أخبار دولية
أكثر من تسعة آلاف قتيل في سوريا غالبيتهم من المدنيين خلال سنة
تاريخ النشر : الجمعة ١٦ مارس ٢٠١٢
قتل اكثر من تسعة آلاف شخص في سوريا غالبيتهم من المدنيين خلال سنة من انتفاضة شعبية تواجه بحملة قمع شديدة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «قتل 9113 شخصا، بينهم 6645 مدنيا و2468 عسكريا بينهم 471 منشقا». وقال عبدالرحمن «رغم القتل والقمع، الشعب السوري مستمر في ثورته».
ودخلت الانتفاضة امس عامها الثاني متمسكة بمطلبها باسقاط النظام، في وقت تحمل السلطات مسؤولية كل اعمال العنف في البلاد لـ«مجموعات ارهابية مسلحة» مدعومة من الخارج.
ونزح اكثر من ثلاثين ألف شخص إلى دول مجاورة لسوريا خلال السنة الفائتة، بحسب الامم المتحدة، فيما نزح حوالى مئتي الف شخص إلى داخل سوريا. ومنذ اشهر، بدا الطابع العسكري يطغى على التظاهرات السلمية مع اشتداد القمع، واتساع حجم الاشتباكات بين القوات النظامية والمنشقين بالآلاف من المؤسسة العسكرية.
وتكثفت الدعوات من منظمات ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان لوقف القتل في سوريا، ترافقت مع العثور على مزيد من الجثث عليها آثار اعيرة نارية وتعذيب. وحضت 200 منظمة غير حكومية للدفاع عن حقوق الانسان في بيان نشر أمس الخميس «مجلس الامن ان يتحد ويتبنى قرارا يدعو الحكومة السورية إلى وقف القصف العشوائي للاحياء المدنية وانتهاك القانون الدولي ووضع حد للاعتقالات التعسفية والتعذيب وضمان وصول العاملين الانسانيين والصحفيين ومراقبي حقوق الانسان».
وقال زياد عبدالتواب من معهد القاهرة لحقوق الانسان «خلال عام، ارتفع عدد القتلى في سوريا إلى اكثر من ثمانية الاف وخصوصا مئات الاطفال. ألم يحن الوقت كي يتحد العالم لاتخاذ خطوات فعالة لوقف هذا الامر؟». وقال كينيث روث من هيومن رايتس ووتش ان «روسيا والصين جمدتا مرتين عمل مجلس الامن» وهو دعم قوي اعتبره بشار الاسد «رخصة للقتل». واضاف «يتعين على موسكو وبكين ان توقفا تقديم تغطية دبلوماسية للفظائع السورية وان تطلبا وقف القصف العشوائي والهجمات على المتظاهرين السلميين».
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها «مدينة بعد مدينة وبلدة بعد بلدة تستخدم قوات الامن السورية وسائلها للارض المحروقة بينما تلجم الصين وروسيا مجلس الامن الدولي».
واعلنت وزارة الخارجية الهولندية يوم الاربعاء اقفال سفارتها في دمشق «بسبب تدهور الظروف الامنية على الارض ولتوجيه اشارة سياسية إلى سوريا». وسبق لدول غربية عدة بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا ان اقدمت على الخطوة نفسها.
وحذر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس الخميس من مخاطر نشوب حرب اهلية في سوريا في حال تسليم اسلحة إلى المعارضة. وقال جوبيه ان «الشعب السوري منقسم بشكل عميق وان اعطينا اسلحة إلى فئة معينة من المعارضة في سوريا، فسوف ننظم حربا اهلية بين المسيحيين والعلويين والسنة والشيعة، وقد يكون الامر بمثابة كارثة اكبر من الكارثة القائمة اليوم».
في الوقت ذاته قام النظام بعرض قوة عبر تجمعات ضمت عشرات الآلاف في مناطق عدة «من اجل سوريا» ودعما لنظام الرئيس بشار الاسد. وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) «في مشهد وطني يحمل رسالة للعالم أجمع بأن الشعب السوري اختار وحدته الوطنية واستقراره بعيدا عن التدخلات والاملاءات الخارجية توافد ملايين المواطنين السوريين منذ الصباح إلى ساحات وشوارع الوطن في المحافظات للمشاركة في المسيرة العالمية من اجل سوريا».
