحركة فيه مما حتم على الغرفة التركيز ضمن برنامج عملها على تسليط الضوء على الأوضاع الصعبة الراهنة التي يعاني منها السوق، وتبني إقامة فعاليات تعيد الانتعاش والنشاط إلى السوق من ضمنها هذا المهرجان التسويقي.
أهداف المهرجان
وبخصوص أهداف المهرجان أوضح الدكتور عصام فخرو أن المهرجان التسويقي تسعى الغرفة من خلاله إلى تحقيق جملة من الأهداف لعل أهمها هو تنشيط الحركة في سوق المنامة الذي يعاني من حالة ركود كبيرة زادت حدتها خلال الأحداث التي مرت بها البلاد، وبهدف إشراك سوق المنامة في مظاهر الاحتفاء بحدث عالمي يقام في مملكة البحرين يتمثل في مسابقات الفورمولا1 العالمية، وتسليط الضوء على سوق المنامة كمعلم سياحي وتاريخي وتراثي، واستثمار التدفق الكبير من زوار المملكة خلال فترة فورمولا1 من خلال جذب أعداد كبيرة من الزوار بما يخدم تنشيط الحركة التجارية في السوق، وإبراز دور الغرفة في دعم أوضاع سوق المنامة القديم والترويج لهذا السوق، وتأكيد استمرار الجهود التي قامت بها الغرفة منذ بداية الدورة الحالية لمجلس الإدارة في مجال تسليط الضوء على أوضاع السوق في سبيل تطويره، وإبراز مشاركة الغرفة والقطاع التجاري في حدث عالمي تستضيفه مملكة البحرين والمتمثل في فورمولا1، فضلاً عن لفت الانتباه إلى ما يعانيه سوق المنامة القديم من مشاكل وبالتالي الإسراع في معالجتها.
وأضاف أن هذا المهرجان لن يحمل تجار هذا السوق أية أعباء مالية حيث إن الغرفة تنظر بعين التقدير إلى الأوضاع والظروف الراهنة التي يعاني منها هذا السوق حالياً، وقال إن هذه الظروف والأوضاع هي أحد العوامل التي دفعت إلى تبني إقامة المهرجان، حيث إن الإعداد الكبيرة المتوقعة من زوار البحرين خلال فترة مسابقات الفورملا1 لابد أن يفتح آفاقاً جديدة لاستثمار هذا التدفق من الزوار بما يخدم هدف تحريك وتنشيط الحركة التجارية في هذا السوق الذي ينبغي أن نتعامل معه كوجهة سياحية وتراثية وتجارية تلبي رغبة عدد كبير من هؤلاء الزوار.
دعوة للرعاية والدعم
وذكر أن الغرفة وجهت الدعوة إلى عدة من كبريات المؤسسات والشركات لتقديم الرعاية والدعم اللازمين لهذا المهرجان، مؤكداً ثقته في تجاوب معظم هذه المؤسسات والشركات لما لها من دور في النشاط التجاري ودعم الحركة الاقتصادية في البلاد، وأعرب عن تمنياته أن يتجاوب تجار سوق المنامة القديم مع هذا المهرجان، وأنه ستكون لهم إسهامات إيجابية تدفع باتجاهه، موضحاً أن فعاليات هذا المهرجان تشمل تمديد العمل بالسوق حتى 9:00 مساءً، والتنسيق بين جميع محال السوق لإقامة تخفيضات عمومية، وإقامة فعاليات شعبية من فرق موسيقية بحرينية تراثية، وفعاليات فلكورية، وإجراء سحوبات على جوائز نقدية وعينية لرواد السوق، وإقامة منصة للجهات الحكومية الخدمية ذات العلاقة بالتجارة والاقتصاد ومن ضمنها الغرفة يتم فيها تقديم المعومات عن هذه الجهات والخدمات التي تقدمها، وحث الفنادق الموجودة في سوق المنامة على تقديم أسعار مخفضة لتشجيع الزوار على الإقامة في الفنادق الموجودة في السوق، مرحباً بأية أفكار أو مقترحات تدعم هذا المهرجان وتحقق الأهداف المرجوة منه وخاصة من تجار السوق.
