الجريدة اليومية الأولى في البحرين



عسكرة الثورة

تاريخ النشر : الجمعة ١٦ مارس ٢٠١٢

حامد عزة الصياد



من يتحمل فشل المنظمات الدولية لوقف المذبحة السورية؟
هل تحول مجلس الأمن إلى تنظيم سري يعطي الفرصة لتجار المافيا وإسرائيل والشبيحة في إبادة الشعب السوري؟
أين نحن من السياسة المتضاربة التي يعلنها كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا؟
ماذا تفيد المهل التركية ولم تقم بتوفير ممرات آمنة للمنشقين من الجيش والذين هجرتهم آلة البطش السورية؟
كيف نقرأ تأكيدات واشنطن إجرام نظام الأسد وسقوطه الحتمي، فيم تؤكد «هيلاري كلينتون» تبريرات عدم التدخل في الشأن السوري لأن تنظيم القاعدة سيحاول الاستفادة من الوضع في سوريا ؟
ماذا بقي للمجتمع الدولي من مصداقية بعدما خذل الشعب السوري وترك صدره العاري يواجه الموت بقذائف إيران وصواريخ روسيا؟
أين نخوة المعتصم العربي بعد تعرية النساء واغتصابهن وقتلهن مع أطفالهن بدم بارد في «كرم الزيتون»، وبعض وزراء العرب يصرح بأن الوضع في سوريا يتجه إلى نقطة اللاعودة؟
أغلب الظن أن هذه الأسئلة ليست بحاجة إلى جواب، لكن ليس سرا أن أسد الغابة الذي يشرب بانتظام 25 كأسا في اليوم من دماء ضحاياه على مدى عام كامل، لم يرو ظمأه الآن 100 كأس في اليوم الواحد على الأقل، والسبب في ذلك، تعرضه لتمرد كاسح من أشبال الغابة لإقصائه عن الحكم، الأمر الذي يبرر اعتقاده جواز شرب المزيد من كؤوس الدماء التي لا تترك أثرا من رائحة ينفر منها تماهي الصمت الدولي والفيتو المزدوج لروسيا والصين.
الجميع سئم دعوات وقف العنف، وسئم قرارات الجامعة العربية، وتمنى ألا يسمع تصريحا لـ«نبيل العربي» بشأن سوريا، ويعرف سلفا فشل مهمة «كوفي عنان»، وقد أدرك الرجل ذلك، وبرأ ذمته أمام الله ثم التاريخ من أول لقاء له في سوريا، وأعلن من العاصمة القطرية «الدوحة»، بضرورة عمل سريع وفاعل لوقف القتل في سوريا، وأسند مسئولية ذلك إلى الأسرة الدولية.
مهما يكن من أفكار «عنان» فقد أدرك الرجل أربع حقائق واضحة للعيان:
الأولى: انه بحكم خبراته الطويلة في المنازعات الدولية يعرف جيدا أن لا فائدة من المناشدات الخجول ما لم تصحبها قوة عسكرية لإيقاف القتل.
الثانية: انه وقف على تفاصيل ما حدث مع رأس النظام في دمشق، وفهم أن كل ذلك مضيعة للوقت، حيث يصر «الأسد» على ملاحقة شعبه وإبادته بحجة محاربته للجماعات الإرهابية.
الثالثة: وقوف «عنان» على حقيقة الأوضاع في سوريا واطلاعه الواسع على حجم القصف والاعتقالات الجماعية واغتصاب النساء وذبح الأطفال والشيوخ وهدم المنازل، ولم يجد تحركا جادا لإنهاء هذه المجازر ووقف مخالب أسنان «الأسد».
الرابعة: القلق الذي يساور «عنان»، هو الانفتاح على أكبر مؤامرة دولية لتصفية «أهل السنة والجماعة» في سوريا، ومن ثم يجاهد في إزاحة شبح العار الذي لاحق لجان السياحة والترفيه التابعة للجامعة العربية، وألا ينسب إلى «عنان» ضلوع في المؤامرة، ويتبرأ منها على الملأ، ويؤكد في الوقت نفسه، ضلوع المجتمع الدولي بمؤسساته ومنظماته وهيئاته والجامعة العربية، في تنفيذ هذه الجريمة لتقسيم سوريا، بشرط الحفاظ على الجولان كحديقة خلفية للكيان الصهيوني.