واوضحت ان المشاركين خرجوا «رفضا للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للشعب السوري ودعما لبرنامج الاصلاح الشامل الذي يقوده السيد الرئيس بشار الاسد لبناء سوريا المتجددة واستنكارا للحملة العدائية والمؤامرة التي تستهدف سوريا وتقودها بعض الاطراف العربية».
وبث التلفزيون السوري لقطات مباشرة ظهرت فيها حشود ضخمة في عدد من الساحات السورية منها ساحة الامويين التي تقع في وسط العاصمة وهم يرفعون الاعلام السورية.
كما شوهد علم سوري عملاق طوله امتار عدة. كما بث التلفزيون لقطات لعشرات الاف المشاركين في حلب والسويداء واللاذقية والحسكة ودرعا ودير الزور. وفي مشهد اخر، افادت لجان التنسيق المحلية المشرفة على الحركة الاحتجاجية عن خروج مظاهرات عدة مناهضة للنظام في عدد من المناطق السورية. وذكرت اللجان في بيانات متلاحقة ان تظاهرات خرجت في تل رفعت (ريف حلب) تهتف لحمص وادلب، وفي حي سيف الدولة في حلب تهتف للجيش الحر والمدن المحاصرة. كما خرجت من جامعة حلب تظاهرة طلابية «هاجمتها قوى الامن بالغازات المسيلة للدموع»، بحسب البيان. في شمال شرق البلاد، خرجت تظاهرة امام جامع قاسمو في القامشلي تهتف للثورة وتطالب باسقاط النظام، بحسب اللجان. وفي ريف دمشق، اشارت اللجان إلى «اطلاق نار مباشر باتجاه المتظاهرين امام الجامع الكبير في مدينة دوما وتعزيزات أمنية متزامنة مع اقتحام شارع الجلاء في المدينة. كما خرجت تظاهرة حاشدة من الجامع الكبير تطالب باسقاط النظام في التل».
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس الخميس عن العثور صباحا «على 23 جثة قرب مزرعة وادي خالد غربي مدينة ادلب تم التعرف على 19 منها حتى اللحظة وظهرت عليها اثار التعذيب الشديد». واشار إلى ان «الجثث كانت معصوبة الاعين ومقيدة اليدين وقد تم قتلهم جميعا بعيارات نارية».
وفي محافظة ادلب ايضا، قتل اربعة مواطنين اثر «اطلاق الرصاص من قوات الامن السورية على سيارة كانت تقلهم على طريق ادلب كفريا». كما سقط خمسة قتلى برصاص الامن السوري في في معرة حرمة وخان شيخون وكفرنبل.
في غضون ذلك قال متحدث باسم كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية لسوريا امس ان عنان مازال يجري اتصالات مكثفة مع السلطات السورية بشأن مقترحاته لوقف العنف. وقال المتحدث أحمد فوزي في جنيف «باب الحوار مازال مفتوحا. مازلنا نتواصل مع السلطات السورية بشأن مقترحات السيد عنان».
الى ذلك قالت الامم المتحدة ان عددا من خبرائها سينضمون إلى المهمة الانسانية التي تقودها الحكومة السورية في عدد من المدن التي تشهد احتجاجات، ابتداء من عطلة نهاية الاسبوع. وصرحت فاليري اموس مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة ان عددا من موظفي الامم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي سيشاركون في المهمة التي ستقوم بزيارات إلى حمص وحماة وطرطوس واللاذقية وحلب ودير الزور ومناطق ريف دمشق ودرعا. الا ان اموس اكدت انه «من المهم وبصورة متزايدة ان يتم السماح للمنظمات الانسانية بالدخول من دون اعاقة لتحديد الاحتياجات الملحة وتقديم الرعاية الطارئة والامدادات الاساسية. لا مجال لاضاعة الوقت». واضافت في بيان «اكرر دعوتي للحكومة السورية بان تسمح للمنظمات الانسانية بالدخول من دون اعاقة حتى يمكنها مساعدة الناس المحتاجين بطريقة محايدة وغير متحيزة».