وأشاد بالتعاون الذي أبدته عدة وزارات ومؤسسات رسمية وتجاوبها مع المهرجان، وأثنى على ما أبداه أصحاب السعادة الوزراء والمسئولين بتلك الوزارات من تعاون ومساندة تامة للمشروع مؤكداً أهمية تضافر جميع الجهود والأطراف في إنجاح كل ما يخدم المصلحة العامة واقتصادنا الوطني، ولاسيما في هذه الفترة التي تشهد فيها البحرين في الفترة القريبة المقبلة حدثاً مهماً وكبيراً على المستوى العالمي وهو سباقات فورملا1، ونحن جميعاً مدعوون إلى إنجاح هذا السباق وإبرازه بصورة مشرفة.
انطلاق الجولة
بدأت الجولة في العاشرة والنصف صباح أمس من باب البحرين، واتجهت جنوبا لتدخل في شارع التجار، وزارت كلاًّ من محلات اليوسف للعباءات، ومحمد شريف للساعات ثم توجهت إلى سوق الذهب، والتقت أصحاب محلات رشا للذهب، محلات الحليبي، ومحل لبيع اللؤلؤ ثم توجهوا خارج السوق شرقا، ودخلوا محلات «شفتي للذهب» الذي أماط اللثام عن وضعه الصعب جدا (يدفع 400 دينار إيجار محله)، ويحصل على هذا المبلغ من إيجار مبنى، كما أعرب عن حاجة السوق إلى شرطة، واستدرك، لكن ليس على شاكلة الشرطة المكلفة التي أهملت حماية السوق بهذه المنطقة)، كما أشار إلى عجز وزارة الثقافة عن التعاون مع التجار وفشلها في جذب الأنظار إلى هذه المنطقة التجارية، وقال (يصرفون الملايين من أموالنا على المغنين الأجانب والناس تشكو مر الشكوى والحال لا يسر أحدا) مما حدا بالوفد بالتعاطف معه وبما يعانيه من تردي البيع.
من جانبه شدد الوفد على أهمية التعاون بين وزارة الصناعة والتجارة ووزارة الثقافة وبلدية المنامة والغرفة التجارية وتجار السوق لتجاوز الأزمة، والاهتمام بالدراسة التي قدمها تجار السوق، وفيها 38 مطلبا على رأسها مواقف السيارات ودورات المياه والإنارة والأمن.
وقد اتضح خلال زيارة الوفد لمجمع سوق الذهب القديم أن هناك 25 محلا من أصل 95 محلا لبيع الذهب قد أغلقت منها محلات بحرينية عريقة يعود تاريخها إلى أكثر من 60 عاما، وان الزبائن سواء القادمين من دول الخليج أو القادمين من الدول الأوروبية قد خفت أعدادهم وتراجعت إلى حدودها الدنيا.
باركات ومرافق
ووجه أصحاب محلات بيع الذهب في السوق القديم الشكر إلى رئيس الغرفة ولباقي إدارة الغرفة على هذه المبادرة من جهة، وعاتبوا الغرفة من جهة أخرى على عدم تلبية مطالبهم المتعلقة بباركات (مواقف سيارات) أو مرافق صحية.
واختصر صاحب محلات رشا وضع سوق الذهب في تعبير بسيط وجميل، نبع من أعماق قلبه، قائلا «السوق تعبانة» فيما كشف تاجر ذهب (آسيوي) عن تردي البيع في (الكوفي شوب) الموجود في سوق الذهب (بين 2 و3 دنانير في اليوم) نتيجة للتراجع الحاد في الإقبال على شراء مقتنيات الذهب من هذا السوق، وذلك اثر الإحداث المؤسفة التي اجتاحت البحرين في فبراير ومارس من عام 2011.
ثم عاد الوفد أدراجه غربا، يحث الخطى ليستمع إلى المزيد من أصحاب المحلات، فتوجهوا إلى سوق القماش القديم، وهي سوق قديمة وبها العديد من المحلات التجارية المعروفة ومن العوائل البحرينية والآسيوية، ودخلوا محلات «الحمدان» لبيع الساعات ومحلات العرادي لبيع الأقمشة ثم محلات جاسم الشيخ ثم مؤسسة يوسف حسين»، ثم توجهوا شرقا إلى مؤسسة (علي محمد يتيم)، والتقى الوفد السيد حسين يتيم وابنه، وشعر الجميع بالسعادة وهم يتحدثون بعضهم مع بعض وخاصة أن بينهم معرفة سابقة متوطدة عبر الزمن.
في مرسيم والزين
تلاها التوجه إلى محلات (مرسيم) في بناية صلاح الدين، وقابلوا عبدالقادر فليج الذي ذكر لهم مدى التراجع الحاصل في مبيعات الملابس، وكيف أنهم أغلقوا محلا لهم بداخل السوق، وطلبوا منه ان يبلغ أخاه بالتخفيف عنهم من كثرة المراسلات حيث علم ان عبدالكريم دائم التواصل والعتاب لأعضاء الغرفة حول أوضاع السوق، وقال الدكتور عصام فخرو: «العين بصيرة واليد قصيرة»، مشيرا إلى أن الغرفة في نيتها عمل انطلاقة للفورمولا1 هنا في هذا السوق التاريخي لعل ذلك يحفز من البيع فيه، ويجذب الزبائن اليه.
بعدها دخلوا مجمع يتيم حيث زاروا محلات نبيل الزين للمجوهرات، وقد أعرب المدير الموجود في المحل بترحيبه بالوفد مبينا أن الغرفة تولي السوق اهتماما اكبر. ومن جانبه، سأل رياض المحروس (صاحب محل بيع أقمشة وملابس) رئيس الوفد: الزيارات واللقاءات تمت من قبل، ولكن السؤال، أنتم جئتم للقائنا، فهل لديكم رؤية (تصور خاص) لتطوير السوق في الوقت الراهن؟
وقد أجمع التجار على أن وزارة الثقافة ستغير واجهات السوق من الناحية الجمالية والتراثية ولكنها لا تستطيع إدارة السوق، وتسويق ما فيها من بضائع وسلع.
متفائل بالزيارة
من جانبه قال جواد الحواج رئيس لجنة السوق القديم بالغرفة «بالنسبة إلي فإني متفائل بهذه الزيارة، لأن (سوق المنامة) ليس لها منافس في قدمها، لذا لابد من العمل لإحيائها بالتعاون بين الجهات المختصة والتجار والغرفة، مشيرا إلى انه بجهود جميع الأطراف يمكن تجميل السوق، ويمكن ترميمها وبالتالي تستطيع جذب عدد أكبر إليها فما بالكم لو أننا جعلنا من انطلاقة الفورمولا وان هنا بمكان بارز في السوق مشددا في الوقت ذاته على أهمية توفير بنية تحتية من مواقف السيارات ومرافق صحية ومقاه جميلة تستقبل زوار السوق مع عوائلهم، وهذا ما نأمله في المرحلة القليلة المقبلة.
علينا إنقاذها
وتقول أفنان الزياني عضو إدارة الغرفة «علينا جميعا وبالأخص الغرفة التجارية العمل بجد على إنقاذ السوق القديم، مشددة على ضرورة انطلاقة الفورمولا من هنا، وتـابعت القول: «تعبنا من كثرة اللجان، وتعبنا من نقل مسئولية السوق من وزارة إلى أخرى»، لكن في الواقع ما زالت السوق على حطتها تعاني الغلبة وقلة البيع، وتحتاج إلى الترميم والتطوير، وأكدت انه لابد من وضع خطة شاملة وسريعة تنقذ السوق من وضعه الحالي.
السوق ركيزة
وقال عباس الحليبي (تاجر ذهب) «أتمنى ان تحقق الزيارة أهدافها، لأن السوق القديم هو الوجه الحضاري للبحرين في مرحلة المائة عام الماضية، مشيرا إلى ان هذه الزيارة هي تعبير عن محاولة إدارة الغرفة لتغيير الوضع الراكن والجامد، والمتضررين هم أصحاب المحلات، وهذا اشبع بشيء غريب، وقال: في معظم دول العالم، السوق القديم هو ركيزة للحركة التجارية والاقتصادية، وتستقبل السياح بينما هنا في البحرين يحدث العكس، فإن شاء الله من هذه الزيارة تعاد المياه إلى مجاريها».
ومن جانب آخر، يقول (عبد الكريم الفليج) من مؤسسة مرسيم لبيع الملابس التي قام الوفد بزيارتها «أتقدم بالشكر الوافر إلى كل من الدكتور عصام فخرو وإلى إبراهيم اللنجاوي وأحلام جناحي وخلف حجير مشيرا إلى جهودهم في متابعة قضايا التجار وأصحاب المحلات في السوق واضحة».
وأضاف أنه دائم التواصل مع الغرفة، وأكثر المرات لا يردون على مراسلاته، واستغرب ان يعلن تقديم نماذج واقتراحات لتطوير السوق، وقد قدم مرارا نماذج لأسواق قديمة ومجانية لخدمة السوق وتطويره، وأعطاها للحواج رئيس لجنة السوق لكن من دون جدوى بحسب تعبيره منوها إلى عدم إعطاء الموضوع اهتمام له على الإطلاق.